كنت هناك جالسا و إذا بنقاش أو قل جدالا ينبعث من زاوية المقهى يصدع الأذان ، و حول طاولة خالية إلا من فنجان قد حوى رشفة قهوة ، من خلال كلامهم تبين لي أنهم من رجال التربية فقلت لعل الفرصة تكون مواتية و استفيد من نقاش حملة مشعل العلم م قد قيل أن المعلم كاد أن يكون رسولا ( طبعا من الوزارة لأنه يبلغ رسالتها – المناهج – للتلاميذ و ليس رسولا من الله ) ، و أمد يدي لاستخرج قلمي لأدون بعض المعلومات المهمة التي سيدلي بها هؤلاء لأن ذاكرتي ضعفت سمعت أحدهم يجادل في تاريخ مؤتمر الصومام و يحلف بأغلظ الأيمان أنه قبل بداية الثورة ، مما جعلني أعيد قلمي إلى جيبي ؟؟ و لسان حالي يسأل كيف لهذا المسكين أن يعلم الأطفال باحثا له عن الأعذار ربما يكون أستاذ فرنسية أو رياضيات أو عربية أو فلسفة نسي بعض الأمور لكن حتى وإن كان كذلك فلا يجوز أن يجادل بتلك الحدة و يرتفع صوته الخاطئ على صوت رفاقه و زملائه الذين فيهم من تصبب عرقا من شدة الحياء
و هنا عرفت أن أمثال هؤلاء هم الذين أساءوا للمربي و للأستاذ و للأسف الأستاذ لا يستطيع أن يرفع صوته داخل المقهى ليؤكد أن مؤتمر الصومام لم يكن قبل الثورة لأنه يتوقع أن كل الناس تعرف ذلك ؟
كما أنه لا يستطيع أن يبرر و يبيح الغير مباح في المنتديات فيصف الذين يخالفونه في الرأي بالسذاجة مستعملا ألفاظا نابية لا لشيء سوى كونهم قالوا رأيا مخالفا لما يراه هو فهو مرة يسب و مرة أخرى يطالب بحذف المواضيع و مرة يقول أن تاريخ الاستقلال كان قبل الثورة و أن الجزائر استقلت قبل اندلاع الثورة
إنها الفئة التي أساءت للأسرة التربوية بصفة خاصة و للمجتمع بصفة عامة فإذا لم يعمل الشرفاء في هذا القطاع على تلجيم هذه الأفواه فما أراها إلا أفواه تنفث سم قاتل لكل سامع و دمتم كما أنتم