26- يشهد لها حديثان:
الأول: حديث جابر المتقدم (ص89-90)، وفيه:
((وذلك يوم الخلاص، وذلك يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكبير خبث الحديد)).
[93]
والآخر: حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد)).
أخرجه مسلم (4/120).
27- فيها حديثان:
الأول: حديث محجن بن الأدرع، وقد مضى (ص89).
الآخر: حديث جابر بن عبد الله، وقد مضى أيضاً (89-90).
28- فيها حديثان أيضاً:
الأول: عن أم شريك نفسها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((ليفرنّ الناس من الدجال في الجبال))، قالت: أم شريك: يا رسول الله! فأين العرب يومئذٍ؟ قال: ((هم قليل)).
أخرجه مسلم (8/207)، والترمذي (3926)( )، وأحمد (6/462).
الآخر: عن عائشة :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر جهداً شديداً يكون بين يدي الدجال، فقلت: يا رسول الله! فأين العرب يومئذٍ؟ قال:
[94]
((يا عائشة! العرب يومئذ قليل)). فقلت: ما يجزي المؤمنين يومئذٍ من الطعام؟ قال: ((ما يجزي الملائكة؛ التسبيح والتكبير والتحميد والتهليل)). قلت: فأي المال يومئذ خير؟ قال: ((غلام شديد يسقي أهله من الماء، وأما الطعام فلا طعام)).
أخرجه أحمد (6/125)، وحنبل (47/2)، وأبو يعلى (3/1133) عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عنها.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن – وهو البصري- مدلس.
وعلي بن زيد – وهو ابن جدعان- ضعيف.
وذهب عنه الهيثمي فقال: (7/335):
((رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال (الصحيح) ))!
29-لم أجد لها شاهداً.
30-يشهد لها حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((المهدي منا آل البيت؛ يصلحه الله في ليلة)).
وهو حديث ثابت مخرج في ((الصحيحة)) (2371).
31- يشهد لهذه الفقرة أحاديث:
الأول: عن عثمان بن أبي العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((يكون للمسلمين ثلاثة أمصار: مصر بملتقى البحرين، ومصر بالحيرة
[95]
ومصر بالشام، فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيخرج الدجال في إعراض الناس، فيهزم من قبل المشرق، فاول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين، فيصير أهله ثلاثة فرق: فرقة تقول: نُشامّه ننظر ما هو؟ وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم، ومع الدجال سبعون ألفاً عليهم السيجان، وأكثر تبعه اليهود والنساء، ثم يأتي المصر الذي يليه، فيصير أهله ثلاث فرق: فرقة تقول: نشامّه ننظر ما هو؟ وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام.
وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق، فيبعثون سرحاً لهم، فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد، حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله.
فبينما هم كذلك؛ إذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس! أتاكم الغوث (ثلاثاً). فيقول بعضهم لبعض: إن هذا لصوت رجل شبعان!
وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر، فيقول له أميرهم: روح الله! تقدم صلّ. فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض. فيتقدم أميرهم فيصلي، فإذا قضى صلاته؛ أخذ عيسى حربته، فيذهب نحو الدجال؛ فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص، فيضع حربته بين ثندوته فيقتله، وينهزم أصحابه، فليس يومئذ شيء يواري منهم أحداً، حتى أن الشجرة لتقول له: يا مؤمن! هذا كافر. ويقول الحجر: يا مؤمن! هذا كافر)).
أخرجه أحمد (4/216-217)، والحاكم (4/478 – 479).
[96]
قلت: ورجاله ثقات رجال مسلم؛ غير علي بن زيد- وهو ابن جدعان- وهو ضعيف.
الثاني: عن جابر بن عبد الله ، وقد مضى حديثه (71-73).
وقد أخرج مسلم (1/95) موضع الشاهد منه من طريق أخرى عن أبي الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله مرفوعاً بلفظ:
((لا تزال طائفة من أتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا.فيقول: لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة)).
هو مخرج في ((الصحيحة)) (1960)، وقد أخرجه الداني أيضاً (142/2).
الثالث: عن أبي هريرة، وقد مضى حديثه (ص54) بلفظ:
((ثم ينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء فيؤم الناس، فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده، قتل الله المسيح الدجال، وظهر المسلمون)).
الرابع: عن النواس بن سمعان، وقد مضى حديثه (ص56-58).
الخامس: عن عائشة، وقد مضى حديثها (ص59-60).
السادس: بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد مضى (91-92).
السابع: عن سمرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
((إن الدجال خارج، وهو أعور عين الشمال، عليها ظفرة غليظة، وإنه يبرئ
[97]
الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى، ويقول للناس: أنا ربكم. فمن قال: أنت ربي: فقد فتن، ومن قال: ربي الله. حتى يموت؛ فقد عصم من فتنته، ولا فتنة بعده، ولا عذاب عليه، فيلبث ما شاء الله.
ثم يجيء عيسى ابن مريم عليهما السلام من قبل المغرب؛ مصدقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملته، فيقتل الدجال، ثم إنما هو قيام الساعة)).
أخرجه أحمد (5/13) .
قلت: وإسناده صحيح؛ لولا عنعنة الحسن البصري، وأما الحافظ في ((الفتح)) (6/478) ؛ فجزم بأن إسناده حسن!
