منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال ( كيف تصبح سلفيا عصريا )
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-22, 23:32   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قوله : (( عاشرا : إذا ذكرت زيارة المشهد الحسيني الشريف ، فقل : إن الرأس المدفون بهذا المشهد هو رأس رجل يهودي على ما قاله ( ابن تيمية ) ، وأن الرأس الحسيني ذهب حيث ذهب ، فلم يدخل مصر ، وأن الضريح القائم بمصر الآن ( وثن ورجس ) يتعين هدمه وتسوية قبته بأرضه ، كما فعل السلف باللات والعزى ))

قلت : البينة على من أدعى واليمين على من أنكر ، فالذي يدعي أن رأس الحسين دخل مصر ودفن في الموضع المزعوم الآن فليقدم الدليل على ذلك ، أما الدعوى من غير دليل لا تقوم بها حجج وقد قال ابن تيمية : (( وأما حمله إلى مصر فباطل باتفاق الناس وقد اتفق العلماء كلهم على أن هذا المشهد الذي بقاهرة مصر الذي يقال له " مشهد الحسين " باطل ليس فيه رأس الحسين ولا شيء منه وإنما أحدث في أواخر دولة " بني عبيد الله بن القداح " الذين كانوا ملوكا بالديار المصرية مائتي عام إلى أن انقرضت دولتهم في أيام " نور الدين محمود " ... إلى أن قال : فأحدث هذا " المشهد " في المائة الخامسة نقل من عسقلان . وعقيب ذلك بقليل انقرضت دولة الذين ابتدعوه بموت العاضد آخر ملوكهم .

والذي رجحه أهل العلم في موضع رأس الحسين بن علي - رضي الله عنهما - هو ما ذكره الزبير بن بكار في كتاب " أنساب قريش " والزبير بن بكار هو من أعلم الناس وأوثقهم في مثل هذا ذكر أن الرأس حمل إلى المدينة النبوية ودفن هناك وهذا مناسب . فإن هناك قبر أخيه الحسن وعم أبيه العباس وابنه علي وأمثالهم . قال أبو الخطاب بن دحية - الذي كان يقال له : " ذو النسبين بين دحية والحسين " في كتاب " العلم المشهور في فضل الأيام والشهور " - لما ذكر ما ذكره الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن : أنه قدم برأس الحسين وبنو أمية مجتمعون عند عمرو بن سعيد فسمعوا الصياح فقالوا : ما هذا ؟ فقيل : نساء بني هاشم يبكين حين رأين رأس الحسين بن علي قال : وأتى برأس الحسين بن علي فدخل به على عمرو فقال : والله لوددت أن أمير المؤمنين لم يبعث به إلي قال ابن دحية : فهذا الأثر يدل أن الرأس حمل إلى المدينة ولم يصح فيه سواه والزبير أعلم أهل النسب وأفضل العلماء بهذا السبب قال : وما ذكر من أنه في عسقلان في مشهد هناك فشيء باطل لا يقبله من معه أدنى مسكة من العقل
..الخ )) [ مجموع الفتاوى ص 309 – 310 / 4 ]

فابن تيمية لم يقل ذلك من عند نفسه بل قدم أدلته ، والذي يعارضه يقدم دليله وإلا دعوى من غير دليل فلا قيمة لها .

أما أن الضريح هو وثن يعبد من دون الله عز وجل فهذا متحقق في صرف بعض الناس بعض العبادات له مقل الدعاء والتذلل والخوف والطواف والنذر له ، فكل شيء يعبد من دون الله عز وجل يسمة وثنا كما قال أهل اللغة ، وهل يمكن أن يعبد القبر ؟؟

الجواب : نعم فلذلك دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( لا تجعلن قبري وثنا )) [ رواه أبو يعلى ح 6681 ] ، ولو كانت القبور لا تصير أوثنا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا .

أما هدم الأضرحة والمشاهد فهذا مذهب آل البيت الذي أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب : (( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته )) [ رواه مسلم ح 969 ]

وقد قال أبو بكر الطرطوشي : (( فانظروا رحكمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البرء والشفاء من قبلها وينوطون بها المسامير والخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها )) [ الحدوادث والبدع ص 22 ] ، وهذه فتوى من الطرطوشي باحتثاث ما يعبد من دون الله عز وجل .

إذن لا ضير على السلفيين في هدم الأضرحة وتسويتها طالما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويبعث البعوث فيها ، وكذلك علي بن أبي طالب فإن قلتم كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك لوجود المشركين فنقول بل فعله بعد دخول الناس الاسلام أفواجا !


