السلام عليكم ورحمة الله
هذه الحقيقة لم تكن موجودة أبدا منذ القدم، ضربتِ بعرض الحائط كثيرا من أعرافنا،
بل وبعضا من أمور الدين.ليس قديما، كان الناس يمنعون بناتهم من الذهاب إلى الجامعات،
ويجبرونهن على المكوث في البيت، لماذا؟ أليس لأن البيت في نظرهم أكثر سترا وحماية للفتاة؟
هذا بحث عن الاستقامة،لا يزال الناس في اختلاف عن مشروعية خروج الفتاة إلى الشارع بدون ضرورة مُلحّة،
ومفهوم الضرورة بالضبط مَن صنع الخلاف. أليس هذا لأن الشرع يرى في مكوث الفتاة في بيتها سترا واستقامة،
يصدّقني في ذلك قوله تعالى: ( وقرن في بيوتكن..) وحتى لانكرر الأسطوانة القديمة التي تقول أن الفتاة
المتخلقة تصونها أخلاقها أينما كانت، سواء أخرجت أم لم تخرج، عملت أم لم تعمل، خالطت الرجال أم لم تخالط...
هذا لا يعقل، حتى الصحابة لم يكونوا أقوياء لهذا الحد...كانوا رغم إيمانهم وتخلقهم يبتعدون عن الفتن ويخشونها.
من الطبيعي أن الفتاة التي في البيت أبعد عن الفتن من التي تخرج إلى الشارع وتتعرض مرارا وتكرارا للتحرش والإغراء والاستمالة...
إذن فمن الطبيعي أن يرى الناس "قديما " أن المكوث في البيت مقياس على استقامة الفتاة.
....................
الآن الفيس بوك أخرج الفتاة من بيتها وهي في عقره،
وأتاح لها التواصل مع الرجال بحرية وسلاسة أكبر بكثير
من التي تخرج يوميا، لذلك فقد ألغى هذا المقياس
في رأيي لأنها لم تعد بعيدة عن الفتن كما سبق.