الثامن : عن أبي هريرة أيضاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((كيف أنتم إذا نزل ابن مريم [من السماء] فيكم، وإمامكم (وفي رواية: وأمّكم) منكم؟)). قال: ابن أبي ذئب- أحد رواته- : تدري ما ((أمكم منكم))؟ أمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري (6/384)، ومسلم (1/94)، وعبد الرزاق (20841)، وأحمد (2/272 و336)، وابن منده (41/2)، والبيهقي في ((الأسماء)) (ص424)، والزيادة له.
ومن طريق ثانية عنه مرفوعاً بلفظ:
((والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال حتى لا يقبله
[98]
أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها))، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكونُ عليهم شهيداً﴾ [النساء: 159].
أخرجه البخاري (6/382-383)، ومسلم (93-94)، والترمذي (2234) وصححه، والطيالسي (2/219/2782)، وأحمد (2/240 و272 و538)، وليس عند هؤلاء الثلاثة قراءة الآية، وهو رواية للشيخين، وابن ماجه (2/516)، والآجري (ص381)، وعبد الرزاق (20840)، والداني (142/1-2)، وابن منده في ((الإيمان)) (41/1).
ومن طريق ثالثة عنه بلفظ:
((والله؛ لينزلن ابن مريم حكماً عادلاً، فليكسرنّ الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، ولتتركن القلاصُ فلا يسعى عليها ، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد)).
أخرجه مسلم (1/94)، وأحمد (2/494)، والآجري (ص380)، وابن منده (41/2).
وفي رابعة- وهي عن محمد بن سيرين- عنه مرفوعاً:
((يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى ابن مريم إماماً مهدياً وحكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، وتضع الحرب أوزارها)).
أخرجه أحمد (2/411).
[99]
قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وفي رواية عن ابن سيرين قال:
((ينزل ابن مريم عليه لأمته وممصرتان بين الأذان والإقامة، فيقولون له: تقدم. فيقول: بل يصلي بكم إمامكم، أنتم أمراء بعضكم على بعض)).
أخرجه عبد الرزاق (20838).
وإسناده صحيح مقطوع، وهو في حكم المرفوع مرسلاً.
وفي أخرى عن معمر قال:
((كان ابن سيرين أنه المهدي الذي يصلي وراءه عيسى)).
أخرجه عبد الرزاق (20839).
وفي طريق خامسة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:
((ينزل عيسى ابن مريم، فيقتل الخنزير، ويمحو الصليب، وتجمع له الصلاة، ويعطي المال حتى لا يقبل، ويضع الخراج، وينزل الروحاء، فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما))، قال: وتلا أبو هريرة: ﴿وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً﴾ [النساء: 159]. فزعم حنظلة أن أبا هريرة قال: (يؤمن به قبل موته): عيسى، فلا أدري هذا كله حديث النبي صلى الله عليه وسلم أو شيء قاله أبو هريرة؟
أخرجه أحمد (2/290-291).
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرج منه نزوله بـ(الروحاء)
[100]
والإهلال (4/60)، وكذلك رواه عبد الرزاق (20842)، والداني (144/1)، وابن منده (41/2).
وفي سادسة عنه مرفوعاً:
((ليس بيني وبينه نبي( يعني: عيسى)، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك [الله في زمانه] المسيح [الكذاب] الدجال، [وتقع الأمنة على الأرض؛ حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم]، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون [ويدفنونه])).
أخرجه أبو داود (2/214)، والسياق له، وابن حبان (1902و1903)، وأحمد (2/406و437)، وابن جرير في ((التفسير)) (رقم 7145)، والآجري (ص380)، وعبد الرزاق (20845) وزاد: ((وتكون الدعوة واحدة لرب العالمين)).
ولها شاهد في الطريق التالية.
قلت: وإسناده صحيح، وصححه الحافظ، وهو مخرج في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (2182).
وفي سابعة عنه مرفوعاً:
((يوشك عيسى ابن مريم أن ينزل حكماً قسطاً، وإماماً عدلاً،
[101]
فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، وتكون الدعوة واحدة)).
أخرجه أحمد (2/394).
قلت: وإسناده حسن.
وفي ثامنة عنه مرفوعاً نحوه دون الجملة الأخيرة، وزاد:
((ويرجع السلم، وتتخذ السيوف مناجل، وتذهب حمة كل ذات حمة، وتنزل السماء رزقها، وتخرج الأرض بركتها، حتى يعلب الصبي بالثعبان فلا يضره، ويراعي الغنم الذئب فلا يضرها، ويراعي الأسد البقر فلا يضرها)).
أخرجه أحمد (2/482- 483) عن فليح عن الحارث بن فضيل الأنصاري عن زياد بن سعد عنه.
قلت: وإسناده على ماقال ابن كثير (1/169):
((جيد، قوي ، صالح)) !
وفيه نظر عندي من وجهين:
الأول: أن زياد بن سعد هذا- وهو المدني الأنصاري- أورده ابن أبي حاتم (1/2/532) من رواية ابنه سعد بن زياد أيضاً عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأورده ابن حبان في ((الثقات)) (1/73).
والآخر: أن فليحاً هذا – وهو ابن سليمان الخزاعي- وإن كان من رجال الشيخين؛ فهو كثير الخطأ؛ كما قال الحافظ في ((التقريب)).
قلت: فالأولى أن يقال: إنه قوي بما قبله.
