[المكارم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا بك مجددا أخي الفاضل عبد المجيد وشكرا على احترامك وتقديرك لي ولعائلتي

وأصدقائي وأهل عشيرتي ، وصدقا محبتي لك تشمل كل الجزائريين بلا استثناء

حتى الجندي الذي أصاب المواطن برصاصتين سأبقى أحبه ، لأنه أخي وأعلم أن

قلبه ينزف ندما لأن الذي أصيب يبقى أخاه وسيبقى كذلك ، في حالة الغضب والطّيش

نفقد أحيانا صوابنا ونأذي حتى أبناءنا وإخوتنا من أبينا وأمنا ، لكن سرعان ما نندم

لأنهم أهلنا ومن دمنا ..


لا عليك أخي عبد المجيد ، لك كامل الحرية في التعبير عن رأيك وكلامك لن يزعجني أبدا

بالعكس ، سأكون أول المدافعين عن حريتك في التّعبير عن رأيك وعن ما تعتقده حقيقة

وواقع حال ، تأكد أخي أن نظرتي تجاهك ستبقى كما هي ولن تتغيّر برأي شخصي أنت تؤمن به ..

أتفق معك أخي عبد المجيد في كثير من الأمور ، تبقى نقطة الإختلاف الوحيدة بيننا هي

في المعيار المُتّبع في النّظر إلى العلاقات بين الشّعبين ، عن نفسي ، سياسة الأنظمة وممارساتها

لا دخل لها في تكوين نظرتي للشعب الجزائري ، تعاملت كثيرا مع الجزائريين تجاريا ، ذكرياتي

الجميلة معهم مازالت معي ، أما الذكريات البئيسة مع القلة القليلة منهم فقد طرحتها من ذاكرتي نهائيا ..

مازالت بعض الأطلال قائمة إلى اليوم لثكنة المستعمر التي كانت تجاور مقر بومدين بمنطقتنا

وإذا سمحت الظروف سأرسل لك صور منها لأنني أعرف اهتمامك بالتاريخ وخصوصا مرحلة

الثورة الجزائرية ..

محاولة اغتيال الحسن الثاني كانت بالحسيمة سنة 1958 عندما كان وليا للعهد ، وهي المحاولة

الأولى في سلسلة محاولات الإغتيال التي أتت بعدها ، وبسببها عانت المنطقة الشمالية الشرقية

بما فيها وجدة من التّهميش الممنهج لسنوات عدة ..

أشكرك مجددا على ترحيبك بي في بلدي الجزائر ، وبدوري أقدم لك دعوة لزيارة أخيك

المكارم وسأسعد كثيرا إذا قبلت الدعوة وزرتني فعلا ..

تحيتي واحترامي لأخي