منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسراب الطيور
الموضوع: أسراب الطيور
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-15, 20:20   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
هبة الله الرحمن
عضو محترف
 
الصورة الرمزية هبة الله الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو










Post طائر غائب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طائر غاب عنا له شهور...
.......
.............
في ليلةٍ من ليلي الرّبيع ... بينما اكتستِ الطّبيعةُ ألوانَها البّاهيّة ، خرجتُ في رحلهٍ خَيَّاليّةٍ على أملٍ أن ألتقِيَ بالقدر المرسُومِ...
بينما أنا سائرة... للخَيْلِ مُمْتَطِية ... بعد أن كُنتُ لهُ مُرَوِّضَة... أتنقّلُ بين غاباتِ جبالي كالفراشة الطليقة .. أو كالنّحلة لِرَحِيقِ الأزهار عاشقة مِنْ أجلِ أن تصنعَ ألذَّ مَاطاب من عسلٍ للأمِيرة...
بَزَغَ " شُعَاعٌ "... ما أحلاَهُ... أَنَارَ المكانَ بِضِيَاءٍ مَاكان لِنُورِهِ بَدِيلاً...
توقّفتُ بُرهَةً. وشرعت أتأمّلُ فيهِ... ياإلهي ماذا ألاحظ؟؟ أَيُعْقَلُ أَنْ يَصْدُرَ من الشّمْسِ شُعَاعٌ واحدُ فقط؟ تُرى أين بَقِيّةَ الأشعّة؟؟؟
كنت أظُنُّ أنَّنِي أُحدِّثُ نفسي ... لكنَّ الشّعَاعَ سمِعَ حِوَارَ ذَاتِي ... وأَجَابَنِي: أُخْتَاهُ ااا بَقيّة الأشِّعَّة أَحْرَقَهَا اللّيلُ بِظَلاَمِهِ الدّامِسِ... فَبَقَيْتُ وحيدًا أُعَانِقُ شوقَ الحياةِ على أملٍ أن أبدأ حياةً جديدة بعيدًا عنِ الظّلامِ... بعيدا عن هواجِسِ الرُّعبِ ... بعيدا عن الجُرحِ والألمِ... أريد أن أنسى... أريدُ أن أرميَ بالماضي وراءَ ظهري ، لأُوَاصِلَ دَرْبِي... لكن عليّ بالإيمانِ والإرادةِ والعزم...

رَدُّهُ مَزَّقَ قلبي.. وأمْطَرَ عُيُونِي ... فشعرتُ بالأسى والحسرةِ... تحطَّمَ كَيَانِي .. لأنّني كُنتُ لِمُسَاعدَتِهِ عاجزة..... أجلْ كُنتُ عاجزةً أن أَمُدَّ له يدَّ العَوْنِ لأجْلِ أنْ يُوَدِّعَ أَلَمَ الماضي.... حطَّمْتُ حُلْمَهُ الّذي كان يُرَاوِدُهُ منذُ الأَزَلِ..... مَعْذِرة أيُّهَا " الشّعاع "( العينُ بصيرةٌ واليّدُ قَصيرة ) حَدَثَ كُلُّ هذَا وأنا مُقَيّدةٌ مع الزّمَنِ الّذي رَسَمَ رحلة القَدَرِ وَأَرَادَهَا أن تَبْقَى في ذَاكِرَة كلِّ إنسانٍ... رِحلَةٌ رَسَمَ أَحْدَاثَهَا القَلَمُ بِأَحْسَنِ وأعذَبِ العبارات...
باللّه عليك أيُّهَا " الشّعاع " الّذي أَنَارَ دَرْبَ حَيَاتِي ... وَفَتَحَ عُيُونِي على أجمل مافي الكّونِ ... سامحنِي ... سامحني يامَنْ عَلَّمَنِي الكَثِيرَ وَعَجَزْتُ عن إِعْطَائِهِ ولَوْ القَلِيلَ... سامحني يامن زَرَعَ في قلبي حُبَّ الحياةِ ولَمْ أتمكّن مِنْ أن أُنْسِيه أَلَمَ الماضي.....
بينمَا أنا أتوسَّلُ إليهِ شَعَرْتُ بِضِيَائِهِ يَخْمُدُ.. لأنّ الشّمسَ شرعَتْ تَغْرُبُ... فَسَادَ الصَّمْتُ.................. في تلك اللّحظةِ ومُنْذُ تلك اللّيلةِ بَقِيَ " الشُّعَاعُ " في ذاكِرَتِي ... مَانِحَة إِيَاهُ حَيِّزًا من قَلْبِي لِيَسْكُنَهُ إلى الأبدِ لعلّ ذلك يجعله يصفح عَنِّي...
أيُّها " الشُّعَاعُ " بِأَعْلَى صوتٍ أُنَادِيكَ ... وسأظّلُ أُنَادِيكَ... ولآثَارِكَ دَومًا سأقتفي... لاَ لِشيء سوى لأَجْلِ أن تُسَامِحَنِي... يامن فتح عُيُونِي على أجمل مافي الكون... لنْ أَقُولَ : وَدَاعًا لأنَّ كلمة" الوداع " خِنْجَرٌ آثار جُرُوحِهِ دوما باقية... فإلى " اللِّقَاءِ " لأنّها للأمَلِ حَامِلةٌ وللآلآمِ مُسَكِّنَةٌ.


هو ذلك الطائر رمز الشموخ والعزة
حلق بلا تعب في أجواء الابداع
إنها الفاضلة ~ ~perle ~~









رد مع اقتباس