[102]
وفي تاسعة عنه مرفوعاً بلفظ:
((لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ، فإذا تصافّوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبَوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله؛ لا نخلي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، فيفتتحون قسطنطينية (وفي رواية: فيبلغون قسطنطينية فيغنمون)، و(في طريق أخرى عنه: سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟))، قالوا: نعم يا رسول الله!
قال: ((لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالث: لا إله إلا الله ، والله أكبر. فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا)، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون؛ إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح [الدجال] قد خلفكم في أهليكم. فيخرجون، وذلك باطل، [فيتركون كل شيء ويرجعون]، فإذا جاؤوا الشام خرج.
فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف؛ إذا أقيمت الصلاة [صلاة الصبح]، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب
[103]
الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريه دمه في حربته)).
أخرجه مسلم (8/175-176)، والسياق له، وكذا الطريق الأخرى له (8/187-188)، والزيادات منها، والداني (113/1-2 و121/2) من الطريقين، والحاكم (4/482)، والرواية الأخرى والزيادة له، وقال:
((صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)) !
فوهم في استدراكه على مسلم !
قلت: ولبعضه شاهد من حديث عبد الله بن مسعود ؛ يرويه يسير بن جابر قال:
هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيري إلا : يا عبد الله ابن مسعود! جاءت الساعة. قال: فقعد – وكان متكئاً- فقال:
إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة. ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام. قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطةً للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم
[104]
يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدبرة عليهم، فيقتتلون مقتلة – إما قال: لا يرى مثلها؛ وإما قال: لم ير مثلها- حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم؛ فما يخلفهم حتى يخرّ ميتاً؛ فيتعادّ بنو الأب؛ كانوا مائة؛ فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك؛ إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ، فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم. فيرفضون ما في أيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ)).
أخرجه أحمد (1/435)، ومسلم (8/177-178).
وفي عاشرة عنه مرفوعاً:
((ينزل عيسى ابن مريم، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله عز وجل في زمانه الدجال، وتقوم الكلمة لله رب العالمين)).
أخرجه الداني (143/2)، وابن منده (41/2)، وسنده جيد.
فهذه عشر طرق لحديث أبي هريرة حده، فهو متواتر عنه في الجملة؛ لا في التفصيل.
[105]
الحديث التاسع: عن حذيفة بن اليمان مثل حديث أبي هريرة الذي سقته آنفاً، وأتم منه، وفيه: ذكر عقبة أفيق، وفيه:
((فلما قاموا يصلّون؛ نزل عيسى ابن مريم صلوات الله عليه إمامهم، فصلى بهم( )،فلما انصرف قال: هكذا: أفرجوا بيني وبين عدو الله. (قال أبو حازم: قال أبو هريرة: فيذوب كما تذوب الإهالة في الشمس، وقال عبد الله بن عمرو: ما يذوب الملح في الماء)، وسلط الله عليهم المسلمين، فيكسرون الصليب، ويقتلون الخنزير، ويضعون الجزية)).
أخرجه ابن منده (95/2)، والحاكم (4/490-491) وقال:
((صحيح على شرط مسلم ))، وأقره الذهبي.
وأقول: فيه خلف بن خليفة الأشجعي، وهو وإن كان صدوقاً من رجال مسلم ؛ فقد كان اختلط في الآخر، فحديثه جيد في الشواهد، وأما قول الحافظ في (6/478) بعد ما عزاه لابن منده : ((إسناد صحيح )) ؛ فهو سهو أو تساهل.
العاشر: عن حذيفة بن أسيد قال:
((... ولكن الدجال يخرج في بغض من الناس، وخفّة من الدين، وسوء ذات بين، فيرد كل منهل، فتطوى له الأرض طيّ فروة الكبش، حتى يأتي المدينة، فيغلب على خارجها، ويمنع داخلها، ثم جبل إيلياء، فيحاصر عصابة
[106]
من المسلمين، فيقول لهم الذين عليهم: ما تنتظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم؟ فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم، فيقتل الدجال ويهزم أصحابه، حتى أن الشجر والحجر والمدر يقول: يا مؤمن ! هذا يهودي عندي فاقتله)).
أخرجه الحاكم (4/529-530)، وعبد الرزاق (20827) مختصراً، وقال الحاكم:
((صحيح الإسناد))، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
الحادي عشر: عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد مضى حديثه (91-92).
32- يشهد لها حديث حذيفة بن اليمان الماضي قريباً، وفه: ((فلما انصرف( يعني : عيسى من الصلاة) قال هكذا : أفرجوا بيني وبين عدو الله)).
33- يشهد لها أحاديث:
الأول: عن أنس قال:
((يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة)).
أخرجه مسلم (8/207)، وابن حبان (6760)، وأحمد (3/224)، وانظر: ((الصحيحة)) (3080).
[107]
الثاني: عن جابر ، وقد مضى( ص89-90) بلفظ:
((يكون معه سبعون ألفاً من اليهود، على كل رجل منهم ساج وسيف محلى)).
الثالث: عن عثمان بن أبي العاص مثله دون ذكر السيف، وقد مضى (ص94-95).
الرابع: عن أبي سعيد مرفوعاً مثله أيضاً دون السيف.
أخرجه عبد الرزاق (20825) عن أبي هارون عنه.
لكن أبو هارون متروك.
الخامس: عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:
((لينزلن الدجال (خُوز) و(كرمان) في سبعين ألفاً وجوههم كالمجان المطرقة)).
