منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سموم اللذة
الموضوع: سموم اللذة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-11, 20:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

* مخاطر الوقوع في الشهوة:


سقنا بعض أسباب الوقوع في الشهوة، ومع إدراكها لدى الشاب، إلا أنه قد يهوِّن عليه الشيطان التساهل فيها، أو عدم قدرته على الترك، أو النكوص بعد الترك، وكل هذه أوهام تزول بذكر المخاطر والعقوبات الرادعة لمن تجاوز في الشهوة وفعلها:


فأول تلك المخاطر: الوعيد الأخروي:

إن من أعظم ما يردع المسلم عن الشهوة ما ورد من النصوص الدالة على العفة، والمحذرة من الشهوة وحال أهلها، فمما ورد في ذلك قوله تعالى: }وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ{ [الأعراف: 80]، وقوله تعالى: }أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ{ [النمل: 55]، وفي آية [الأعراف: 81] قوله تعالى: }إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ{.


يقول العلامة الشنقيطي رحمه الله: (فجعل الله الشهوة في الرجال إلى النساء، وفي النساء إلى الرجال لتجتمع الشهوة والشهوة فيقع التناسل، ويبقى نوع الإنسان. فمن صرف الشهوة إلى غير محلها وجعلها في الذكر أسرف؛ لأنه جاوز الحد ووضع الأمر في غير موضعه، لأنه لو اقتصر بنو آدم، وخرب العالم كله، ولذا قال: }بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ{([1]).


الخطر الثاني: سوء الخاتمة:

فنحن إذا تأملنا حال السلف وحرصهم على فعل الطاعات وتركهم المنكرات، بل ترك المباحات – ورعًا – التي قد تفضي إلى المحرمات، مع خوفهم من سوء الخاتمة هان علينا الترك لما نرى من اللذائذ والشهوات، وعلمنا تقصيرنا وإفراطنا في حقه سبحانه.


فهذا سفيان الثوري رحمه الله الذي قال عنه عباس الدوري رأيت يحيى بن معين، لا يقدم على سفيان أحدًا في زمانه، في الفقه والزهد وكل شيء )([2]).


وقال عنه ابن عيينة ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري) ([3]).


وقال عنه بشر الحافي: (كان الثوري عندنا إمام الناس) ([4]). ومع فضل هذا الإمام وما ورد من ثناء أهل العلم عليه، كان يبكي ويقول لذنوبي عندي أهون من ذا – ورفع شيئًا من الأرض – إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت) ([5]).


وقد ورد عن بعض السلف قريبًا من ذلك، سواءً بأقوالهم أو أفعالهم، فهل أدرك من تجاوز في جانب الشهوات هذه الحقيقة؟!


وأيضًا جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: حدثنا الصادق المصدوق: «..فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها...» الحديث.


يقول ابن عثيمين رحمه الله كما في شرح الحديث: عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ولم يتقدم ولم يسبق، ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي بدنو أجله، أي أنه قريب من الموت «فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار» فيدع العمل الأول الذي كان يعمله، وذلك لوجود دسيسة في قلبه – والعياذ بالله – هوت به إلى هاوية ([6]).


الخطر الثالث: أنها تؤدي بالإنسان إلى الأمراض، والأوجاع في الدنيا، ومنها:


الهربس، والسيلان، والزهري، وما يسمى بفيروس الحب! ولعلك تأذن لي أخذ بوقفة مع هذا الفيروس.


ففيروس الحب هو مرض جديد أشد افتراسًا وأعظم وطأة من الإيدز، بل إن الإيدز – كما يقول الدكتور كينيث مور مكتشف هذا المرض –( يعد لعبة أطفال مقارنة بالمرض الجديد)، ويقول: كاليتون تيل أحد المختصين بالأمراض الجنسية إن الإيدز مقارنة بهذا المرض الجديد يبدو كمجرد تجوال عارض في منتزه، مجرد تجوال لا مشقة فيه ولا نصب).


ويضيف عالم فيروسات من مدينة رأس الرجاء الصالح فجنوب أفريقيا، فيقول إن مرض الإيدز يتسبب غالبًا بسبب الممارسات الجنسية التي لا تتخذ فيها الاحتياطات الكافية، وأما المرض الجديد فإنه لا علاقة له بذلك، حيث إن ضحاياه يلتقطونه من أي مكان.


