72- إذا تحقق نشوز المرأة وعظها الزوج برفق وذكرها بما يقتضي رجوعها عما ارتكبته , فإن استمرت على النشوز هجرها في المضجع بألا ينام معها في فراش واحد أو ينام معها في نفس الفراش لكن يعطيها ظهره ( لكن في الحالتين يجب أن ينام معها في نفس البيت ) ولا يباشرها ولا... , فإن لم يفد ذلك ضربها ضربا غير مبرِّح ( لا يكسر عظما ولا يشين جارحة ) إن ظن الإفادة . ويمكن أن يُزادَ في الضرب إن ظن الإفادة . والترتيب السابق واجب شرعا . والهجر والضرب لا يسوغ فعلهما إلا إذا تحقق النشوز , أما الوعظ فلا يشترط فيه تحقق النشوز ولا ظن الإفادة .
73 - ليكن شأنك مع زوجتك كشأن المعلم مع تلميذه والوالد مع ولده . علمها ودربها وخذ بيدها حتى ترفعها إلى مستواك الرفيع الذي أنت فيه ( إن كان الأمر كذلك ) , لتستطيع أن تجد منها الصديق الوفي و العشير الكريم .
74 - إن الأولاد هم حبة قلب الأم فلا يلومها أحد إذا رأت الدنيا بعيونهم وتذوقت طعم الحياة من خلال مشاعرهم . والمرأة في الشيخوخة أحنى على الرجل منها في الشباب , حيث يصبح اهتمامُها بالرجل هو ما يشغلها بالدرجة الأولى , أما في السنوات الأولى من زواجها فهي تهتم بنفسها وأولادها قبل اهتمامها بزوجها . فلتنبه أخي الكريم إلى ذلك .
75 -بقدر ما يقتل ماضي المرأة ( مع رجال آخرين سواء بالحرام أو حتى بالحلال ) حبَّ الرجلِ , بقدر ما يزيد ماضي الرجل ( مع نساء أجنبيات بالحلال أو حتى بالحرام ) من حبِّ المرأة له وتمسكها به . أما الشيء الذي لا تغفره المرأة للرجل أبدا - مهما كان - فهو غلطته مع امرأة أخرى بعد زواجه منها , فانـتـبـه أيها الزوج إلى ذلك .
76 - الأفضل أن يُوجد مع الدين- الذي يشترطه الخاطبُ فيمن يريدها أن تكون زوجته في المستقبل- الثقافة المتوسطة ( أما إذا وُجِدت العالية فيستحسن أن يكون مستوى الرجل الثقافي أكبر حتى لا تتكبر عليه زوجته من حيث تدري أو لا تدري ) ، وكذا القدرة على شؤون البيت ، والسلامة من الأمراض المعدية , وقرب مكان سكن أهلها من مقر سكناه هو ، وأن لا تكون من قريباته نسبا .
77-لأن المرأة تراعي بالدرجة الأولى في زوج المستقبل الصفات المعنوية والحنان , فإن أهم ما يؤسِفها بعد الزواج من زوجها هو غياب هذا الحنان والعشرة الطيبة ليلة دخوله عليها , لأنه عوض أن يدخل عليها كزوج يحبُّ زوجته , دخل عليها كوحش يريد أن يأكلَ فريستَه , فلا تنس ذلك أيها الزوج .
78- إن هدية كلامية فيها تعبير عن الامتنان الصادق من الزوج لزوجته هي في الغالب أجمل من كل هدية مادية يقدمها الزوج لزوجته .