أخرجه أحمد (2/337)، ورجاله ثقات؛ لولا عنعة ابن إسحاق.
34-هذه الفقرة تقدمت شواهدها من رواية جمع من الصحابة:
الأول: جابر (ص71-73).
الثاني: بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (ص91-92).
الثالث: عثمان بن أبي العاص (ص94-95).
الرابع: أبو هريرة (ص102-103).
[108]
الخامس : حذيفة بن اليمان (ص105).
35- لم أجد لها شاهداً.
36- فيها أحاديث:
الأول: عن مجمع بن جارية الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يول: ((يقتل ابن مريم الدجال بباب لد)).
أخرجه الترمذي (2245)، وابن حبان (1901)، والطيالسي (2/219)، وعبد الرزاق (20835)، وأحمد (3/420)، والداني (143/1 و2)، وقال الترمذي:
((حديث حسن صحيح)).
قلت: لعله يعني لشواهده الآتية، وإلا ففي إسناده عبيد لله بن عبد الله ابن ثعلبة الأنصاري، وهو مجهور لا يعرف، وفي اسمه اختلاف.
الثاني: عن النواس بن سمعان مرفوعاً مثله، وقد مضى حديثه (ص56-58).
الثالث: عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً نحوه، وقد مضى حديثها (ص59-60).
وروى عبد الرزاق (20836) بسند صحيح: أن عمر سأل رجلاً من اليهود عن شيء؟ فحدثه، فصدقه عمر، فقال له عمر: قد بلوت صدقك، فأخبرني عن الدجال. قال: وإله اليهود؛ ليقتلنه ابن مريم بفناء (لُدّ).
[109]
37-فيها أحاديث:
الأول: عن عثمان بن أبي العاص، وهو في آخر حديثه المتقدم (ص94-95).
الثاني: عن جابر، وهو أيضاً في آخر حديثه السابق (71-73).
الثالث: عن حذيفة بن أسيد، وتقدم أيضاً (105-106).
الرابع: عن ابن عمر، وقد مضى (ص88).
لكن له طريق أخرى أصح من تلك بلفظ:
((تقاتلكم اليهود، فتسلطون عليهم، حتى يقول الحجر : يا مسلم! هذا يهودي ورائي فاقتله)).
أخرجه عبد الرزاق (20837)، وعنه أحمد (2/149)، والترمذي (2237) وقال:
((حديث حسن صحيح)).
ثم أخرجه أحمد (2/122 و131)، والبخاري (6/78 و478)، ومسلم (8/188) من غير طريق عبد الرزاق به، وأخرجه الداني (65/1).
الخامس: عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من رواء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم !
[110]
يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله. إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود)).
أخرجه الشيخان، وأحمد (2/398 و 417 و530)، والخطيب (7/207)، والداني (64/2- 65/1).
38- اتفقت جميع الأحاديث على أن أيام الدجال التي يسيح فيها في الأرض إنما هي أربعون.
ولكنها اختلفت في هذه الأيام؛ هل هي أربعون سنة كما في هذه الرواية؛ أم أربعون يوماً وليلة كما في روايات أخرى؟
والصحيح الذي يجب القطع به هو الثاني؛ لأنها أصح وأكثر؛ كما سيأتي بيانه.
وأما هذه الرواية؛ فهي مع ضعف إسنادها كما تقدم بيانه في أول هذا البحث- فإني لم أجد لها شاهداً معتبراً يمكن الاعتضاد به؛ اللهم! إلا حديث شهر بن حوشب المتقدم (ص77) عن أسماء بنت يزيد في روايته له عنها بلفظ :
((يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة؛ السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كاضطرام السعفة في النار)).
ولكنه حديث منكر لضعف شهر وتفرده به؛ فلا يصلح شاهداً.
ولا يقويه ما رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً:
((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة أو الخوصة)).
[111]
أخرجه أحمد (2/537-538)، وأبو يعلى (302/1)، وابن حبان (1888).
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، وكذا قال ابن كثير (1/213).
وله شاهد من حديث أنس بن مالك مرفوعاً به. أخرجه الترمذي (2333) واستغربه. وآخر من مرسل سعيد بن المسيب أخرجه الداني (14/1).
قلت: فهذا لا يقوي حديث شهر؛ لأنه لم يذكر فيه الدجال كما هو ظاهر، فهو مطلق، ولا يجوز تقييده – أعني : حديث شهر لضعفه- لا سيما والحاصل منه بعد تقييده يتعارض مع الروايات الأخرى، وهذا لا يجوز كما لا يخفى على أولي النهى.
وأما الروايات المشار إليها والمصرحة بأن أربعين الدجال إنما هي أيام وليست سنيناً؛ فهي من رواية جمع من الصحابة، وقد تقدمت كلها، فاكتفي بالإشارة إلى رواياتهم:
الأول: النواس بن سمعان، وقد مضى (ص56-58).
الثاني: نفير والد جبير ، وقد مضى(ص59).
الثالث: رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مضى (ص71).
الرابع: جابر بن عبد الله، وقد مضى (ص71-73 و87).
الخامس: أبو هريرة، وقد مضى (ص54).
قلت: لا يخالف هذه الأحاديث الصحيحة حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[112]
(( يخرج الدجال في أمتي، فيلبث فيهم أربعين يوماً، أو أربعين ليلة، أو أربعين شهراً، فيبعث الله عز وجل عيسى ابن مريم- كأنه عروة بن مسعود الثقفي- فيظهر، فيهلكه، ثم يلبث الناس بعده سنين سبعاً ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردة من قِبَلِ الشام، فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته ... )).