وعند التقاط هؤلاء للفيروس فليس من الضروري أن يتورطوا في ممارسات جنسية كاملة، سواء كانت باحتياطاتها أم لا؛ ذلك أن بعض الممارسات العاطفية العابرة مثل التقبيل، والاحتضان، وتشبيك الأيدي يمكن أن تؤدي إلى فوران الهرمونات الجنسية التي تنشط فيروس الحب).


عدد ضحايا المرض الجديد


وفي تقديرات الدكتور «كينيث مور» فإن عدد الذين ماتوا من ضحايا هذا المرض الجديد يزيد عن 250 شخصًا، موزعين على أحد عشر قطرًا، وذلك منذ أن تم اكتشاف هذا المرض أخيرًا، وربما يكون عدد الضحايا الذين ماتوا قبل اكتشافه والتعامل معه بشكل جدي – أكبر من ذلك بكثير - ([7]).


الخطر الرابع: أن الجزاء من جنس العمل([8]):


ففعل الفاحشة هو يسير عند ذوي الطباع الخسيسة، إلا أنه دَيْن عما قريب تحل العقوبة بصاحبه، ليس بأن يكون الدَيْن في أهله وذويه فقط، بل يتعدى ذلك إلى انعدام الغيرة على نفسه وذويه وأهله، وتلك والله الخسة في الطباع.


وهنا يقول الشيخ السعدي رحمه الله في معرض ذكره لقوم لوط u في تفسيره لسورة الحجر }وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ{؛ أي: المدينة التي فيها لوط }يَسْتَبْشِرُونَ{؛ أي يبشر بعضهم بعضًا، بأضياف لوط وصباحة وجوههم واقتدارهم عليهم، وذلك لقصدهم فعل الفاحشة فيهم، فجاؤوا حتى وصلوا إلى بيت لوط، فجعلوا يعالجون لوطًا على أضيافه ([9]). اهـ. فهذا منتهى همهم وتفكيرهم – نسأل الله السلامة والعافية.


(ولذا تجد من يتصفون بهذه الفعلة القبيحة سيئي الخلق، فاسدي الطباع، لا يميزون بين الفضائل والرذائل، بل يميلون للرذائل ويستحسنونها وتميل إليها طباعهم، لا يتحرج أحدهم ولا يردعه رادع من السطو على الأطفال الصغار، واستعمال العنف والشدة لإشباع عاطفته الفاسدة)([10]).


الخطر الخامس: أنها تطبع على القلب:

فلا شك أن عمل المعصية إنما هو بجهل أو استخفاف بالذنب، أو استخفاف بالعقوبة، أو غلبة للشهوة والشيطان حتى يصل بالإنسان إلى مرحلة الران، قال تعالى: }كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{ [المطففين: 14]([11]) يقول الحسن رحمه الله: (هو الذنب بعد الذنب، حتى يعمى القلب؛ ولذا يقول ابن القيم رحمه الله: وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية، فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير رانًا، ثم يغلب حتى يصير طبعًا وقفلاً وختمًا، فيصير القلب في غشاوة وغلاف، فإذا حصل له بعد الهدى والبصيرة انعكس فصار أعلاه أسفله، فحينئذ يتولاه عدوه ويسومه حيث أراد )([12]).


الخطر السادس: حرمان الترقي والعلم:

فكيف يؤتى العلم من يريد الجمع بين التفكير في خسيس الطباع، والتفكير في العلم والخير والهدى، وما فيه نفع له وللبشرية من ذلك.


الخطر السابع: الرغبة في العزلة والانطواء على الأغلب:

فرغبة العزلة إنما كانت نتيجة ما يواجهه صاحب المعصية من صراعات داخلية في نفسه بين نوازع الخير ونوازع الشر، فأما إن أخطأ بأن جعل التفكير في معشوقه! ولماذا هجره؟ ولماذا صحب غيره؟ فقد انزلق منزلقًا خطيرًا، فإما أن يتدارك نفسه، أو أن تكون البداية له نحو الهاوية والتفكير في السفليات – نعوذ بالله من الخذلان.


الخطر الثامن: العذاب النفسي:

والمقصود أن من أحب شيئًا سوى الله عز وجل فالضرر حاصل به بمحبوبه ، إن وجد وإن فقد، فإنه إن فقده عذب بفواته، وتألم على قدر تعلق قلبه به، وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله ومن النكد في حال حصوله، ومن الحسرة عليه بعد فوته، أضعاف ما في حصوله له من اللذة:


فما في الأرض أشقى من محب






وإن وجد الهوى حلو المذاق


تراه باكيًا في كل حين






مخافة فرقة أو لاشتياق


فيبكي إن نأوا شوقًا إليهم






ويبكي إن دنوا حذر الفراق


فتسخن عينه عند الفراق






وتسخن عينه عند التلاق ([13])







الخطر التاسع: أنها سبب رئيس للضلالة بعد الهدى، وللحور بعد الكور، وللانتكاس بعد الحماس.


