الحقيقة مثلما قال أحد الاخوة المتدخلين أن الموضوع اكبر منا والخوض فيه قد يخرج الانسان عن العقيدة السليمة لكني أنقل اليكم اجابة للشيخ محمد الغزالي -رحمه الله-قال:
سالني سائل:هل الانسان مسير أم مخير؟فنظرت اليه في ضيق شديد،وقررت أن ألتوي معه في الاجابة،كما التوى هو مع فطرته في هذا التساؤل وقلت له:
الانسان نوعان :نوع يعيش في الشرق ،ونوع يعيش في الغرب،والاول مسير والثاني مخير!ففغر الرجل فاه عن ابتسامة هي بالضبط نصف تثاؤب الكسالى والعجزة والثرثارين الذين ينتشرون في بلادنا.
ثم قال :ماهذا الكلام؟إنني أسألك:هل للانسان إرادة حرةوقدرة مستقلة يفعل بهما ما يفعل ويترك ما يترك،أم هو مجبور!
فقلت له:قد أجبتك ،الانسان في الغرب مستقل وفي الشرق مستعمر.
هناك له إرادة وقدرة وهنا لا شيء له!
فضحك أحد الضرفاء وقال:هذه إجابة سياسية.
فقلت وإنها لدينيةكذلك....
يارجل إن القوم في الغرب شعروابأن لهم عقولا ففكروا بها حتى كشفوا المساتير من بدائع الكون.
وشعروا بأن لهم إرادة فصمموا بها ،حتى التقت في أيديهم مصاير الامم وأزمة السياسات.
وشعروا بأن لهم قدرة،فجابوا المشارق والمغارب،وصنعوا الروائع والعجائب..أما نحن فهذا..رجل من ألوف الألوف التي تزحم البلاد يأتي ليستفتي في هذه المعضلة التي غاب عنه حلها.
أله حقا عقل حر يستطيع ان يفكر به؟
أله إرادة يستطيع أن يعزم بها؟
أله قوة يستطيع أن يتحرك بها؟
وإلى أن نثبت له نحن ذلك!سوف يبدأ فيفكر ثم يعزم ثم يعمل.
أما الان فهو-فعلا-مسير من ذلك الرجل المخير في الغرب...
ماابعد البون بين الشخصين!
الرجل في الغرب ألقي به في تيار الحياة،فعلم أن له أعضاء يستطيع أن يعوم بها ،فظل يسبح مع التيار تارة وضده تارة أخرى،حتى وصل الى الشاطئ!!
أما هنا ،فلما ألقي بالرجل في معترك الأمواج،بدا يسائل نفسه:هل أنا حي حقا أم انا جثة هامدة؟
أو بتعبير المتفيهقين :هل أنا حر أم أعضائي مقيدة؟ولكن التيار الجارف لا ينتظر نتائج هذه السفسطة،فلا يلبث أن يطويه اليم مع الهالكين.
وليس يغني في عزائه قول الشاعر السفيه:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
اعمل أيها الرجل ،ولا تقل :هل أنا مسير أم مخير؟ واستغل المواهب التي أتاك الله ،واشعر بان لك في الحياة حقوقا وعليك للحياة واجبات.
وكفى كذبا على الدين والدنيا!
من كتاب عقيدة المسلم للشيح: محمد الغزالي- رحمه الله -الصفحة 113/114