السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحكى أن ...الجزء الثاني
شد الغلام راحلته وقرر مزاولة الرحلة ، إذا بالحكيم يشد من يده شدة عنيفة ، قال "يا غلام ،اتبعني، وأرجو ان تكون معي صابرا" ،قال الغلام " ستجني إن شاء الله صابرا".سَلـّـَمَه سِلهاما ً ونظارَة ً بيضاءَ، فقال: "مَا هذا؟"، قالَ:" السلهامُ يحجُبُكَ عن الناس حيثُ لا يَرَوْكَ، والنظارة ترى بها قلوبَهم"، أخذه مِن يده وأدخلـَه إلى مدينةٍ كبيرةٍ لا يَحُدّهـَا البصرُ، فإذا به أمامَ أناس ٍ مِن بينِهمْ أشخاصٌ لهـُمْ رؤوس كثيرة ٌ في جسدٍ واحِدٍ، رأس بوجهٍ مُبتسِم، وآخرَ بوجهٍ حزين ٍ، وآخرَ بوجهٍ شرير ٍ، وآخرَ بوجهٍ طيب ٍ...و.و.و...، فقال:"مَن يكونُ هؤلاءِ، وأينَ أنا"، أخذه مِن يَده فإذا بهِ يُوقِفـُه أمامَ أناس ٍ يرى قلوبَهم سوداءَ ويَخرُجُ النورُ مِن أفواهـِهـِمْ، فقال:"مَن يكونُ هؤلاءِ، وأينَ أنا"، فأخذ بيدِه ولمْ يُجبْنِه فإذا بهِ يُوقِفـُه أمَامَ أنـَاس ٍ يأخذونَ مَناجلَ بأيديهم، يترُكـُونَ سَنـَابـِلَ الزرع وراءَ ظهورهم ويَحْصدُون الفراغ، فقال:"مَن يكونُ هؤلاءِ، وأينَ أنا"، فأخذ بيده حتى أوقفـَه أمَامَ أناس ٍ أغلبُهمْ بقلوب سوداءَ، يمرونَ على بعضهم ولا يُفشونَ السلامَ، وينظرونَ إلى بعضهم مِن وراءِ حجاب ٍ بكراهيةٍ وحقدٍ كبيرين، فقال:"مَن يكونُ هؤلاءِ، وأينَ أنا"، فأخذ بيدِه ولم يُجبْه حتى أوقفـَه أمَامَ أنـَاس ٍ بعضـُهُمْ وهي قلة قليلة يقطفونَ الثمارَ ويضعُونـَهـَا في صناديقَ، والآخرون بأفواج هائلةٍ يَسرقونـَها ويَفـْرغـُونـَهـَا في أي مكان ٍ مِن غير أن يَستـَفيدوا مِنها، فقال:"مَن يكونُ هؤلاءِ، وأينَ أنا"، فأخذ بيده فإذا بهِ يلقى أناسا يشتغلون في تزيين الكلام بالكذب و يحولون اسرار الناس الى علن ،"فقال من يكون هؤلاء وأين أنا"، فأخذ بيده ولم يجبه ، فوضعه أمامَ جماعة مِن الناس يرجعون وهنهم الى الحاكم وضعفهم إليه وقلوبهم شتى ، فقال:"مَن يكونُ هؤلاءِ، وأينَ أنا"، أخذ بيده ووضعه أمام رجل يصلي في غسق الليل والناس نيام فسجد قلبه قبل ان يتبعه بدنه ."فقال من هذا الصالح، وأين أنا".اخذ بيده ووضعه عَلى حافةِ بئر ٍ عَمِيقةٍ مجهولةِ القرار، أنزعَه السلهامَ والنظارة َ وقال:"مِن هذا المكان سَألقيكَ إليهمْ وانظرْ مِن أي نوع أنتَ سوف َ تكون"، فانفلت يده منهُ و وهو يصرخ ُ ويقول:"مَن يكونُ هؤلاءِ، وأينَ أنا"، قال:"تلك أمتنا اليوم ، والله المستعان "، فوجدتـُه بقلب ٍ مفزوع أستيقظ مِن النوم وأهله مجتمعينَ حوله، فقال لهم:
افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون ..؟؟
انتهت القصة ...ولكم مساحة من النقد
القصة الاولى
سلام