الخطر العاشر: فعل العادة السيئة ([14]):


ولعل من الداعي إيضاح مفهوم العادة السيئة من حيث تعريفها، وأسباب انتشارها، وأسباب فعلها، وأضرارها، وعلاجها.


فتعريف العادة السيئة هو: كل فعل يقصد منه الحصول على اللذة الجنسية بغير الجماع الطبيعي ([15])، ولها مسميات مشهورة، منها: الاستمناء، والخضخضة، وجلد عميرة، وغيرها من المسميات.


وسبب انتشارها راجع إلى سببين:


الأول: سهولة تكرارها.
الثاني: التصاقها بالشباب ([16]).
وعن أسبابها فهي ما يلي:


1- الكسل والبطالة ([17]).
2- سماع الأغاني: سأدع الحديث عما يسمى بالفيديو كليب، أو برامج التغلب على الخوف، أو برامج الـ «ستار أكاديمي»، فالذي يعنينا هو الأغنية المسموعة التي لا يرى بعضهم فيها بأسًا، فليس في ذلك ما يدعو للتشكك والريبة، بل استماع بريء كما يقال وإلى هؤلاء أوجه هذين السؤالين:


* ما الذي يجنيه الشاب من سماعه لذلك المغني الذي يتغنى في معشوقته وابتسامتها وحزنها وفرحها؟


* ما الذي يجنيه الشاب من سماعه لتلك المغنية التي تتغنى في معشوقها، وتتمنى قربه والجلوس معه، واللقاء به؟!!


أترك الإجابة لمن جل اهتمامهم الاستماع البريء!!


وعن ما يخص الفيديو كليب وبرامج الـ «ستار أكاديمي» فالواقع يشهد أن الأمر ما عاد يقف على التقبيل والاحتضان – مع خطورته – بل إلى ما هو أفظع من ذلك! بل إلى ما يستحيا من ذكره، وهل شيء يُستحى من ذكره غير الزنا – أجارنا الله والمسلمين منه.


وإياك أحذر أخي الشاب أن تستثير غرائزك وعواطفك إلا فيما يحل لك.


3- التطفل في معرفة العادة السيئة: فهناك من يقوده معرفتها إلى فعلها، وما يضيرك أخي الشاب عند عدم علمك بها؟!


4- عدم فقه مسألة: أخف الضررين؛ فقد يستمع الشاب فتوى لأحد أهل العلم يقول فيها لأحد المستفتين: وفعل العادة السيئة أخف من فعل الزنا – والعياذ بالله -فيظن أن هذه الفتوى تعني الجواز، وهذا هو عين الجهل، بل مقصود المفتي أن هناك من اضطُر لذلك لفعل الزنا – أجارنا الله من ذلك- فهذا الأولى في حقه فعل العادة حسب ما يراه ذلك المفتي، لا أن يجلس الشاب الساعات الطوال أمام البرامج والقنوات الإباحية، ثم يقول: أنا أفعل العادة وهي أخف من الزنا بالنسبة لي!ّ

([1])العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير 3/563.

([2])سير أعلام النبلاء، 7/237.

([3])الكتاب السابق، 7/238.

([4])الكتاب السابق، 7/239.

([5])المرجع السابق، 7/258.

([6])شرح الأربعين النووية ص88.

([7])الفاحشة – عمل قوم لوط – الأضرار – الأسباب – سبل الوقاية والعلاج ص51-53.

([8])تم اقتباس عناوين النقاط الأربع من كتاب صراع مع الشهوات، للشيخ المنجد.

([9])تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص433.

([10])أحداث صحبة الأحداث ص27.

([11])الجواب الكافي ص93.

([12])الجواب الكافي ص93.

([13])إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ص58.

([14])أعني بالعادة السيئة ما تسمي بالعادة السرية.

([15])العادة السرية عند الرجل والمرأة، ص10.

([16])كيف تواجه الشهوة، وتقضي على العادة السرية، ص49.

([17])العادة السرية عند الرجل والمرأة، ص22.









رد مع اقتباس