منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ***المخالفات الشرعية في المجالس النسائية ***
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-08-17, 20:35   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عمي صالح
مشرف عام
 
الصورة الرمزية عمي صالح
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام أفضل خاطرة المرتبة  الثانية وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










Flower2 ***المخالفات الشرعية في المجالس النسائية ***

والنتائــــج:
ما نراه اليوم من تقلص الأوساط الطيبة الصالحة، وقلة الوعي، والجرأة من الكثيرات على التبرج وطرح تعاليم الدين جانباً، ثم حال المجتمع الذي ننعاه بمزيد من الأسى والحزن.
وسبل الإصلاح كثيرة، منها:
* ترسيخ الخوف من الله تعالى من الخوض في أعراض الناس، وبث ذلك بين النساء عن طريق دور التعليم، دور القرآن، الجلسات العائلية.
* بث الوعي الإسلامي بوضع المرأة المهم في المجتمع المسلم، عن طريق القراءة في الكتب التي عالجت ذلك.
* "اعرف عدوك" إن أعداء المرأة الذين هم أعداء الدين يريدون تدميرها، فلتكن على علم وحذر من ذلك.
* حسن اختيار الصحبة، فإن قرين السوء "إما أن يحرق ثيابك، أو أن تجد منه ريحاً خبيثة"، كما أخبر الصادق المصدوق. فكيف بمن يحلق دينك وحسناتك؟
* بث الوعي بآداب الإسلام في الحديث والمحادثة والمجالسة، بل والكلام والتعرض لآفات اللسان.
المحور الثاني:
لم يعد للوضوح والصراحة والصدق ذلك الوجود في علاقاتنا العائلية، أو حتى على مستوى الصداقات والعلاقات العامة:
يبدو أن "الرسميات" و"المجاملات" أصبحت طابعاً وسمة واضحة وطاغية على كثير من مجتمعاتنا، فما عاد للوضوح والصراحة وحسن المعاملة الحضور السائد فيها، وهي الأخلاق التي كانت في أوقات مضى المسيّر لتلك العلاقات المدنية، ودعوى التمدن هي المتهم الوحيد في زوال السمة الرائعة عن مجتمعاتنا؛ إذ يخلط كثيرون بين حسن التعامل ودماثة الخلق وآداب الكلام وبين الكذب والتزييف والتستر خلف الأقنعة، فلم نعد نميز بين الأحاسيس والمشاعر الصادقة وبين المراوغة والنفاق، ما عاد حب الخير للناس ورجاء ثواب الله في حسن المعشر هدف الكثير منـــا.
فالأخلاق كما عرفها العلماء: هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة من غير حاجة إلى رويّة وفكر، فإن كانت الأفعال حسنة جميلة سميت خلقاً حسناً، وإن كانت سيئة سميت خلقاً سيئاً. وبناءً على هذا فإن الأخلاق قسمان، منها ما جبل عليه الإنسان، وقسم مكتسب يتربى عليه الإنسان. والإسلام دعا إلى الأخلاق، وما دار محور من محاور الإسلام إلا ودارت الأخلاق معه وربط بينها وبين الإيمان بالله عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكمل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً" (صحيح الجامع:1230).
وسئل الرسول عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: "تقوى الله وحسن الخلق". وبما أن معاشرة الناس والتعامل معهم هو الميدان الذي تتضح فيه أهمية الأخلاق وكونها هي الأساس لاستمرار العلاقات ودوامها.. تقدمنا بسؤال لـ "د. وفاء العساف" ـ عضو هيئة تدريس في جامعة الإمام ـ عن القواعد والأسس التي يجب أن تبنى عليها العلاقات الإنسانية؛ كي ننطلق منها إلى مرضاة الله تعالى وجنته ... فقالت:
بالنسبة للتعامل مع الآخرين فإن الله تعالى كما أنعم علينا بنعم مادية محسوسة كثيرة كالسمع والبصر والكلام وغيرها كثير فإنه سبحانه أنعم علينا بنعم مرتبطة بالقلوب، مرتبطة بالنوايا والخفايا، ومن هذه النعم: نعمة الأخوة أو المحبة في الله، نعمة التآلف والتقارب بين الناس، وبهذه النعمة يذكرنا الله عز وجل بقـوله سبحانه: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} (آل عمران:102).
وهذا التآلف والتعامل مع الناس وضع الله عز وجل له قواعد وأسساً وبين لنا الحقوق والآداب التي تحفظ هذه العلاقات، وجعل الالتزام بها عبادة نتعبد بها وقربة إلى الله تعالى، فمن هذه القواعد:
* أن تكون هذه الأخوة أو العلاقة أخوة لله وفي الله، فلا بد أن ترتبط بهدف أخروي، فتكون خالصة لوجه الله تعالى، جاء في الحديث الذي رواه مسلم: "أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أخاً لي في هذه القرية، قال الملك: فإني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه".
* أن تكون هذه الأخوة مقرونة بالتقوى فـ"لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي".
* أن تكون هذه الأخوة ملتزمة المنهج الإسلامي، وقائمة على النصح لله ولرسوله، فلا كذب ولا نفاق ولا نميمة ولا غيبة ولا سرقة. والنصيحة علامة الحب الخالص إذا كانت بالأسلوب المرضي. قال الحارث المحاسبي "اعلم أن من نصحك فقد أحبك، ومن داهنك فقد غشك، ومن لم يقبل نصحك فليسبأخ لك".
* أن تكون هذه الأخوة مشاركة في السراء والضراء فتفرح لفرحه وتحزن لحزنه " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم ‏ وتعاطفهم ‏‏ مثل ‏ الجسد إذا ‏ ‏اشتكى‏ ‏منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه
وتواصل "د. وفاء العساف" فتقول: وحتى تستمر هذه العلاقة بين الناس وتؤتي المؤاخاة ثمارها فلابد من حفظ الحقوق الخاصة والعامة.
ومن هذه الحقوق:
* السلام عليه إذا لقيه، وتشميته إذا عطس، وعيادته إذا مرض، وتعزيته، واتباع جنازته.
* النصح له إذا استنصحه، وأن يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها.
* أن ينصره ولا يخذله في المواطن التي يحتاج نصرته.
* أن يتواضع له ولا يتكبر عليه، وأن لا يهجره أكثر من ثلاثة أيام، ولا يكذب عليه، ولا يغتابه ولا يحقره ولا يعيبه ولا يحسده، ولا يظن به سوءاً، ولا يغشه، وأن يبذل له المعروف، ويكف عنه الأذى.
أما عن قطع الأرحام وهجر الأقارب، وما ينتج عن ذلك من خلافات كثيرة وفجوات في المجتمع عظيمة، فقد أشارت "د. وفاء" إلى ذلك بقولها: تلك الحقوق والواجبات في حق عامة الناس، فكيف بالأقارب والأرحام الذين قال الله تعالى فيهم: {واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام} (النساء:1) وعد قطع الرحم من الفساد في الأرض، فقال سبحانه: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} (محمد:22).
ولا شك في أن صلتهم آكد، وصلتهم أعظم، فعلى المسلم أن يلتزم لأقاربه وذوي رحمه بكل الآداب التي هي واجبة في حق غيرهم، وأن يصلهم امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها" (صحيح الجامع:5385
e).
إضـــــاءة:
وبعد.. فما السبب في سلوك كل تلك الطرق الملتوية من اتباع الهوى وإشباع الرغبات الجامحة؟ إنه ـ بلا ريب ـ الوصول إلى السعادة. إن السعادة الحقيقية في الاستقامة، وأصل الاستقامة يكون في القلب، فمتى استقام استقامت بقية الأعضاء.
أخرج مسلم في صحيحه أن عبدالله الثقفي سأل الرسول صلى الله عليه وسلم – أن يقول له قولاً في الإسلام لا يسأل عنه أحداً غيره، فقال: " قل آمنت بالله ثم استقم"(صحيح الجامع:4395).
ثم لنتأمل معاً هذا الحديث (الذي رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وغيرهم عن النواس بن سمعان) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، على جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس ادخلوا جميعاً ولا تتعوجوا. وداعٍ يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله تعالى، والداع من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم، والأبواب المفتحة محارم الله تعالى، وذلك الداعي على كل صراط كتاب الله".
قال القرطبي: "فأمر باتباع طريقه الذي بينه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وشرعه، ونهايته الجنة. وتشعبت منه الطرق، فمن سلك الجادة نجا، ومن خرج إلى تلك الطرق أفضت به على النار".
فلنحذر كل الحذر أن تزل أقدامنا عن طريق الاستقامة بعد أن أبصرته وسلكته، ففي النهاية بإذن الله تعالى ـ جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
والـــســـلام عـــلـــيـــكـــم ورحـــمــــة الـــلـــه و بـــركـــاتـــه









رد مع اقتباس