79- المرأة تنشد في الحياة الفوز بكل شيء : بالزواج ، بالحب ، بالمال , فهي وإن تزوجت وكانت تحب زوجها وتوقن من حبه إياها , إذا أحست أن هذا الزوج عاجز عن إمتاعها بشتى المباهج التي تجلبها الثروة ويسمح بها توفر المال , قد تسوء أخلاقها , وقد تتبرم بقرينها وتقضي العمر كله أو بعضه في شقاء . وسر غرابة أطوار المرأة يرجع إلى أنها وقد عودها الرجل الإسراف في الإعجاب بها , أصبحت ولا همَّ لها إلا أن تستغل حبه لها وإعجابه بها لتفوز من الحياة بما هو جدير بحسنها وجمالها ( ولو كلفته ماديا ما لا يطيق ) . إن المرأة بهذه الطريقة تنشد الزواج لتكفل لنفسها الأمن والاستقرار في ظل نظام اجتماعي يخدمها ، وهي تنشدُ الحبَّ لتكفل نعيم نفسها وهناءة قلبها ، وهي تنشد المال ( مع أن الحب والزواج أهم لها - لو علِمت - من مال الدنيا كلها ) لتملك أسباب التمتع المادي الذي يبهرها . والحق أن التعليم المقترن بالتربية الصالحة هو الذي يُلزم المرأةَ حد الاعتدال ويشعرها بالحد الفاصل بين الحقوق الجائز التمتع بها وبين الخيالات والأحلام الباطلة التي لا تثمر غير الآلام . وفي وسع الرجل لو أحبَّ وأخلصَ وكان صادقا في حبه ، ثابتا على ولائه ، ذكيا في تفكيره , حكيما في تصرفاته , يعرف كيف يمتع امرأته ويمتع ذاته بنفس الحقوق وكيف يطالب امرأتَه ويطالب نفسَه بتأدية الواجبات , في وسعِ هذا الرجل- بإذن الله - أن يؤثر في المرأة ويصلح من طبيعتها ويجعل منها ملاكا في صورة إنسان .
80 -على الزوج أن يفسح المجال لزوجته حتى تلتقي باستمرار بنساء أخريات , لأن الرجل مهما خدم زوجته وأحسن إليها , فإنها تبقى دوما تحتاج إلى الجلوس إلى نساء تأخذ منهن ما لا يمكن أن تأخذه من زوجها , وترتاح إليهن بما لا يمكن أن ترتاح به مع زوجها .
81 -إذا كان الزوج قد مل الحياة الزوجية لعيوب اكتشفها في زوجته , فعليه أن يصبـر عليها ولا يفر من البيت فرار القائد من المعركة .
82 -لا بأس أن يأكل الزوج مع زوجته حول مائدة واحدة , وأن يطعمها بين الحين والآخر من يده , وليعلم أن ذلك سيعتبر له إن شاء الله صدقة له عليها أجر .
83 - إذا حدث أن تزوج رجل بامرأة لا تجري على لسانها كلمة طيبة , ولا يشرق قلبها لا بنور الرضا والقناعة بما قسم الله , ولا بالشكر على ما أعطى الله ثم على ما أعطى الزوج , يمكن لهذا الزوج أن يموتَ بالسكتة القلبية أو يصابَ بالذبحة الصدرية أو يمرض بالسكر أو ...
84-إن المرأة ضعيفة من طبعها أمام السر , خاصة عندما يكون له علاقة بهواها فهي أضعف . وهذه الطبيعة في المرأة يجب أن تكون ماثلة بين أعيننا , ويجب أ ن نضع المرأة تبعا لذلك حيث وضعها الله : (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض..) ,وذلك حتى نعرف وتعرف هي كذلك مدى قدرات المرأة وطاقاتها , فلا نعطيها ولا تعطي هي نفسها أكثر من ذلك . ومن هنا نقول بأنه لا يليق ولا يُقبَل من الرجل أن يكشف لزوجته عن أسراره الخاصة جدا به وبعمله , لأن المرأة لن تستفيد من ذلك من جهة , ولأن احتمال كشفها لهذه الأسرار أكثر من احتمال حفظها لها , بل إن المرأة في الكثير من الأحيان لا يحلو لها نشر الأخبار إلا إذا قيل لها بأنها خاصة جدا وبأنه لا يجوز كشفها للغير بأي حال من الأحوال .
