منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جبر الكسر في الأسباب المعينة لأداء صلاة الفجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-30, 19:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

صافي الينبوع في

الأسباب المعينة على الخشوع

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:


فهذه نبذة يسيرة كتبها بعض طلبة العلم الناصحين لإخوانهم المسلمين، تتضمن بعض الأسباب النافعة الجالبة للخشوع في الصلاة، الذي هو لبها وروحها، فمن تأمل هذه الأسباب واجتهد في تطبيقها فلابد أن يتأثر ويكتسب صفات تحمله على الإقبال على الصلاة، وحضور القلب فيها، والانتفاع بما يقول ويفعل داخل صلاته فرضًا أو نقلاً، كما هي حالة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وأهل التقى والعلم من أتباعه، حيث عرفوا الحكمة من شرعية هذه الصلوات فجعلوها قرة العين وسرور القلب وراحة البدن، يتلذذون بها كما يتلذذ غيرهم بشهوات البطن والفرج، ويفرحون ويُسرون بالدخول فيها كما يفرح غيرهم باللهو والمرح والطرب؛ ذلك لأن قلوبهم خالية عن الميل إلى الدنيا وزخرفها وزينتها، متعلقة بكل ما يحبه ربهم وما يقربهم من رضاه، فمتى دخل أحدهم في صلاته خشعت جوارحه وسكنت عن الحركة؛ حتى ليشبه أحدهم بالخشبة المنصوبة من طول القيام، وحتى ليقع الطير على رأس أحدهم عندما يراه منتصبًا لا يتحرك منه سوى لسانه مخافته، ولا شك أن تلك الصلاة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتزيد في العمل وتكفر بها الذنوب والخطايا، فأهلها عند الدخول فيها يستحضرون القيام بين يدي ربهم، ويتمثلون جلاله وكبرياءه، فيتأملون كل كلمة تمر على ألسنتهم في قراءة أو دعاء أو ذكر؛ مستحضرين لمعناها متفقدين لأنفسهم في العمل بها أو تركه، وهكذا يخشعون ويخضعون في كل ركن من أركان الصلاة، متأملين الحكمة في شرعيته ومعنى كونه عبادة، فهذه الصلاة هي التي يُستعان بها على أمور الدين والدنيا كما في قوله تعالى: }وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ{ يعني أن مثل هذه الصلاة ثقيلة شاقة على غيرهم حيث تغلب على الأكثر الأوهام وتتوارد عليه الوساوس وحديث النفس، ويتذكر في صلاته ما كان ناسيًا، ويجول قلبه في شهواته ومكاسبه كما هو الواقع في هذه الأزمنة، وكما يُشاهد من كثرة السهو والغفلة وكثرة الاضطراب والحركة بيد أو رجل أو رأس؛ بحيث أصبحت الصلاة عادة لا عبادة، إنما يؤديها الأغلب مجاراة ومتابعة، فلا يأتون فيها بسنن ولا يتأثرون بها في حياتهم، ولو أنهم تأملوا ما تأمله الأولون لكانوا مثلهم أو قريبًا منهم، فالله المستعان وعليه التكلان، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


* * * *









رد مع اقتباس