أخرجه أحمد (2/166)، ومسلم (8/201)، واستدركه عليه الحاكم (4/543-544 و550-551) فوهم ، وابن حبان (7309)، وابن منده (98/2).
أقول: لا يخالف هذا ما تقدم من الأحاديث لما فيه من التردد، والظاهر أنه من أحد رواته، والمتردد لا علم عنده، وأولئك جزموا بالأربعين يوماً، ومن علم حجة على من لم يعلم ، ومن المحتمل أن التردد من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه، ويكون ذلك من قبل أن يأتيه الوحي بمقدار تلك الأيام، ثم جاءه بذلك، ويؤيده حديث أبي هريرة: ((في أربعين يوماً الله أعلم ما مقدارها))، زاد ابن حبان: ((الله أعلم ما مقدارها (مرتين) )).
39- هذا السياق ضعيف غريب مخالف للأحاديث الصحيحة التي سبقت الإشارة إليها، فإن المحفوظ فيها:
((أربعون يوماً؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم هذه)).
[113]
40-ليس لهذه الفقرة ذكر في تلك الأحاديث الصحيحة، وإنما ثبتت في حديث أبي هريرة المتقدم (ص110) بلفظ:
((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان... وتكون الساعة كاحتراق السعفة))، فليس فيه ذكر الدجال كما سبق.
41- لم أجد لها شاهداً أصلاً.
42- لم أجد لها أصلاً بهذا السياق الذي فيه ذكر الأيام القصار، والمحفوظ ما تقدم في حديث النواس ونفير والد جبير:
((قلنا : يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنة؛ أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا؛ اقدروا له قدره)).
43- هذه الفقرة بحذافيرها جاءت في حديث أبي هريرة المتقم من طرق عديدة (ص96-103).
44- يشهد لها حديث طاوس يرويه قال:
((ينزل عيسى ابن مريم إماماً هادياً، ومقسطاً عادلاً، فإذا نزل كسر الصليب، وقتل الخنزير، ووضع الجزية، وتكون الملة واحدة، ويوضع الأمن في الأرض، حتى أن الأسد ليكون مع البقر تحسبه ثورها، ويكون الذئب مع الغنم تحسبه كلبها، وترفع حمة كل ذات حمة، حتى يضع الرجل يده على رأس الحنش فلا يضره، وحتى تفرّ الجارية الاسد كما يفرّ ولد الكلب الصغير، ويقوّم الفرس العربي بعشرين درهما، ويقوّم الثور بكذا وكذا، وتعود الأرض
[114]
كهيئتها على عهد آدم، ويكون القطف – يعني: العنقاد- يأكل منه النفر ذو العدد، وتكون الرمانة يأكل منها النفر ذو العدد)).
أخرجه عبد الرزاق (20843).
قلت: وإسناده مرسل صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
45- هذه الفقرة تقدم ما يشهد لها في حديث طاوس الذي قبلها، وفي طرق حديث أبي هريرة المشار إليه آنفا، وقد بقي طريق واحد من طرقه فيه ما يشهد لما لم يسبق له شاهد منها – كالجملة الأولى منها وغيرها- فكان لا بد من سوقه ، وهو من روية زيد بن أسلم عن رجل عن أبي هريرة قال:
((لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم إماماً مقسطاً، و[تسلب]( ) قريش الإمارة، ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب، وتوضع الجزية ، وتكون السجدة واحدة لرب العالمين ، وتضع الحرب أوزارها، وتملأ الأرض من الإسلام كما تملأ الآبار من الماء، وتكون الأرض كفاثور( ) الورق (يعني: المائدة)، وترفع الشحناء والعداوة، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، ويكون الأسد في الإبل كأنه فحلها)).
أخرجه عبد الرزاق (20844) عن معمر عنه.
[115]
قلت: وإسناده كلهم ثقات؛ غير الرجل الذي لم يسم،وهو من كبار التابعين إن لم يكن صحابياً، فإن زيداً هذا تابعي روى عن جماعة من الصحابة؛ منهم أبو هريرة نفسه وابن عمر وغيرهما.
وهو إن كان موقوفاً فهو في حكم المرفوع؛ لأنه من المغيبات التي لا تقال بمجرد الرأي؛ لا سيما وأكثره قد جاء مرفوعاً كما تقدم .
وجملة الرمانة من هذه الفقرة لها شاهد في حديث النواس المتقدم تخريجه (ص56-58)؛ وإن لم يسق بتمامه الذي فيه الشاهد.
46 و47- لم أجد لهما شاهداً أصلاً.
48- يشهد لها حديث أسماء بنت يزيد الأنصارية السابق (ص57-76).
49- يشهد لها اربعة أحاديث:
الأول: حديث اسماء المشار إليه آنفاً.
الثاني: حديث عائشة المتقدم (ص93-94).
الثالث: حديث ابن عمر:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن طعام المؤمنين في زمن الدجال؟ قال: ((طعام الملائكة)). قالوا: وما طعام الملائكة؟ قال: ((طعامهم منطقهم بالتسبيح والتقديس، فمن كان منطقه يومئذ التسبيح والتقديس أذهب الله عنه الجوع، فلم يخش جوعاً)).
