منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الفرق بين الحرف والاداة في النحو (الاعراب)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-09-06, 00:32   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
حسام الدين محمد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حسام الدين محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحرف لغة اصطلاحا
الحرفُ عنصر أساس من عناصر تأليف الجملة ،. والحرفُ في اللغة الطّرف والحدّ والشفير. ذُكر في الصحاح أن» حرف كلّ شئٍ طرفه وشفيره وحدّه« . والحرف من السفينة والجبل جانبُهُما، والجمع أحرُف وحروف ، قال الخليل بن أحمد الفراهيدي : » الحَرْف من حُروف الِهجاء، وكلّ كلمة بُنيت أداةً عارية في الكلام لتفرقة المعاني تسمى حرفا ، وإن كان بناؤها بحرفين أو أكثر، مثل : حتى و هل و بل ولعل ، وكل كلمة تقرأ على وجه من وجوه القرآن تُسمّى حرفا ، يقال: يقرأ هذا الحرف في حَرْف ابن مسعود أي في قراءته ، . وسُميت حروفُ المعجم حروفا، وذلك أنّ الحرفَ حدُّ منقطع الصوت، وغايته وطرفه كحرف الجبل ونحوه، ويجوزُ أن تكونَ سُميت حروفا لأنها جهاتٌ للكلم ونواحٍ كحروف الشيء وجهاته المحدقة به، ومن هذا قيل فلان يقرأ بحرف أبي عَمرو و غيره من القرّاء ؛ وذلك لأنّ الحرفَ حدٌّ ما بين القراءَتينِ ، وجهته وناحيته، و من هذا سمّى أهلُ العربية أدواتِ المعاني حروفا. نحو: من وقد و في وهل وبل، وذلك لأنّها تأتي في أوائل الكلام وأواخره في غالب الأمر فصارت كالحروف والحدود له « . يقول الزجاجي:» وسمي الحرف حرفا، لأنه حد ما بين الاسم والفعل، و رباط لهما، والحرف حد الش ، فكأنه لوصله بين هذي كالحروف التي تلي ما هو متصل بها .
أمّا في الاصطلاح فإن أقدم نصّ عُرفَ بين النحاة ، في تحديد معنى الحرف هو لسيبويه، حين عدّ أقسام الكلم فقال : » الحرفُ ما جاء لمعنىً ليس باسم ولا فعل ، ومثل له بـ : ثمّ وسوف، وواو القسم ، ولام الإضافة و نحوها «
وكذلك في عبارات مَن عاصر سيبويه مثل خلف الأحمر فقد اكتفى بقوله : »العربية على ثلاثة : اسم و فعل و حرف جاء لمعنىً « ، وكذلك في عبارات مَن تأخر عنه مثل المبرد الذي اكتفى بقوله: » وحرف جاء لمعنى
و ذكر أبو علي الفارسي: »أن الحرف ما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل . نحو: لام الجر و بائه و هل و قد و ثم وسوف و حتى.
الأداة لغة اصطلاحا
قال خلف الأحمر (ت180 هـ) عند تعريفه الحرف. »هو الأداة التي ترفع وتنصب وتخفض الاسم وتجزم الفعل« . كما استعمله المبرد(ت285هـ) بمعناها اللغوي، وأراد به الآلة التي تستعمل في العمل سواء أكانت حرفاً أم غيره، إذ نجده يقول: » اعلم أنّ الأفعال أدوات للأسماء، تعمل فيها كما تعمل الحروف الناصبة و الجارة ، وإنْ كانت الأفعال أقوى في ذلك« . وهذا يدل على أنّ المبرّد يعتبر الأداة أشمل و أعم من الحرف. وقد تبنى رأيه هذا الكثير من النحويين إذ أدخلوا في الأدوات طائفة من الأسماء والأفعال، فتجدهم يقولون أدوات الشرط، وأدوات الاستثناء، وأدوات الاستفهام وغيرها. بينما عدّ ابن السرّاج (ت316هـ)الحرف هو الأداة، إذ بالإمكان استعمال أحدهما بدل الآخر، فقد ذكر في باب الحروف التي جاءت للمعاني، أنّ هذه الحروف إنّما هي أدوات قليلة تدخل في الأسماء والأفعال . بينما حد الفارابي(ت339هـ) الأداة بقوله: » لفظ يدل على معنى مفرد،لا يمكن أن يفهم وحده ، من دون أن يعرف باسم أو كلمة« ، والذي يفهم من هذا الحد أنّ دلالة الأداة هي الآلة الرابطة، أوالحرف الرابط، وهو ما ينطبق على الحرف فحسب، ولايمكن عدّه من تعريفات الأداة.
و من بين الفروق نذكر ما يلي:
-الحرف - كما حدّه النحويون- يتميز بأنه قد يعمل في قسمي الكلمة- الاسم والفعل- ولا يعمل فيه غيره، إذ ليست له وظيفة نحوية معينة ، فدلالته تكمن في غيره. فالهمزة_مثلاً_ لا تكون مسنداً ولا مسنداً إليه، ولا تكون فاعلاً أو مفعولاً أو حالاً، والكلام ذاته ينطبق على ( هل، وفي ، ومن وعن)، وغيرها من الحروف. في حين تتميز الأداة بأن لها وظيفة نحوية أو إعرابية فـ ( كيف) وإن كانت من حروف المعاني، فإن لها وظيفة إعرابية، فقد تأتي حالاً أو خبراً و( أين) تأتي في كثير من التراكيب النحوية خبراً . ويتبين مما تقدم أن حروف الجر وحرفي الاستفهام وحروف العطف، و(لا) الناهية والنافية، و(ما) النافية وغيرها تكون حروفاً لا أدوات، في حين تكون أسماء الاستفهام والشرط والاستثناء أدوات. وبناءً على ذلك يمكننا القول إن الأداة ذات مدلول أعم ، فكل حرف أداة ، وليس كل أداة حرفاً .