قوله : (( حادي عشر : وقل مثل هذا عن جميع أهل البيت الأشرف نساءً ورجالاً في مشاهدهم ومساجدهم ، وألحق بهم كبار الأئمة من أمثال الشافعي والليث بن سعد والشعراني والبدوي والدسوقي والحنفي والشاذلي والمرسي والرفاعي ومن والاهم ، وقل إنها جميعا طواغيت وأصنام ، والمشغولون بها وثنيون ، خير منهم عباد البقر ، وأنك تستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم ))

قلت : أما هدم الأضرحة وتسويتها فقد حاء بها السنة بل هي سنة آل البيت كما جاء في حديث أبي الهيجاء عن علي بن أبي طالب ، أما هدم المساجد فهذه فرية من ضمن افتراءات صاحب المقال عامله الله بعدله .

أما أن هذه أوثان وطواغيب فليس هذا على عمومه ، إذا كان ممن يعبد من دون الله عز جل فيستغاث به وينذر له ويطاف به وتصرف إلى عبادة الخوف والرجاء فلا شك أنه طاغوت وثن يعبد من دون الله عز وجل ، أما إن كان ضريح لا تقوم عنده هذه المنكرات فالسنة هدمه وتسويته كما جاء في حديث علي بن أبي طالب .

أما قوله : (( خير منهم عباد البقر )) فهذه فرية من فرياته أيضا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

أما قوله : (( وأنك تستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم ))

قلت : هل من نص من الكتاب أو السنة يقول أن من ذكرهم أفضل خلق الله عز وجل وأن أحد من الأمة لا يبلغ درجاتهم أو يكون أفضل منهم فليس فيهم من قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : (( فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )) ، بل فيمن ذكرهم من كان يبول في المسجد وكان إذا لبس ثوبا أو عمامة لا ينزعهما حتى تذوبا لا لغسل ولا لغيرة وهو أحمد البدوي قال المقريزي : (( أخبرنا شيخنا المقرئ النحوي شمس الدين محمد بن محمد الغماري رحمه الله قال أخبرنا شيخنا العلامة أثير الدين أبو حيان النفري رحمه الله ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن الباب المسير معه لزيارة أحمد البدوي بناحية طنتدا فوافيناه يوم الجمعة وإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس يأتونه أفواجاً فمنهم من يقول يا سيدي خاطرك مع غنمي وآخر يقول مع بقري وآخر مع زرعي إلى أن حان وقت الصلاة فنزلنا معه إلى الجامع وجلسنا لانتظار إقامة الجمعة فلما فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة وضع الشيخ رأسه في طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس إلى أن انقضت الصلاة )) [ درر العقود الفريدة ص 77 / 3 ]

وهذا سند صحيح وقال الشعراني (( وكان إذا لبس ثوباً ، أو عمامة لا يخلعها لغسل ، ولا لغيره حتى تذوب فيبدلونها له بغيرها )) [ ص 260 ] وقال المنياوي في الكواكب الدرية : (( وكان إذا لبس ثوباً أو عمامة لا يخلعها لغسل ولا غيره حتى تبلى ، فتبدل )) [ ص 64 / 2 ]

هذا هو حال البدوي الذي يرى صاحب المقال أنه لا يصل لمقامه أحد ، أما الشاذلي فحدث ولا حرج فقد كان كبير من كباراء السحرة وقد ألف كتابا في السحر أسمه " السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " أنقل نصا منه فقد للعلم قال في ص 22 : (( وقل بعد ذلك يا خدام هذه الآية الشريفة توجهوا إلى فلان بن فلانة وأدخلوا له في صفات مهولة وعرفوه عني وعن اسمي وعن كنيتي وحاجتي وما أنا طالب بحق ما تعتقدونه من عظمتها عليكم أجيبوا أهيا 2 الوحا 2 الساعة 2 بارك الله فيكم وعليكم { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون } احضروا مقامي واسمعوا .. الخ ))

أما المرسي فهو أحد نقل سحر الشاذلي وأحد الذي أخذوا من البوني قال النبهاني في جامع كرامات الأولياء أنه أخذ عن البوني فقال في ترجمة البوني : (( من كبار المشايخ ذوي الأسرار والأنوار ممن أخذ عنه المرسي )) [ص 412 / 1 ] ، وقال اليافعي في كتابه الدر النظيم وهو يتكلم عن أسرار الدائرة قال : (( وأبان لي الشيخ نجم الدين الأصفهاني كما أبان له الشيخ أبو العباس المرسي كما أبان له الغوث أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهم أجمعين كتب الدائرة المذكورة نفعنا الله بها وذلك لي منافعها وسرها فوق ما ذكرته لا تسمح بكتابته بل الغالية للرجال في الصدور وقال أوصاني العباس المرسي كما أوصاني الشيخ أبو الحسن رحمة الله عليهم .. الخ )) [ص 99 ]

فهذه نبذة عنهم فجعل هؤلاء مع الشافعي والليث بن سعد من باب الكذب والتدليس والتنفير فأين هؤلاء الصوفية مع هؤلاء الأئمة ؟؟!!

يتبع ..