كيف عالج الأطباء الجاهليون بعض الأمراض ؟
عالج الأطباء الجاهليون الجروح بوضع الخرق بعضها فوق بعض على الجرح : أي بتضميده بها ، ويقال لذلك (الغميل). وكانوا إذا أرادوا تعريق المريض غملوه أي غطوه ليعرق ويشفى من البرد والزكام.
وذكر علماء اللغة مصطلح النطاسي وهو العالم الشديد النظر بالأمور فهي بمعنى الحاذق أو البارع.
وقد نشأ الأطباء المذكورون سابقاً في المدن ، وأقاموا في الحضر ، وتعلموا من أطباء محترفين ، آما الأعراب ، فقد كان لهم أطباء ، ولكن طبهم هو طب العرف والعادة. طب موروث يداوي بالوصفات التي داوى بها الآباء والأجداد دون تبديل أو تغيير.
وليس لطب البادية اتصال بالطب الخارجي ، إلا القريبين منه ، ومن أهم صفات الطب القبلي انه لا يثق إلا بطبه ، ولا يرى شفاء إلا من أطبائه ، وكان للطبيب المسن تأثيراً كبيراً على المريض من الناحية النفسية لاعتقاده الأخير أن الطبيب المسن له دراية وخبرة وعلم لا يتوفر بالأطباء الشبان.
ويعتمد طب البادية في علاجه على الأعشاب والرماد والألبان وبأبوال الإبل والخرز والشجر وغيرها ، وهكذا طب لا يفيد في معالجة الأمراض المستعصية ولهذا كانوا يلجأون إلى أطباء الحضر.
ويكون الشفاء عند العرب في ثلاثة : شربة عسل وشرطة محجم وكية نار ، وإذا عجز الطبيب عن شفاء مريضه لجأ إلى الكي وهو آخر الدواء.
والعسل من الأدوية التي نصح بها الأطباء في معالجة بعض الأمراض العسيرة ولا سيما أمراض المعدة وأمراض البطن ، وقد استعملت العجائن المكونة من الدقيق والتمر والسمن في معالجة امراض الجلد والمفاصل والنزلات وكذلك استخدمت مناقيع الخل والزيوت.
ومن جملة معالجة الأطباء ووصفاتهم للمرضى استعمال الحجامة عن طريق استخراج كمية من الدم بكأس هواء ، فيخرج الدم من الشرايين ، وقد استخدمت كؤوس الهواء لمعالجة الرأس والشقيقة والصداع ، كما عرف العرب قديماً الفصد وهو شق العرق لإخراج كمية من الدم للمعالجة من بعض الأمراض ، واستخدم الكي لمعالجة امراض المفاصل والجروح والقروح وآلام الرأس ، كما استعملوا البصل والثوم والكمون والخردل لمعالجة الكثير من الأمراض فاستعمل البصل والكمون لمعالجة النزلات الصدرية ، والقضاء على الديدان ، كما استُعمل الزبيب والتين والخردل والحلبة لمعالجة أمراض السعال والصدر والربو والقلب والأعصاب..
كما استعمل نبات القسط للدواء والبخور وهو عبارة عن عود يؤتى به من الهند واليمن.
كما استعمل لحاء العقد لتضميد الجروح ، وعُرف أيضاً البلسم في المعالجات الطبية في الطب القديم كما استعملت الزيوت والحبة السوداء وألبان الإبل والسواك للمحافظة على الأسنان.
كما استخدم العرب الكحل لتطبيب أمراض العيون كالرمد والمياه السوداء والبيضاء.. وقد عولج الإمساك بالحقن واستعمل الزقوم في معالجة الجروح.
وعولجت الكسور بالجبائر وبالدلك ، والأمراض التي تعرض لها الجاهليون عديدة منها : العمى والعور والتهاب العيون والرمد والأمراض التي تصيب الجلد كالبرص والجذام والبهق والسفعة ..
ومن الأمراض الخطيرة التي كانت منتشرة الحمى التي أهلكت الكثير من الناس وهي على أنواع عديدة ، وكذلك الطاعون والذبحة الصدرية والحصبة والسل والجدري وقد استخدمت النباتات في علاجها ، وقد استخدم العرب جملة من الوسائل لمكافحة المرض كتعليق العظام ورسم العين واليد على الجدران لحمايتهم من الحسد كما يعتقدون.
وعالج العرب الجنون والخبل وغيرها من الأمراض بطرق مختلفة وعرفوا الوسائل الصناعية لتغطية بعض العيوب التي تصيب أعضاء الجسم فشدوا الأسنان وقووها بالذهب ، واتخذوا أنوفا من ذهب لتغطية الأنف المقطوع.