اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
ما معنى قوله تعالى
((وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (127))) التوبة
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،..
ـــــ°°ـــــــــــــــــــمُفرداتـٌـقُرآنيـَّـــــ ــــــــــــ°°ــــ
[التوبة/127]
يقول تعالى: أولا يرى هؤلاء المنافقون، { أنهم يفتنون} أي يختبرون، { في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون} أي لا يتوبون عن ذنوبهم السالفة، ولا هم يذكرون فيما يستقبل من أحوالهم. قال مجاهد: يختبرون بالسنة والجوع، وقال قتادة بالغزو في السنة مرة أو مرتين، وقوله: { وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض} هذا أيضاً إخبار عن المنافقين أنهم إذا أنزلت سورة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم { نظر بعضهم إلى بعض} أي تلفتوا { هل يراكم من أحد ثم انصرفوا} أي تولوا عن الحق وانصرفوا عنه، وهذا حالهم في الدنيا لا يثبتون عند الحق ولا يقبلونه ولا يفهمونه كقوله تعالى: { فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة} ، وقوله: { ثم انصرفوا صرف اللّه قلوبهم} ، كقوله: { فلما زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم} ، قوله: { بأنهم قوم لا يفقهون} أي لا يفهمون عن اللّه خطابه، ولا يتصدون لفهمه ولا يريدونه، بل هم في شغل عنه ونفور منه، فلهذا صاروا إلى ما صاروا إليه.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.