اليوم نبدأ بالخلل والسر الثاني، في إشكالات بناء الحدود بين الزوجين. وقد قلنا أنه للوصول للجنة في الحدود بين الزوجين (1) لابد من معرفة تلك الإشكالات والتي بدأنا أولها في الحدود بين الزوجين (2):
سيطرة الأنثى:
يبدي الذكر ردة فعل سلبية، بدون نعم أو لا! انما فقط سكوت واستجابة لما تريد! مما يسمح للأنثى الإقتحام فعلاً في حياته الخاصة، والتي تسمى بالعامية ركوب! فهي تتوغل في حياته تبحث عن حدود للتواصل! فتجدها مرة تطلب، ومرة تصرخ، ومرة تبكي، ومرة تضحك، ومرة تشاكس…الخ! وهو مسالم لا يبدي اي ردة فعل! الى أن تسيطر الأنثى عليه بالكامل! (شكل رقم 5)

5
وهنا أريد أن اقف وقفة للإجابة على تساؤل لكثير من الذكور والإناث. لماذا المرأة تنجذب للرجل اللئيم او الشرير او الشرس…الخ، وتترك الطيب أو الذي على نياته، أو صاحب قلبه ابيض…..الخ؟
فلو بحثنا في قواميس اللغة، نجد أن للمسميات السابقة، معاني محددة ثابتة وتعطي إنطباع معين عند سماعها. لكن الذي يهمنا معناها في قاموس التواصل بين الذكر والأنثى. ففي لغة التواصل، بين الأفراد بصفة عامة؛ نجد أن كلمة شرير، لئيم، الشرس، لها معنى إيجابي جاذب، ملفت للنظر ويدل على القوة! أما كلمة طيب، على نياته، قلبه أبيض؛ نجد أن لها معنى ساخر، منفر، ومثير للشفة، تدل على الضعف!
ومعنى القوة في نظر الإناث: الرجل القادر على إستعراض مهارتين ضروريتين: القدرة على البقاء، والقدرة على التكاثر! فالقدرة على البقاء تدل على: الحماية، الرعاية، النظافة، الصحة، الإعتماد على النفس….الخ! وأما القدرة على التكاثر تدل على: الإهتمام، التفهم، التحمل، الإحتواء، قادر على الإمتاع…الخ! فالضعيف هو الغير قادر على إستعراض تلك المهارتين! فيظهر كأنه ساذج، كثير الإحتياج أو ما نقوله بالعامية: طيب!
وهذا ماتضعه الإناث في الحسبان والذي يجعل الذكر في الحقيقة يترقى في تلك المهارتين والتي لاحقاً تتفرع إلى أكثر من مهارة! وهذا سر إهتمام الإناث بتحسين الرجل.
والآن كيف يتصرف كل من الرجل والمرأة لتجاوز هذا الأشكال؟
الرجل:
أعلم أنك جيداَ انك تخشى جداً على أحاسيسها، وتريدها سعيدة دائماً. هذا شي جميل لكن لابد أن تكون لك كلمة! إذا رأيت ما يزعجك أو يغضبك من زوجتك. سواءاً من سلوك أو كلام، لا بأس من إبداء رأيك وقول ان ما يبدر منها غير لائق! وعليك أن تتوقع أنها قد تنزعج وبل تقاوم أيضاً فهذا من حقها! لكن أحياناً علينا أن نصر على رأينا! (في نفس السلسلة لاحقاً: سوف أشرح الوقت والزمان والطريقة المناسبة لإخبارها بحقيقة رأيك).
نعم قد تكون لئيمة معك لبضعة أيام، هذا إذا كان شديدة العناد، وهذا طبيعي جداً! ولا تسألها عن حالها تجاه قرارك! فهذا مؤشر أنك ما زلت متردد، وقد تنفجر في وجهك، لأنها في مرحلة ترسيخ الحدود واحترامها لقرارك! بل زد من إهتمامك ولا بأس ببعض الرشاوي ( ورد وهدايا). وحتى لو قالت لك : لن تنجح في إرضائي هذه الهدايا! هذا أيضاً طبيعي لأنها تخلت قليلاً من كبريائها من أجلك (نعم كبريائهن وهذا موضوع أخر).
الأنثى:
خففي من مقاومتك، وعنادك، ولئامتك تجاه قراره! لأني أعلم انها فرصة جيداً للتخفيف من ضغوطك تجاه اي شيء آخر ثم تضعينها حجة بأن قراره هو السبب! فليس كل الرجال لديه هذا الإستيعاب ولديه قدرة على التحمل!
وأحياناً لا بأس ان تجعليه يصدق أنه انتصر وأنه رجل البيت! فهذا سوف يزيد ثقته في نفسه، خصوصاً مع الزوج اللطيف. واطمئني فبعد ترسيخ الحدود سوف تظهر لك فرصة أفضل لكي تفشي خلقك فيه!
طبعاً هذا بإفتراض أن كلا الطرفين عقلاء وصادقين في بناء علاقتهما الزوجية وترسيخها ويريدان فهم بعضهما.