السلام عليكم ورحمة الله
هذا غيض من فيض مما أتيتنا به أخونا الفاضل يوسف و إنما هذه أهوال قد خلفها فينا الاستيطان على مرّ السنين فاستوطنوا في أراضينا و ذبحوا منا و قتلوا و نكّلوا بنا تنكيلا فأهانوا العزيز و ذلوه و رفعوا الفقير الذليل حتى أصبح عيناً لهم و عواناً علينا فسمي بالحركي و ما الى غير ذلك من مسميات ، حتى ولد جيل متعلم جديد يعرف معنى العروبة و يعرف الإسلام فحين نطق و قال ابن باديس فينا كلاما كان الأجداد و الأحفاد يحسبونه تخريفاً حتى أصبحنا نسمع منه البعض في هذا الزمان ، و بدأ الخلق يرى ما كان عليه ابن باديس سلفية هذه السنين ، و لما لا فقد حقّ ما أصبح عليه الناس يقولون لأننا رأينا السلفي ذو اللحية و ذو العباءة القصيرة و ذو الندبة السوداء في الجبين يذبح الرضيع و المرأة و الشيخ الطاعن في السن من الوريد إلى الوريد ، و لما لا نراه كذلك و قد نحرونا و ذبحونا على آخرنا حتى ما أصبح يستطيع احد الناس اليوم النظر في ملتحي لأنهم ذعروهم بالقتل و الخبث و التنكيل بتسميات مختلفة و نسبوها للإسلام و الاسلام بريء منهم و ما ينسبون و الله المستعان
كذلك فرنسا فعلت قبل أن يولد الجيل الجديد الذي فجّر الثورة و جيل بن باديس و أصحابه فينا و في بلادنا الحبيبة حتى فعلت فرنسا بأهالينا ما فعله الشيطان ببني البشر و نغص عنهم الحياة و أذلهم من حيث لا يحتسبون و هم لا ينوون القيام بما يقومون لكن هي طريق يشمون عبرها و لا يعرفون فقط يأكلون و يشربون و ينامون و لا يأبهون لأي كان غير الذي يمسهم و يضرهم .
بنت لنا فرنسا الأضرحة و غن لم تكن هي فالمقربون المقربون و هي في حقيقة الأمر أماكن متعددة لثروات على الجبال و فيها بنوا القبب بحيث إليها في قريب الزمان يعودون فينبشون و من هذه الأماكن من وُجِدت الكلاب و الماشية و الحمير أكرمكم الله مدفونة فيها ، ذات المناطق و الناس عليها يتصادمون و يحسبون بنية بالغة ان دعاويهم لا تكون الا في تلك الاماكن .
انه الجْهل اخي يوسف و ليس سواه
و هل نحج الحلاج في مبتغاه في ذاك الزمان ، كلاّ لم ينجح حين تآخ مع الشيطان و صادق فرعون أخذوه من حيث لا يدري و شنقوه لأنه كان العلم و كان النور في ذلك الزمان لم ينطفئ بعد حتى أصبحنا اليوم نراه كما نرى هلال رمضان على شكل شريط لا يرى للعيان الا بمكبرات النظر ، و لا يراه الا من هو على قبة أو في اعلي التلال ، و انظر من هم الذين انتهجوا نهج الحلاج اليوم اليسوا على رؤوس القوم يحكمون و ينهون الناس أليس هذا ما سيأوله المؤلين بانه جهل لا سواه إنها صوفية القرن الواحد و العشرين تجوب القبور و المدن و تحشد الجيوش من المعلّمين للمتعلّمين من جيل الالفينيات .
لكن لا تخف لان نور الله لن تطفئه حفنة من شرذمة ناس جاهلين فهو لن ينطفئ إلى أن يرث الله الأرض و من عليها و الماسك عليه اليوم هو كالماسك على جمرة تحرقه فيحولها الى اليد الاخرى و هكذا حتى يأتيه اليقين .
فهل رأيناه نحن الأبرياء و نحن الذين نقبع في أسفل التلة
كلاّ و رب الكعبة لم و لن نراه الا إذا تصافينا و بانت نوايانا عن حقيقتها و ما نكنّ لإخواننا و لجيراننا
بل قلْ إن الذي حدث لم يكن من فعل المسلمين و لا الإسلام في شيء و هم خارجين عن الدين بمسميات مختلة قد مست الأخضر و اليابس فينا فتهنا وراء تبعثر و كثرة التسميات فلم نحفظها كلها و من حفظها نجا من شرها و مسك بخيرها و من لم يحفظها اختلط عليه الامر فتاه في البحث عن نفسه في هذا الزمان لا هو يعرف القبور و الذاهب اليها و لا هو يعرف كيف يصلي فيتوب الى بارئه ولا هو يعرف الطريق الى من يسأله فيجيبه من غير الضحك عليه
هكذا أصبحنا و لله الحمد و المنة و الله المستعان ، و دون ذلك موضوعك قيّم و رائع جزاك الله خير واصل معنا انّ لك قلماً قل ما وجدناه في هذا الصرح
جزاك الله خير