منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فروق هامّة يجب على كل مسلم معرفتها !
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-14, 13:57   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي


فصل [شرف النفس]
و أما شرف النفس فهو صيانتها عن الدنايا والرذائل والمطامع التي تقطع أعناق الرجال فيربأ
بنفسه عن أن يلقبها في ذلك، بخلاف التيه فإنه خلف متولد بين أمرين إعجابه بنفسه وإرادته
بغيره فيتولد من بين هذين التيه والأول يتولد بين خلقين كريمين إعزاز النفس وإكرامها وتعظيم
مالكها وسيدها أن يكون عبده دنيا وضيعا خسيسا فيتولد من بين هذين الخلقين شرف النفس
وصيانتها، وأصل هذا كله استعداد النفس وتهيؤها وإمداد وليها ومولاها لها فإذا فقد الاستعداد
والإمداد فقد الخير كله.



فصل [الفرق بين الحمية والجفاء]
و كذا الفرق بين الحمية والجفاء فالحمية فطام النفس عن رضاع اللوم من ثدي هو مصب الخبائث
والرذائل والدنايا ولو غزر لبنه وتهالك الناس عليه فإن لهم فطاما تنقطع معه الأكباد حسرات
فلا بد من الفطام فإن شئت عجل وأنت محمود مشكور. وإن شئت أخر وأنت غير مأجور.
بخلاف الجفاء فإن غلظة في النفس وقساوة في القلب وكثافة في الطبع يتولد عنها
خلق يسمى الجفاء.



فصل [الفرق بين التواضع والمهانة]
و الفرق بين التواضع والمهانة أن التواضع يتولد من بين العلم باللّه سبحانه ومعرفة أسمائه
وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله،
ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عمله
وآفاتها، من بين ذلك كله خلق هو التواضع وهو انكسار القلب للّه وخفض جناح الذل والرحمة
بعباده فلا يرى له على أحد فضلا ولا يرى له عند أحد حقا بل يرى الفضل للناس عليه
والحقوق لهم قبله، وهذا خلق إنما يعطيه اللّه عز وجل من يحبه ويكرمه ويقربه.
و أما المهانة: فهي الدناءة والخسة وبذل النفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها كتواضع
السفل في نيل شهواتهم وتواضع المفعول به للفاعل وتواضع طالب كل حظ لمن يرجو نيل
حظه منه فهذا كله ضعة لا تواضع واللّه سبحانه يحب التواضع ويبغض الضعة والمهانة:
وفي الصحيح عنه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأوحى إلى تواضعوا حتى لا يفخر أحد
على أحد ولا يبغي أحد على أحد والتواضع المحمود على نوعين:
النوع الأول: تواضع العبد عند أمر اللّه امتثالا وعند نهيه اجتنابا فإن النفس لطلب الراحة تتلكأ
في أمره فيبدو منها أنواع إباء وشراد هربا من العبودية وتثبت عند نهيه طلبا للظفر
بما منع منه فإذا وضع العبد نفسه لأمر اللّه نهيه فقد تواضع للعبودية.
و النوع الثاني: تواضعه لعظمة الرب وجلاله وخضوعه لعزته وكبريائه فكلما شمخت نفسه
ذكر عظمة الرب تعالى وتفرده بذلك وغضبه الشديد على من نازعه ذلك فتواضعت إليه نفسه
وانكسر لعظمة اللّه قلبه واطمأن لهيبته وأخبت لسلطانه، فهذا غاية التواضع وهو يستلزم
الأول من غير عكس والمتواضع حقيقة من رزق لأمرين واللّه المستعان.










رد مع اقتباس