حق الجار على جاره
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلقد كان العرب في الجاهلية يعظمون حق الجار، ويحترمون الجوار، ويعتزون بثناء الجار عليهم، ويفخرون بذلك، وكان منهم من يحفظ عورات جاره ولا ينتهكها، وقد قال عنترة بن شداد في ذلك شعراً:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتى يواري جارتي مثواها
وحينما جاء الإسلام أكد حق الجوار، وحث عليه، وجعله كالقرابة، حتى كاد أن يورث الجار من جاره؛ كما يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)1.