منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اجوووووكم ساعدوني ..في مشروع اللغة العربية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-27, 21:07   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


الطب عند العرب قبل الإسلام


عرف العرب الطب في الجاهلية وذكر علماء اللغة أن الطب من المجاز بمعنى السحر فوجدوا علاقة بين الطب والسحر ، وهو تعبير عن مداواة الأمراض قديماً بالسحر فقد كان الساحر طبيباً يقصده الناس للتداوي بسحره وهي عادة ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا ، وكذلك كان الكهان يداوون المرضى ، وعرف عن كهان مصر معالجتهم للمرضى ؛ لاعتقادهم أن الأمراض من الآلهة ولا شفاء منها إلا بالتوسل إليها.

وكان الطب في الجاهلية شرف كبير ، ومكانة رفيعة الشأن ، ولا بد أن الكهان والسحرة في الجاهلية هم من مارسوا مهنة الطب بالسحر والأدعية والتجارب الخاصة ، ومن المؤسف أن الجاهلية لم تعطنا نصوصاً طبية أو نصوصاً وصفية للشفاء من الأمراض ، فاستعنا بذلك من الموارد الإسلامية مثل كتب التفسير والأخبار والتراجم والحديث وغيرها من الكتب ففيها إشارات لبعض الأمراض وفي بعضها إشارات إلى معالجة بعضها ، وأفادتنا الموارد الأعجمية كثيراً لورود أمراض فيها وطرق معالجة كانت معروفة وشائعة قبل الإسلام.

والطب في الجاهلية من العلوم المحظوظة بالنسبة لفروع العلوم الأخرى ، فقد أشير إلى أسماء عُرفت بممارستها لهذه المهنة ، ومن أهمهم :
الحارث بن كَلَدَة الثقفي ، والنَّضْر بن الحارث ، وابن أبي رمثة التميمي ، وضماد بن ثعلبة الأزدي ، وكلهم من عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم وأدرك زمانه ، وبفضل هذه المعاصرة ذُكرتْ أسماؤهم بكتب السيرة والحديث والأخبار ..

وبالنسبة للحارث بن كَلَدَة الثقفي ، فإنه من ثقيف ومن أهل الطائف ، طاف البلاد ، وتعلم الطب بناحية فارس وأرضها وتمرَّس هناك فعرف الداء والدواء.

وقيل إن سعد بن أبي وقاص مرض بمكة ، فوصَّاه الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة الحارث بن كلدة الثقفي ، فعاده الحارث وشفاه من مرضه.

وقيل إن الحارث بن كَلَدَة الثقفي هو القائل : ( الطب : الأزم ، والبطنة بيت الدواء ، والحِمية رأسُ الدواء ، وَعوِّدوا كل بدن ما اعتاد ) ونُسِبَ للحارث كتاباً هو كتاب المحاورة في الطب بينه وبين كسرى ، ولكنْ لم يتم الإشارة إلى مضمونه أو محتوياته ، وتمَّ الزعم أن كسرى أمر بتدوينه. وذُكر أن الحارث بن كلدة كان شاعراً ذا حكمه في شعره.

أما النَّضْر بن الحارث بن كلدة الثقفي ، فقد طاف البلاد أيضاً كأبيه ، واجتمع بالأفاضل والعلماء بمكة وغيرها ، وعاشر الأخبار والكهنة ، واطلع على علوم الفلسفة والحكمة ، وتعلم من أبيه أصول الطب ، ورُويَ عنه أنه شديد العداوة للرسول فكان يُكثر الأذى له ، ويحط من قدره عند أهل مكة.

ورَوت ألأخبار أنه ابن خالة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولهذا فلا يمكن أن يكون ابناً للحارث بن كلدة الثقفي ، كما ذكر ابن أبي أصبيعة وغيره.

ومهما قيل من أخبار عن هذا النّضْر إلا أنه كان من أسياد قريش وأشرافها ، وعلى علمٍ يقين بالشعر وأخبار الأمم وأحاديث ملوك الفرس وأخبارهم ، وهذا لا ينفي مزاولته لمهنة الطب.

أما ابن أبي رمثة التميمي ، فكان طبيباً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مزاولاً لأعمال اليد وصناعة الجراح ، ولم تورد الأخبار عنه شيئاً سوى المذكور.

ومن الأطباء الذائعة أخبارهم بين الجاهليين طبيب يُدعى ابن حِدْيَم ، من تيم الرباب ، وزعم أنه كان من أطب العرب حتى أنه تفوق على الحارث بن كلدة الثقفي بطبه وضُرِبَ بطبه المثل فقيل :
( أطبُّ من حديم ) ، وكان حديم بارعاً في الكي ، وعالماً مشهوراً ، وهو أقدم من الحارث بن كلدة الثقفي.










رد مع اقتباس