[116]
أخرجه الحاكم (4/511) وقال:
((صحيح الإسناد على شرط مسلم )) ! ورده الذهبي بقوله :
((قلت: كلا؛ فسعيد متهم تالف)).
قلت: يعني سعيد بن سنان الحمصي.
الرابع : عن أسماء بنت عميس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها لبعض حاجته، ثم خرج، فشكت إليه الحاجة، فقال:
((كيف بكم إذا ابتليتم بعبد قد سخرت له أنهار الأرض وثمارها؛ فمن اتبعه أطعمه وأكفره، ومن عصاه حرمه ومنعه؟ )). قلت: يا رسول الله! إن الجارية لتجلس عند التنور ساعة لخبزها، فأكاد أفتنن في صلاتي؛ فكيف بنا إذا كان ذلك ؟ قال:
((إن الله يعصم المؤمنين يومئذ بما عصم به الملائكة من التسبيح، إن بين عينيه : كافر؛ يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب)).
قال الهيثمي (7/346):
((رواه الطبراني، وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله رجال (الصحيح) )).
وبالجملة؛ فحديث أبي أمامة هذا وإن كان في إسناده ضعف؛ فقد تبين من هذا التخريج والتحقييق – الذي يندر مثاله- أنه حديث صحيح في غالب فقراته؛ بالشواهد التي سبق ذكرها لكل فقرة.
[107]
ولذلك ؛ فقد توجهت نيتي إلى أن أجمع ، مجموع ما ثبت في هذه الأحاديث رسالة في قصة المسيح الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وقتله إياه؛ على سياق حديث أبي أمامة هذا؛ مجتنباً منه ما لم أجد له شاهداً، وواضعاً كل فقرة من الأحاديث الأخرى في المكان المناسب منه.
[129]
1- يا أيها الناس! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم- [ولا تكون حتى تقوم الساعة]- أعظم من فتنة الدجال، [ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها] ، [وإنه لا يضر مسلماً].
2- وإن الله عز وجل لم يبعث نبياً إلا حذّر أمته [الأعور] الدجال، [إني لأنذركموه].
3- وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم.
4- وهو خارج فيكم لا محالة. [إنه لحق، وأما إنه قريب، فكل ما هو آت قريب]. [إنما يخرج لغضبة يغضبها]، و[لا يخرج حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة].
[130]
5- فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم؛ فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي؛ فكل امرئٍ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم. (وفي حديث أم سلمة: وإن يخرج بعد أن أموت يكفيكموه الله بالصالحين).
6- وإنه يخرج [من [أرض] قبل المشرق] [يقال لها: (خراسان)] [في يهودية أصبهان]، [كأن وجوههم المجان المطرقة]، من خلّة بين الشام والعراق، فعاث يميناً [وعاث] وشمالاً، يا عباد الله! فاثبتوا.[ثلاثاً].
[131]
7- فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي.(وفي حديث عبادة إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا).
8- إنه يبدأ فيقول: أنا نبي، ولا نبي بعدي.
9- ثم يثني فيقول: أنا ربكم. ولا ترون ربكم حتى تموتوا.
10- وإنه أعور،[ممسوح] [العين اليسرى]، [عليها ظفرة غليظة]، [خضراء كأنها كوكب دري]، [عينه اليمنى كأنها عنبة طافية]، [ليست بناتئة، ولا حجراء]، [جفال الشعر]، [ألا
[132]
ما خفي عليكم من شأنه؛ فلا يخفين عليكم] إن ربكم ليس بأعور، [ألا ما خفي عليكم من شأنه؛ فلا يخفين عليكم أن ربكم ليس بأعور]، [ثلاثاً]، [وأشار بيده إلى عينيه]، [وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا].
11- [إنه يمشي في الأرض، وإن الأرض والسماء لله].
12- [إنه شاب قطط؛ كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن]، [قصير، أفحج، دعج]، [هجان].
13-[وإنه آدم، جعد]، [جفال الشعر].
[133]
14- وإنه مكتوب بين عينيه: كافر؛ يقرؤه [من كره عمله، أو يقرؤه] كل مؤمن كاتب أو غير كاتب.
15- وإن من فتنته؛ أن معه جنة وناراً،[ونهراً وماء]، [وجبل خبز]، [وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار]، فناره جنة، وجنته نار.
-[وسأله المغيرة بن شعبة عنه؟ فقال: قلت: إنهم يقولون: معه جبال من خبز ولحم ونهر من ماء؟ قال: هو أهون على الله من ذلك].
(وفي حديث آخر: [معه نهران يجريان، أحدهما- رأي العين- ماء أبيض، والآخر- رأي العين- نار تأجج]، [فمن أدرك ذلك منكم، فأراد الماء؛ فليشرب من الذي يراه أنه نار]، [وليغمض [عينيه]، ثم ليطأطئ
[134]
[رأسه]؛ فإنه يجده ماءً [بارداً عذباً] [طيباً]، [فلا تهللوا]. وفي أخرى: فمن دخل نهره حطّ أجره، ووجب وزره، ومن دخل ناره وجب أجره، وحطّ وزره).
16- فمن ابتلي بناره؛ فليستغث بالله، وليقرأ [عليه] فواتح سورة (الكهف)، [فإنها جواركم من فتنته].
17- وإن من فتنته؛ أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك؛ أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بني! اتّبعه؛ فإنه ربك!.
18- وإن من فتنته؛ أن يسلط على نفسٍ واحدة فيقتلها، وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين.
