2015-01-04, 14:54
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
|
إحصائية
العضو |
|
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جارية العصر الجاهلي
هل يتعارض العلم مع الدين؟هل العقل يقودنا الى الايمان او التشكيك؟هل يُطلب منا التسليم ام البحث في خلق السموات والارض مثلا؟ هل انت تضع نفسك في مواجهة الاسلام بالنقد و التمحيص؟.
|
بداية , مقولة عدم تعارض الدين مع العلم لا يجب أن تكون مجرد مقولة نرددها دون أن نبحث و نفكر و نقارن... فنظريا كل شخص يمكنه أن يقول ذلك . لكن الذي يؤكد فعلا صحة هذه المقولة هو السماح لأنفسنا بفحصها و عرضها للنظر العقلي... إذ لا يعقل أن نصر على ترديد أن الدين لا يتعارض مع العلم و في نفس الوقت نحن نجرم و نجشب و ندين من يطرح جديا البحث في هذا الامر... إذا كنا واثقين من صحة ديننا فلم الخوف؟ هذا الخوف في نظري دليل على إيمان سطحي و هش و موروث . و بالنسبة لي الإيمان الموروث يكاد يكون دون قيمة, لانه لا فرق كبير بين أصحاب الإيمان الوراثي من مختلف الأديان... لهذا الجواب على هذا السؤال لا يجب أن يؤخذ بشكل تلقيني. فعلى كل شخص أن يبحث و ينظر و يفكر بنفسه ليجد الجواب بنفسه... و من هذه الناحية فالعقل يؤدي حتما إلى التشكيك بالكثير من الموروثات و المعتقدات. فالتفكير النقدي و العقلانية مثلا أدت إلى تخلي تدريجي عن المسيحية في الغرب لأنه و بداية من كوبرنيكس بدأ الإنسان الاوروبي يطرح الأسئلة حول مدى صحة التصورات الدينة عن العالم و الطبيعة و الوجود. و هذا الامر ادى إلى نشأة عدة مذاهب و توجهات. منها من رأى المشكلة تكمن في الكنيسة و ليس في الدين و منها من رأى أن الدين و العلم هما مجالان منفصلان و لا يجب محاولة المقارنة بينهما و منها من رأى أن التعارض مع العلم يعني ببساطة أن الدين المسيحي هو مجرد صناعة بشرية ...الخ
و الإسلام في هذا الوقت يتعرض لنفس الإمتحان الذي تعرضت له المسيحية منذ 5 قرون . و سياسة الهروب من النقاش لن تنفعنا لأنها نفس الطريقة التي اعتمدتها الكنيسة و لم تؤدي إلا إلى تعزيز الشكوك في الدين و الايتعاد عنه. فالاستمرار بمطالبة الناس بمجرد التسليم و عدم التفكير هو موقف يجعل إيمانهم لا يختلف عن إيمان بقية الاديان و سيؤدي في المحصلة إلى إيمان شكلي لا قيمة له... ثم و مرة أخرى , لماذا الخوف أصلا. هل هو الخوف من الوصول إلى نتائج مختلفة؟ مجرد الامتناع عن التفكير و البحث بسبب الخوف من أن تكون النتائج مختلفة عن ما نريد هو دليل على التدين الوراثي. و نفس الأمر ينطبق على التراث بصفة عامة, لأن من المهم أن نحترم الحقيقة كأهم قيمة . و ما نعتقد أنه حقائق يجب أن ينبع عن قناعات فعلية ناتجة عن بحث الأمور بتجرد و موضوعية و ليس بمجرد التكرار و الترديد و منع الأصوات و الآراء الأخرى المخالفة لموروثاتنا... لهذا فالقضية ليس قضية مواجهة للإسلام بل مواجهة للذات. و ليست قضية نقد بمعنى إظهار العيوب. فمدلول النقد لا يعني ذلك, بل هو يعني الفحص و التمحيص و التقييم و يتناول العيوب و المحاسن أينما وجدت...
|
|
|
|