السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة الى الأخت والزميلة شهرزاد 32
- وبــعد -
الموضوع الذي كتبته واضح وأهدافه بينة وجلية ،ومن باب زيادة التوضيح، فلابأس
إنك تعلمين زميلتي ،بأنه لكل حصة تعلمية - درس - قدرات نسعى الى تمكين المتعلم منها وكفاءات نرجوا أن يتمتع بها وأهداف نسعى الى تحقيقها لدى تلاميذنا ،لأن الأستاذ الناجح والذي يليق به اسم المربي أو المكون هو الذي يسطر أهدافاً قبل الإنطلاق في أي عملية تعلمية ليتأكد عند نهاية مرمى الأهداف أي بعد حصة تعلمية - نشاط - أو وحدة أو مجال بأنها قد تحققت فعلاً لدى متعلميه في شكل سلوكات قابلة للملاحظة والقياس ،وذلك من خلال تلك المهارت الجديدة التي إكتسبها والكفاءات التي أصبح التلميذ يتمتع بها ،وكل هذا كيف يتأتى للمعلم أو الأستاذ ،أي كيف يتعرف ويصل الى ذهنه بأن ما كان يصبو إليه فعلاً قد تحقق عند تلاميذه ؟
زميلـتـــي : يكون ذلك من خلال مجموع التمارين المعدة في الكتاب المدرسي للمتعلمين وفي كل مستوى وفي شتى التخصصات .
ربما تتسألين ،كيف ؟
تمارين الكتاب المدرسي أعدت ليجيب عليها التلميذ عند نهاية كل نشاط أو مجال أو ما الى ذلك ،سواء بطلب من الأستاذ أو غير ذلك ،فالتلميذ لما يجيب على هذه التمارين من خلال الواجبات المنزلية والوظائف المقدمة له، يكون بذلك قد بلغ مستوى من توظيف في المعارف وبلوغ درجة من التحكم في كفاءة معينة وهكذا
وهذا مايثبت للأستاذ مدى تحقق أهدافه عند متعلميه أم لا
فإن لم يجيب التلاميذ على تمارينه بشكل صحيح ،هنايكتشف الأستاذ مقدار الهوة والبعد بين الأهداف المسطرة والمستوى الحقيقي للمتعلمين ،الشئ الذي يجعله إما يعيد شرح الدروس أو يدعم بتطبيقات لإستدراك النقائص المسجلة ،أو ما يراه مفيداً، المهم التلميذ يتعلم بالشكل الصحيح والسليم ما هو مطلوب منه .
أما عندما يبادرالبعض من المعلمين والأساتذة الى حل تمارين الكتب المدرسية لشتى الأطوار ولمختلف الفروع والشعب ،ونشرها على الأنترنت،يكونون بذلك قد أعدموا الفرصة أمام التلاميذ لاكتشاف نقائصهم ،ومعرفة مستويات تحصيلهم العلمي ،وصعبوا من مهام زملائهم الأساتذة المسطرين لأهداف بأن يكتشفوا مدى تحققها وتمكن التلاميذ منها أم لا .
* من أسباب تدني مستويات التعليم في الجزائر أقول في الجزائر،هو عدم إعتماد تلاميذنا على أنفسهم في إنجاز واجباتهم وفروضهم ،وذلك منذ الصغر ،ومن شب على شئ شاب عليه ،حيث كل شئ يجدونه محضراً ومعلباً سهل للبلع أي الكتابة وصعباً للهضم أي الفهم ، حينها بعد جيل أي 25 سنة تكون بذلك الجزائر قد حملت وتعذبت وسهرت وصرفت ،وفي الأخير تنجب سلالة من الرداءة والكسالى والحيارى .
أترضين سيدتي بعد سنين من عطائك وتعبك ،أن تكونين قد ساهمت
في تكوين جيل لا يليق بزمانه ،لا يفقه اللغة العربية ولا الأجنبية ولا يعبر رسالة ولا يكتب طلباً ولا يفقه مسألة ،ولا يعين إخوانه الصغار على التعلم ،بل يكون أول من يفسدهم ويدلهم الى طريق الانحراف بتوجيههم الى الطريق القصير والخطير ألا وهو الأنترنت ،كي يبقوا عالة حقيقية على الجادين والمجتهدين ،بل قنابل بشرية فعلاً إن هم سكتوا فهم قنابل موقوتة ،ارتقبوا انفجارها لا محالة ستنفجر ،وإن إنفجروا فذلك هو البلاء الأعظم، الذي نتحمل وزره يوم تسأل كل مرضعة عما أرضعت .
لذا لا تقدموا الحل والعلم جاهزاً للتلاميذ ،بل دربوهم على أن يكونوا هم من يجدوا الحلول ويصلوا الى العلم الرفيع بجهدهم حتى يترسخ في أذهانهم ،وتتحقق نحن غاياتنا
****تمارين الكتب المدرسية لا يجيب عليها الا التلاميذ لأنها، أعدت لهم خصيصا
أظن زميلتي قد أجبتك وإخواني على ما كان مبهما مني
***** أي استفسار نحن في الخدمة .
******* نـرجوا منكــم تـــبــليغ هـــذه الرسالة والعـــمل بهـــا تــــؤجــــرون بـــإذن الله تعالى