19- وإن من فتنته؛ أن يمر بالحي[فيدعوهم]، فيكذبونه،[فينصرف
[135]
عنهم]، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت.
20- وإن من فتنته؛ أن يمر بالحي [فيدعوهم]، فيصدّقونه، [ويستجيبون له]، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه، وأمدّه خواصر، وأدرّه ضروعاً.
21- ويمر بالخريبة فيقول لها أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل.
22- [يخرج في[زمان اختلاف من الناس، وفرقة] (و) بغض من الناس، وخفة من الدين، وسوء ذات بين، فيرد كل منهل، فتطوى له الأرض طي فروة الكبش].
23- [ولا يخرج حتى تنزل الروم بالأعماق، أو بدابق، [يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام]، فيخرج إليهم جيش من المدينة من
[136]
مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ. فَإِذَا تَصَافّوا قَالَتِ الرّومُ: خَلّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الّذِينَ سُبُوْا مِنّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لاَ. وَاللّهِ؛ لاَ نُخَلّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ،[وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطةً للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام]، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهمـ -[هم] أفضل الشهداء عند الله- ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً، [فيجعل الله الدبرة عليهم (أي الروم)، فيقتتلون مقتلة؛ إما قال: لا يرى مثلها؛ وإما قال: لم ير مثلها، حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم؛ فما يخلفهم حتى يخرّ ميتاً؛ فيتعادّ بنو الأب؛ كانوا مائة؛ فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم؟]، فيبلغون قسطنطينية فيفتحونها (وفي رواية: سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟، قالوا: نعم يا رسول الله!
قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيسقط أحد جوانبها الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيسقط جانبها الآخر
[137]
ثم يقولوا الثالث: لا إله إلا الله ، والله أكبر. فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا)، فبينما هم يقتسمون الغنائم- قد علقوا سيوفهم بالزيتون؛ إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح [الدجال] قد خلفكم في أهليكم.[فيرفضون ما بأيديهم ويخرجون، وذلك باطل، [ فيبعثون عشرة فوارس طليعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ]، فإذا جاؤوا الشام، خرج].
24-وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه؛ إلا [أربع مساجد: مسجد] مكة، و[مسجد] المدينة، [والطور، ومسجد الأقصى].
25- وإن أيامه أربعون يوماً؛ يوماً كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم.
قالوا: فذلك اليوم الذي كسنة؛ أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا؛ اقدروا له قدره.
قالوا: وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح].
[138]
26- وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كلها، فلا تنبت خضراء، فلا تبق ذات ظلف إلا هلكت؛ إلا ما شاء الله.
قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام.
27- لا يأتي مكة والمدينة من نقب من نقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة.
28- [وإنه ليس من بلدة إلا يبلغها رُعبُ المسيح[الدجال]؛ إلا المدينة؛[لها يومئذ سبعة أبواب]، على كل نقب من نقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح].
29- حتى ينزل عند السبخة[سبخة الجرف]، [دبر أحد] [فيضرب رواقه].
[139]
30- فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، [وأكثر من يخرج إليه النساء].
31- [فيتوجه قبَلَه رجل من المؤمنين،[ممتليء شباباً]، [هو يومئذٍ خير الناس، أو من خيرهم]، فتلقاه المسالح- مسالح الدجال- فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج. قال: أوَ ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما بربنا خفاء. فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحداً دونه؟
قال: فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه المؤمن قال: يا أيهاالناس! [أشهد أن] هذا الدجال الذي ذكر (وفي طريق: الذي حدثنا) رسول الله صلى الله عليه وسلم[حديثه]، قال: فيأمر الدجال به فيُشبّح، فيقول: خذوه وشبحّوه. فيوسع ظهره وبطنه ضرباً، قال: فيقول: أوَ ما تؤمن بي؟ قال:فيقول: أنت
[140]
المسيح الكذاب! [فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا]. قال: فيؤمر به، فيؤشر المئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، [فيقتله] (وفي حديث النواس: فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض). قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم. فيستوى قائماً، قال:[ثم يدعوه، فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك]، ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: [والله؛] ما ازددت فيك إلا بصيرة. قال: ثم يقول: يا أيها الناس! إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس. قال: فيأخذه الدجال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاساً، فلا يستطيع إليه سبيلاً، قال: فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما ألقي في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين].
32- [ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام]، [ثم يأتي جبل إيليا،
[141]
فيحاصر عصابة من المسلمين]، [فيلقى المؤمنون شدة شديدة]، ويفر الناس من الدجال في الجبال]، فقالت أم شريك بنت أبي العكر، يا رسول الله! فأين العرب يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليل.
33- وإمامهم رجل صالح، [وقال صلى الله عليه وسلم : المهدي منا آل البيت؛ [من أولاد فاطمة] يصلحه الله في ليلة][يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي]، [أجلى الجبهة، أقنى الأنف]، [يملأ الأرض قسطاً وعدلاً؛
[142]
كما ملئت جوراً وظلماً]، [يملك سبع سنين].
-وقال صلى الله عليه وسلم : ((عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليه السلام)).
-وقال: ((من أدركه منكم، فليقرئه مني السلام)).
34- فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح؛ إذ نزل عليهم [من السماء] عيسى بن مريم الصبح]،[عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه].
