حرب غزة ونظرية التفسير المذهبي للاحداث حرب غزة ونظرية التفسير المذهبي للاحداث: اين الحريصون على ’أهل السنة والجماعة’؟ نتائج عديدة ستظهر تباعا لحرب غزة 2014.. لكن أسرع النتائج التي ظهرت هو تدمير النظرية السائدة في تفسير النزاعات السياسية في عالم ما بعد "الربيع العربي" والتي تتكئ على البعد المذهبي. ومن دون مواربة فإن المقصود هو الثنائية الشيعية ـ السنية التي صممت قالباً جاهزاً لاسقاطه على أي نزاع، الى درجة تحول اتباع المذهبين الى أعداء متقابلين في اذهان البعض، بسبب أو بدون سبب، إلى درجة لا يعود ممكنا النظر الى أي صراع مستجد أو مقاربته إلا من زاوية الرؤية هذه وفق تصور البعض. وقد تمكن الاعلام المشتغل على هذه النظرية ـ ومعهم جيوش السياسيين ورجال الدين التكفيريون وأمراء الامارات الإسلامية المعلنة حديثاً ـ من كي وعي الجمهور واقناعه عنوة بأن الأعداء هم طرف مسلم بذاته، لا بل ان الغالب في هذه النظرية نزع صفة الإسلام عن "الروافض"، في مقابل "اهل السنة والجماعة" الذي قفز كمصطلح يتموضع في رأس أي خطاب لدى الذين نصبوا انفسهم مدافعين عنهم، كجواز مرور ضروري لكي يحجز كل خطيب بهذا المعنى حيزاً لدى الجمهور الغاضب على التعرض لـ"أهل السنة والجماعة" في أي بلد. هكذا قُدمت الحرب السورية على انها "نزاع بين الأغلبية السنية المضطهدة ضد الأقلية العلوية"، وهكذا ُيرفع الصوت في لبنان من قبل جماعات سياسية حزبية وغير حزبية لم تجد وسيلة للأضواء سواء اعتناق هذه النظرية واخذ البلد نحو الفتنة المذهبية، وهذا باختصار حصل في العراق بعد غزوة"داعش" للموصل ومحيطها، عندما استنفرت دول عربية وجماعات "جهادية" وأدوات تحريض متعددة العناوين نظَرت لما جرى على أنه "ثورة من أهل السنة المضطهدين ضد حكم نوري المالكي الشيعي الصفوي الرافضي"، الى ما هنالك من عبارات باتت لازمة في كل تصريح أو مقالة وحتى خبر صغير، بات فيه عدد كلمات الاسم وصفاته الملحقة اكبر من عدد كلمات الخبر نفسه.