أقولُ لهم : ليس الأمرُ كذلك ..
يقولون : إذًا تحتفظين بالمال لنفسِك ،
تشترين به ما تشاءين ،
وتُجهزين به نفسَكِ ،
حتى إذا جاء مَن يتزوَّجُكِ لم ينتظركِ
طويلاً حتى تنتهي مِن تجهيز مُستلزمات زواجِك ،
أقولُ لهم : عندما يأتي ننظرُ في الأمر ويأتي التيسيرُ من الله سبحانه ..
يقولون : قد تتزوَّجين رجلاً بخيلاً لا يُنفِقُ عليكِ فتحتاجين للمال ، وحينها لن تنفعُكِ إلاَّ وظيفتك ،
أقولُ لهم : لا بُدَّ مِن السؤال عنه قبل قبوله زوجًا ، ثُمَّ اللهُ أعلمُ بحاله وخُلُقه ..
يقولون : ألا تخشين المُستقبل ، غدًا قد لا تجدين مَن يُنفِقُ عليكِ ،
أقولُ لهم : (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا )) هود/6 ..
يقولون : أنتِ لا تُريدين أنْ تتحملي المسئولية ،
أقولُ لهم : ليس الأمرُ كما تزعمون ..
يقولون : كُلُّ زميلاتِك قد تعَّين ، حتى مَن حصلن على تقديرٍ أقل منكِ ، ألا تغارين ....؟!
أقولُ لهم : لا ، وما الذي يدعوا للغيرة ..؟!
يقولون : هُنَّ يحصلن على مُرتباتٍ مُرتفعة ، ألا تُحبين أنْ يكونَ معكِ مالٌ مِثلهم ..؟!
أقولُ لهم : لا ، الرزقُ مِن عند الله لا مِن عند البشر أو بسبب العمل ..
يقولون : فُلانةٌ مُنتقبةٌ وتعمل ، وزوجةُ الشيخ فُلان مُنتقبةٌ وتعمل في المكان الفُلانىّ ، هل أنتِ أفضل منهنّ ..؟!
أقولُ لهم : لستُ أفضلَ مِن أحد ، وهؤلاء لسن قُدوتي ..
يقولون : إذًا استخيري ،
أقولُ لهم : استخرتُ ..
يقولون : استخيري مرةً أخرى ،
أقولُ لهم : أنا قراري واضح ووجهةُ نظري واضحة ، أنا لا أريدُ أنْ ألتحقَ بالعمل ، فَلِمَ الاستخارةُ إذًا ..؟!
ويتكررُ تأنيبُهُم وجِدالُهم ولومُهم مع الإعلانِ عن كُلِّ مُسابقة ، حتى سَئمتُ الكلام .
وأنا لا أعترضُ على عمل المرأةِ مُطلقًا ،
لكنِّي أشجِّعُ عملها في المجالاتِ المُناسبةِ إنْ احتيج لها ، وبالضوابط الشرعية التي حدَّدتها شريعتُنا ..
أمَّا عن رفضي الخـروجَ للعمـل ،
فهو لعِدِّةِ أسبابٍ ، مِنها :
- فمَن رأتها قد تُقلِّدها ، وتظن أنَّ هذا هو الأصل .
- أنَّها قد تتعرَّض للتعامل مع الرجال في مُعاملاتها اليومية : إمَّا في وسائل المواصلات ، أو في مكان عملها .
- أنَّه لو عُيِّنتُ لعَمِلْتُ في مكانٍ مُختلَط ، وهذا مِمَّا قد يُعرِّضُني للفِتنة ، فالبُعد عن هذا أولى ، ودرءُ المَفاسِد مُقدَّم على جلب الَصالِح .
ثُمَّ إنَّ العملَ يَشغلُ البالُ والتفكير ،
خاصةً في مجال تخصصي ،
فهو يحتاجُ لتجهيزٍ مُستمرٍّ ،
وبحثٍ عن وسائل جديدةٍ لتطويره والتطوير من أدائي ،
إلى غير ذلك ...
وهذا يُؤثِّرُ بشكلٍ كبيرٍ على الحياةِ الأُسَرِيَّة .
وأخيـرًا ..
فأنا أتقرَّبُ إلى الله تعالى بجلوسي في البيت وعـدم خروجي للعمل ، رغمَ أنَّ فُرصةَ العمل قد أُتيحت لي ،
لكنِّي رفضتُها لله ...
وهـذا قولُ ابن مسعودٍ رضى اللهُ عنه :
‹‹ ما تقرَّبت امرأةٌ إلى اللهِ بأعظمَ مِن قُعودها في بيتها ›› .
فأسألُ اللهَ تعالى أنْ يأجُرَني على ذلك ،
وأنْ يهديني وأهلي وجميعَ المُسلمين .
1- قولُ الله سبحانه :
(( وَقَرْنَ فِي بُيوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )) الأحزاب/33 ..
فإذا كان هذا الأمرُ خاصًا بزوجاتِ النبىِّ
- صلَّى الله عليه وسلَّم -
الطاهراتِ المُطهَّرات ،
فكيف بنا نحنُ في هذا الزمن ..؟!
2- قولُ رسولنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
: (( لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتُهُنَّ خيرٌ لَهُنّ ))
رواه أبو داود وصحَّحه الألبانىّ
فإذا كان هذا في زمنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلّم ،
وإذا كانت صلاةُ المرأةِ في بيتها خيرٌ من صلاتها في مسجد رسول اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم ،
والتي هى بألف صلاةٍ فيما سواه ،
فما بالُنا بمساجِدنا ..؟!
وإذا كانت صلاةُ المرأةِ في بيتها -
وهى عِبادةٌ وطاعةٌ لله عَزَّ وجَلَّ -
خيرٌ مِن صلاتها في المسجد النبوىّ ،
فكيف بخروجها لعملٍ قد يكونُ لا عِبادةَ فيه ..؟!
3- أنَّ مُجرَّد خروج المرأة مِن بيتها للعمل فيه فِتَنٌ كثيرة :
4** لو قُلتُ :
سألتحقُ بالعمل حتى أتزوَّج ثُمَّ أتركه ،
قد يصعُبُ عَلَىَّ ذلك لأسبابٍ ،
مِنها : ما الذي يضمنُ لي أنَّ مَن سيتزوجني سيقبلُ تركي للعمل ..؟!
فكثيرٌ من الشباب اليوم يبحثون
عن المرأة العاملة لتُساعدَهم في مصاريف البيت ،
ورُبَّما جذبني العملُ وأُعجِبتُ به ولم أستطع تركَه ،
ورُبَّما أثَّر على بيتي ولم أستطع التوفيقَ بينهما ..
ثُمَّ إنْ رزقنى اللهُ بأولادٍ ، فمَن سيُربيهم لي ،
ومَن سيتولَّى أمرهم ..؟!
والدتي أم الحَضانة أم الجارة أم مَن ..؟!
وكيف أطمئنُ على أولادي وهم بعيدون
عَنِّي أكثرَ اليوم بحُكم انشغالي
عنهم بالعمل ..؟!
5- أنَّ هناك كثيرين يحملون نفسَ شهادتي ويعملون بتخصصي من الذكور والإناث ، فليس هناك نُدرةٌ تستدعي خروجي لمُعالجتها