موقف للدجال عند باب المدينة
عن أبي سعيد الخدري t قال: حدثنا رسول الله r يومًا حديثًا طويلاً عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال: «يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس – أو من خيار الناس – فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله r حديثه فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة من اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه».
(خ و م)
وعنه t قال: قال رسول الله r: «يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج قال: فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء، فيقولون: اقتلوه فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدًا دونه قال: فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول r، قال: فيأمر الدجال به فيشبح([1]) فيقول: خذوه وشجوه([2]) فيوسع ظهره وبطنه ضربًا قال: فيقول: أو ما تؤمن بي؟ قال: فيقول: أنت المسيح الكذاب قال: فيؤمر به فيؤشر([3]) بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال: ثم يمشى الدجال بين القطعتين ثم يقول: قم. فيستوى قائمًا قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة قال ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته([4]) نحاسًا فلا يستطيع إليه سبيلاً قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما أُلقِي في الجنة» فقال رسول الله r «هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين».
(م)
يوم الخلاص
عن محجن بن الأدرع t أن رسول الله r خطب الناس فقال: «يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟!! يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟!! يوم الخلاص وما يوم الخلاص؟!! ثلاثًا فقيل له: وما يوم الخلاص؟ قال: يجيء الدجال فيصعد أحدًا فينظر المدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصر الأبيض هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب منها ملكًا مصلتا فيأتي سبخة الحرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فذلك يوم الخلاص».
(حم و ك)
بنو تميم أشد الناس على الدجال
عن أبي هريرة t قال: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله r يقولها فيهم «هم أشد([5]) أمتي على الدجال»، وكانت فيهم سبية عند عائشة فقال: «أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل»، وجاءت صدقاتهم فقال: «هذه صدقات قوم أو قومي».
(خ و م)
أكثر أتباع الدجال من النساء
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «ينزل الدجال في هذه السبخة بمرّ قناة فيكون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطًا مخافة أن تخرج إليه ثم يسلط الله المسلمين عليه فيقتلونه ويقتلون شيعته حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة أو الحجر فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم هذا يهودي تحتي فاقتله».
(حم)
اليهود أتباع الدجال
عن أنس بن مالك t أن رسول الله r قال: «يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة»([6]).
(م)
فرار الناس من الدجال في الجبال
عن أم شريك رضي الله عنها قالت: سمعت النبي r يقول: «ليفرن الناس من الدجال في الجبال»، قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: «هم قليل».
(م و ت)
مدة لبث الدجال في الأرض ([7])
عن يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي قال: سمعت عبد الله بن عمرو، وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث به؟ تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا، فقال: سبحان الله أو لا إله إلا الله أو كلمة نحوها، لقد هممت ألا أحدث أحدًا شيئًا أبدًا إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا، يحرق البيت ويكون ويكون ثم قال: قال رسول الله r: «يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل([8]) لدخلته عليه حتى تقبضه» قال: سمعتها من رسول الله r قال: «فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام([9]) السباع لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار([10]) رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا([11]) ورفع ليتًا قال: وأول من يسمعه رجل يلوط([12]) حوض إبله قال: فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله – أو قال: ينزل الله – مطرًا كأنه الطل([13]) أو الظل (نعمان الشاك) فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسؤولون قال: ثم يقال أخرجوا بعث النار فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال فذاك يوم يجعل الولدان شيبًا وذلك يوم يكشف عن ساق».
(م)
الحث على الفرار من الدجال والبعد عنه
عن عمران بن حصين t قال: قال رسول الله r: «من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات أو لما يبعث به من الشبهات».
(د و حم و ك)
حرز من الدجال
عن أبي الدرداء t أن النبي r قال: «من حفظ عشر آيات من أول([14]) سورة الكهف عصم من الدجال».
(م و د و ت و ن)
حرز آخر من الدجال
عن أبي قلابة t قال: رأيت رجلاً بالمدينة وقد طاف الناس به وهو يقول: قال رسول الله r قال رسول الله r فإذا رجل من أصحاب النبي r قال: فسمعته وهو يقول: «إن من بعدكم الكذاب المضل وإن رأسه من بعده حبك([15]) حبك حبك ثلاث مرات وإنه سيقول أنا ربكم فمن قال لست ربنا لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك لم يكن عليه سلطان»([16]).
(حم)
الاستعاذة من الدجال
عن عائشة زوج النبي r أن رسول الله r كان يدعو في الصلاة «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم»، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف».
(خ و م و د و ن)
وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر([17]) فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال».
(م و د و ن و جه)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله r كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول: «قولوا اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات».
(م)
مصرع الدجال ([18])
عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت على رسول الله r وأنا أبكي فقال: «ما يبكيك؟» فقلت: يا رسول الله ذكرت الدجال. قال: «فلا تبكين فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه وإن مت فإن ربكم ليس بأعور، وإنه يخرج معه اليهود فيسير حتى ينزل بناحية المدينة وهي يومئذ لها سبعة أبواب على كل باب ملكان فيخرج الله شرار أهلها فينطلق يأتي لدًا فينزل عيسى ابن مريم فيقتله ثم يلبث عيسى في الأرض أربعين سنة إمامًا عدلاً وحكمًا مقسطًا».
(حب)
([1])يشبّح: أي يمد على بطنه.
([2])الشج: الجرح في الرأس والوجه.
([3])فيؤشر قال النووي رحمه الله: قال العلماء: والمئشار بهمزة بعد الميم هو الأفصح ويجوز المنشار.
([4])الترقوة هي العظمة التي بين ثغرة النحر والعاتق.
([5])في رواية هم أشد الناس قتالاً في الملاحم، والجمع ممكن بأن يقال إن قتال الدجال من أكبر الملاحم.
([6])الطيالسة: نوع من أنواع الثياب.
([7])وانظر ما قد تقدم عن جنادة بن أبي أمية.
([8])كبد جبل: أي وسط الجبل.
([9])قال النووي: قال العلماء: معناه يكونون في سرعتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات والفساد كطيران الطير وفي العدوان وظلم بعضهم بعضًا في أخلاق السباع العادية.
([10])أي أن الله يدر عليهم الرزق بوفرة.
([11])الليت صفحة العنق، وأصغى معناها أمال أي أمال صفحة عنقه (يعني أنه يموت).
([12])أي يصلحه ويطينه.
([13])قال النووي: قال العلماء: الأصح الطل بالطاء بالمهملة وهو الموافق للحديث الآخر أنه كمنى الرجال.
([14])هناك رواية أخرى (من آخر سورة الكهف) وثالثة (من سورة الكهف).
([15])في اللسان وفي الحديث في صفة الدجال رأسه حبك حبك أي شعر رأسه منكسر من الجعودة مثل الماء الساكن أو الرمل إذا هبت عليهما الريح فيتجعدان ويصيران طرائق. وفي رواية أخرى محبك الشعر بمعناه.
([16])في رواية لأحمد: ونعوذ بالله منك فلا سبيل له عليه.
([17])في رواية إذا فرغ أحدكم من التشهد ولم يذكر الآخر، ورواية من زاد الآخر فيها فائدة ألا وهي أن التشهد الأوسط دونه في الطول، ولذلك شواهد أخر ليس هذا مكان بسطها.
([18])وانظر حديث النواس بن سمعان في باب عظم فتنة الدجال.