والذي أُرِيدُ أنْ أُنَبِّهَ عليه -الآنَ- مِن ذلك-:
التحذيرُ مِن إيرادِ تِلْكُمُ الألقابِ الضَّخْمَةِ الفَخْمَةِ التي يُطْلِقُها عَلَيَّ، ويَضَعُها بجَنْبِ اسمِي (!) بعضُ الإخوةِ في شيءٍ مِن مُشاركاتِهِم، مثل: (الإمامِ)، (الحافِظِ)، (البحر)!!! إلى ما هُنالِكَ مِن ألقابٍ كبيرةٍ أعرفُ مِن نفسِي -يَقيناً- أنِّي دونَها -واللهُ يغفِرُ لي ولكُم-...
وإنِّي لأَشْعُرُ أنَّ صُدورَ مِثلِ هذه الألقابِ مِن أولئكَ الإخوةِ قد يكونُ هو -أيضاً- مِن بابِ المُناكَفاتِ -نفسِهِ-، والإلزاماتِ -ذاتِهِ-!!
ذلكُم أنَّ الطَّرَفَ الآخرَ (!) -هداهُمُ اللهُ- جرَّدُونَا (!) مِن أدنَى أدنَى الأوصافِ العلميَّةِ -ولا أقولُ: الألقاب!-! وألصَقُوا بنا أشدَّ وأَنْكَى أوصافِ السُّوءِ والإساءةِ!! -بِكُلِّ بَذاءَة-!
فلعلَّ (هذا) -مِن هؤلاءِ- جاءَ جواباً على (ذاك) -مِن أولئِكُم-واللهُ المُستعانُ-.
ولستُ براضِيهِ...
ولئِنْ كنتُ نَبَّهْتُ -قَبْلاً- على هذه القضيَّةِ -بل كرَّرْتُ التنبيهَ عليها-؛ فإنِّي أرجُو -الآنَ- رجاءً شديداً أنْ تُعينُوني -إخوانِي- على نَفسِي -أعضاءً، ومُشارِكِينَ، ومُشرِفِين-، وأنْ لا تَجْعَلُوا للشيطانِ عَلَيَّ -في ذلك- أدنَى سبيلٍ-: بأنْ تجتنِبُوا إيرادَ هذه الأوصافِ، وأنْ تُجانِبُوا ذِكْرَ هذه الألقابِ -باركَ اللهُ فيكُم-...
ولا أزالُ أذكُرُ -كأنَّهُ رأيُ عينٍ- ذلك الأخَ الذي أتَيْتُ به إلى شيخِنا الإمامِ الألبانيِّ -في السَّنَةِ الأخيرةِ- بل في الشُّهورِ الأخيرةِ- مِن عُمُرِهِ المُبارَكِ-: لَمَّا بَدَأ يُثْنِي عليه، ويَصِفُهُ بجليلِ الأوصافِ وكبيرِها؛ فبَكَى شيخُنا -وأبكَى- قائلاً-: (ما أنا إلاّ طالبُ عِلْمٍ)...
رَحِمَهُ اللهُ رحمةً واسعةً...
أعينونِي على نَفْسِي -باركَ اللهُ فيكُم-...
من مقالات الشيخ علي الحلبي