85 -يجب أن يعلم الرجل ( حتى لا يحتقر المرأة ) والمرأة ( من أجل أن ترفع من مستواها العلمي والإيماني و..حتى تكون كما يحبها الله ) معا أن المرأة ليست سلعة لمتعة الرجل وليست أداة لتسليته ولذته فقط , وليست مجرد خادمة عنده فقط . إن المرأة لها رسالتها التي لابد أن تؤديها كما أن للرجل رسالة لا بد أن يؤديها . إن الله يريد للنساء أن يكنَّ - قبل الجمال والحسب والنسب –
: (مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ) .
86- يجب أن يحرص الزوجُ على أن يكون وسطا بين زوجته وأهله : لا يسمح لهم أن يظلموها كما لا يسمح لها أن تظلم واحدا منهم . أما بين الزوجة والوالدين , فإذا لم يستطع الزوج التوفيقَ فالأفضل الميل- بدون مبالغة - إلى جهة الوالدين , ولو تم ذلك على حساب الزوجة .
87 -إياك- أيها الزوج - أن تسمح لزوجتك من أول يوم من أيام الزواج , أن تركب على ظهرك بسبب جمالها أو مالها أو حسبها ونسبها من جهة , وبسبب ضعف شخصيتك من جهة أخرى . واعلم أنها إن فعلت ذلك فمن الصعب جدا عليك بعد ذلك – مهما حاولتَ - أن تسترجع قيادة البيت والأولاد والأسرة أو أن تسترجع القوامة على امرأتك , فاحذر ثم احذر ثم احذر ( 3 مرات).
88- فرق بين أن تكون الزوجة مريضة أو مُتعبة أو مشغولة , فيعينها زوجها- مختارا وعن طيب خاطر وطلبا للأجر من الله - في شأن من شؤون بيتها , وبين أن تكون الزوجة واضعة رِجلا فوق رجل وتتفرج على شاشة التلفزيون ( مثلا ) أو تشرب قهوة وتتجاذب أطراف الحديث مع غيرها من النسوة وزوجها في خدمتها أثناء ذلك . إن الأول يعاشر زوجته المعاشرة الطيبة ويعاملها بالسنة والقرآن , وأما الثاني فرجل ضعيف الشخصية تغلبُه زوجته ( ويستحيل أن تحترمه ) يمكن أن نعتبره ذكرا لكن لا يجوز أن يعتبر نفسه ( ولا أن نعتبره نحنُ ) رجلاً ! .
89 -كن أيها الزوج قدوة طيبة لزوجتك بالفعل قبل القول , واعلم أنك إذا ألزمت نفسكَ أنت أولا بما تنصحها به كانت توجيهاتك لها دائما وأبدا مثمرة ونافعة بإذن الله . أما إذا كان قولك في واد وفعلك في واد , فإن تربيتك لزوجتك تكون كمن يزرع في واد أو كمن ينفخُ في رماد .كن أيها الزوج قدوة طيبة لزوجتك في الكرم وفي الزهد فيما عند الناس وفي التواضع وفي الحِلم وفي نظافة اللسان وفي ... غيرها من الأخلاق الإسلامية الأساسية .
90 -أيها الزوج أنت راع ومسؤول شرعا عن رعيتك , وأول من أنت مسؤول عنه : زوجتك , وأول ما أنت مسؤول عنه من سلوكها : الصلاة . ومن هنا أنصح الرجل أن يفكر مرات ومرات قبل الزواج من امرأة لا تصلي ( إلا أن يغلب على ظنه استجابتها لأمره إذا دعاها للصلاة بعد الزواج ) , وأن يفكر مرات ومرات في الوسيلة المناسبة لدعوة زوجته للصلاة بعد الزواج إذا أخطأ من قبل وتزوج من امرأة لا تصلي . وإذا هوَّن عليك شخصٌ من أمر المرأة التي لا تصلي وبسَّطه لك فاعلم أنه :
* إما جاهل .
* وإما لا يصلي هو كذلك .
* وإما أنه يكذب عليك ويخدعك .
[align=center]وبارك الله لكل زوج في زوجته ورزقهما ذرية طيبة تكون عتقا لهما من النار-آمين-[/align]
__________________