35-[ليس بيني وبينه نبي( يعني: عيسى)، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام)).
[143]
-وقال: ((كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم (وفي رواية: وأمّكم) منكم؟)). قال: ابن أبي ذئب: تدري ما ((أمكم منكم))؟ قلت: تخبرني. قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم)].
36- فرجع ذلك الإمام ينكص- يمشي القهقرى - ليتقدم عيسى،[فيقول: تعالَ صلِّ لنا]. فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له:[لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله لهذه الأمة]، تقدم فصلّ. فيصلي بهم إمامهم .
37-[ثم يأتي الدجال جبل (إيلياء)، فيحاصر عصابة من المسلمين]، [فيقول لهم الذين عليهم: ما تنتظرون بهذا الطاغية[إلا] أن تقاتلوه حتلى تلحقوا بالله، أو يفتح لكم، فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا].
38- [فبينما هم يعدون للقتال، ويسوون الصفوف؛ إذ أقيمت الصلاة]،
[144]
[صلاة الصبح]، [فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم]، [فيؤم الناس، فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده، قتل الله المسيح الدجال، وظهر المسلمون]. فإذا انصرف قال: افتحوا الباب. فيفتح، وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى وساج، [فيطلبه عيسى عليه الصلاة والسلام].
39- [فيذهب عيسى بحربته نحو الدجال]، فإذا نظر إليه الدجال؛ ذاب كما يذوب الملح في الماء، [فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده ، فيريه دمه في حربته]، فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله[فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق].
40- فيهزم الله اليهود،[ويسلط عليهم المسلمون]، [ويقتلونهم]، فلا
[145]
فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء؛ لا حجر، ولا شجر، ولا حائط، ولا دابة- إلا الغرقدة؛ فإنها من شجرهم لا تنطق- إلا قال يا عبد الله المسلم! هذا يهودي [ورائي] فتعال فاقتله.
41-[ثم يلبث الناس بعده سنين سبعاً ليس بين اثنين عداوة].
42- فيكون عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام في أمتي [مصدقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم ، على ملته] حكماً عدلاً، وإماماً [مهديّاً] مقسطاً، [فيقاتل الناس على الإسلام، فـ]ـيدق الصليب، ويذبح الخنزير، [وتجمع له
[146]
الصلاة]، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، [والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد]، [حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها]، [وتكون الدعوة واحدة لرب العالمين]. –[والذي نفسي بيده؛ ليُهلّن ابن مريم بفج (الروحاء) حاجا أو معتمراً، أو ليثنينهما].
43-ثم يأتي عيسى ابن مريم قومٌ قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة.
فبينما هو كذلك؛ إذا أوحي الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرّز عبادي إلى الطور.
ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمرّ أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمرّ آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرةً ماءً. [ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر- وهو جبل الخمر- وهو جبل بيت المقدس- فيقولون: لقد قلنا من في الأرض، هلم فلنقتل من في السماء. فيرمون
[147]
بنشابهم إلى السماء، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دماً].
ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه؛ حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغبُ نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النّغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة.
ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابهم إلى الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم.
فيرغب نبيّ الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل طيراً كأعناق البُخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله.
ثم يرسل الله مطراً لا يكنُّ منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة.
ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردّي بركتك.
فيومئذ تأكل العصابة من الرّمانة، ويستظلون بقحفها، ويُبارك في الرّسل؛ حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لكتفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس]،ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ،وتكون الفرس بالدريهمات.
- [وقال صلى الله عليه وسلم : ((طوبى لعيش بعد المسيح، طوبى لعيش بعد المسيح ، يؤذن
[148]
للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات، فلو بذرت حبك على الصفا لنبت، ولا تشاح، ولا تحاسد، ولا تباغض))].
44- وتنزع حمة كل ذات حمة، [وتقع الأمنة على الأرض؛ حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم]، حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره. وتفرُّ الوليدة الأسد فلا يضرّها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، [ثم يقال : تكون الأرض كفاثور الفضة تنبت، نباتها بعهد آدم].
45-[فيمكث عيسى عليه الصلاة والسلام في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون].
46- فبينما هم كذلك بعث الله ريحاً [باردة من قبل الشام] ، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، (وفي حديث ابن عمرو: لا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا
[149]
قبضته، حتى لو أن أحدهم كان في كبد جبل لدخلت عليه)، ويبقى شرار الناس [في خفة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً، ولا ينكرون منكراً، قال: فيتمثل لهم الشيطان فيقول:ألا تستجيبون؟ فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دارّة أرزاقهم حسن عيشهم]، يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة].
47-[ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً، ورفع ليتاً، أول من يسمع رجلٌ يلوط حوض إبله، فيصعق، ويصعق الناس.
ثم يرسل الله – و قال: ينزل الله- مطراً كأنه الطل أو الظّل- شك من الراوي- فتنبت منه أجساد الناس، ﴿ثم نفخ فيه أخرى فإذا قيام هم ينظرون﴾ [الزمر: 68]، ثم يقال: يا أيها الناس! هلم إلى ربكم، ﴿وقفوهم إنهم مسؤولون﴾ [الصافات:24]. ثم يقال: أخرجوا بعث النار فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. فذاك يوم ﴿يجعل الولادان شيباً﴾ [المزمل: 17]، وذلك ﴿يوم يكشف عن ساق﴾
[القلم: 42)]