منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - صلاة الاستسقاء ...كيفيتها وفضلها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-28, 15:24   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ايمن جابر أحمد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


حكمة المشروعيّة
4 - إنّ الإنسان إذا نزلت به الكوارث، وأحدقت به المصائب فبعضها قد يستطيع إزالتها، وبعضها لا يستطيع بأيّ وسيلةٍ من الوسائل، ومن أكبر المصائب والكوارث الجدب المسبّب عن انقطاع الغيث، الّذي هو حياة كلّ ذي روحٍ وغذاؤه، ولا يستطيع الإنسان إنزاله أو الاستعاضة عنه، وإنّما يقدر على ذلك ويستطيعه ربّ العالمين فشرع الشّارع الحكيم سبحانه الاستسقاء، طلباً للرّحمة والإغاثة بإنزال المطر الّذي هو حياة كلّ شيءٍ ممّن يملك ذلك، ويقدر عليه، وهو اللّه جلّ جلاله‏.‏
أسباب الاستسقاء‏:‏
5 - الاستسقاء يكون في أربع حالاتٍ‏:‏

الأولى‏:‏ للمحلّ والجدب، أو للحاجة إلى الشّرب لشفاههم، أو دوابّهم ومواشيهم، سواءٌ أكانوا في حضرٍ، أم سفرٍ في صحراء، أم سفينةٍ في بحرٍ مالحٍ‏.‏ وهو محلّ اتّفاقٍ‏.‏

الثّانية‏:‏ استسقاء من لم يكونوا في محلٍّ، ولا حاجة إلى الشّرب، وقد أتاهم الغيث، ولكن لو اقتصروا عليه لكان دون السّعة، فلهم أن يستسقوا ويسألوا اللّه المزيد من فضله‏.‏ وهو رأيٌ للمالكيّة والشّافعيّة‏.‏

الثّالثة‏:‏ استسقاء من كان في خصبٍ لم كان في محلٍّ وجدبٍ، أو حاجةٍ إلى شربٍ‏.‏ قال به الحنفيّة، والمالكيّة، والشّافعيّة‏.‏


الرّابعة‏:‏ إذا استسقوا ولم يسقوا‏.‏ اتّفقت المذاهب الأربعة‏:‏ الحنفيّة، والمالكيّة، والشّافعيّة، والحنابلة على تكرار الاستسقاء، والإلحاح في الدّعاء؛ لأنّ اللّه تعالى يحبّ الملحّين في الدّعاء، ولقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم‏}‏ ولأنّ الأصل في تكرار الاستسقاء قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول‏:‏ دعوت فلم يستجب لي» ولأنّ العلّة الموجبة للاستسقاء هي الحاجة إلى الغيث، والحاجة إلى الغيث قائمةٌ‏.‏ قال أصبغ في كتاب ابن حبيبٍ‏:‏ وقد فعل عندنا بمصر، واستسقوا خمسةً وعشرين يوماً متواليةً يستسقون على سنّة الاستسقاء، وحضر ذلك ابن القاسم وابن وهبٍ‏.‏ إلاّ أنّ الحنفيّة قالوا بالخروج ثلاثة أيّامٍ فقط، وقالوا‏:‏ لم ينقل أكثر من ذلك‏.‏

ولكن صاحب الاختيار قال‏:‏ يخرج النّاس ثلاثة أيّامٍ متتابعةٍ‏.‏ وروي أكثر من ذلك‏.‏









رد مع اقتباس