إذا جاءتك مذمتي من ناقصً فذلك شهادةً بأني كاملِ
مذ متى .. والدّهرُ معدولُ المزاجِ
مذ متى .. الذئبُ رحيمٌ بالنعاجِ
من يرى في خضرةِ الشّوك ظلالاً
يهتدي للوخزِ في جنيِ الخراجِ
من صروف الدّهرِ نستجدي دروساً
جلّها غذّت زكاةَ الاحتياجِ
معضلاتٌ في خفاياها تخبي
عنصر التعقيدِ في مصل العلاجِ
تنتقي من حلّةِ الزّهدِ خماراً
ترتجي حيناً ..وأحياناً تناجي
ثمّ تبدو في ركامٍ من وقارٍ
كي تغطّي بالنّدى قفرَ الفجاجِ
تخطبُ الودّ بتحميد السجايا
والرحاب الغضّ بالملحِ الأُجاجِ
ترتضي بالطّيب إخلاص المرائي
والتقى يطلي حدودَ الإنبعاجِ
مثل من صلّى لأمرٍ يرتجيهِ
كيف يرضي اللّهَ من للغيرِ راجي
تكتم الأحقادَ كي تبدي ولاها
نجمها يغدو إذا ما اللّيل داجي
كلّما قامت ترى النّساكَ فيها
ليتني ما جئت قبل الإنفراجِ
حين ألقت ما عليها وتخلّت
واحتمت بالريحِ في يومِ العجاجِ
مخلبُ النسر ومنقارُ الغرابِ
طالما أخفاهما ريشُ الدجاجِ
تكشف الأيامُ والأطماعُ فيها
خدعةَ التمثيلِ والسورَ الزجاجي
غدّة الأهواءِ هاجت فاستبانت
حدّة الأنيابِ من وقعِ الهياجِ
ما عهدناها ضباعاً قبل هذا
فلماذا صار ثوب القطنِ عاجي؟
يا ترى هذه الليالي ثعلبتها
أم تلقّت من تعاليمِ المساجِ
لا أراها غير نملٍ في وعاءٍ
غرّها الإقبالُ بعد الإندماجِ