بارك الله فيك أخي الحبيب على الموضوع
فعلا التوحيد من أهم المهمات من أجل خلقت الخليقة يقول الله تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
ومعنى يعبدون أي يوحدون وهو أقسام ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
فتوحيد الربويية: وهو إفراد الله عز وجل بخلق والملك والتدبير وهذا لم ينكره أحد من الخليقة أبدا إلا ما حصل من فرعون فقد أنكر ربوبية الله على سبيل المكابرة فقال :" أنا ربكم الأعلى " وقال": ما علمت لكم من إله غيري" وهذا منه مكابرة .
و القرآن قد أخبر أن المشركين كانوا محققين لهذا النوع من التوحيد يقول الله تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} ويقول جل شأنه : { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون} فهم كانوا مقرين بهذا النوع من التوحيد وإنما خالفوا في توحيد العبادة فأشركوا في عبادتهم لله عز وجل.
ثانيا: وتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة باعتبارين فنقول توحيد الألوهية باعتبار أضافته لله ونقول توحيد العبادة باعتبار إضافته للعبد هذا النوع من التوحيد وهو إفراد الله عز جل بالعبادة هو الذي وقعت فيه المخالفة وهو الذي من أجله أنزلت الكتب وأرسلت الرسل وأبيح دماء المخالفين له من المشركين بل أجمعت رسالات الرسل على الدعوة إليه يقول الله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. ويقول تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }.
ومدار الأمر على تحقيق هذا النوع من التوحيد بل هو الواجب على العبيد نحو خالقهم ومولاهم .
ثالثا: توحيد الأسماء والصفات : وهو إفراد الله عز وجل بما يختص به من الأسماء الحسنى والصفات العلى التي أثبتها لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله عليه الصلاة السلام من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكيف ولا تمثيل .
ومن هنا يمكن أن نقول أن التوحيد هو إفراد الله عز وجل بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات .
وقد جمع هذه الأنواع الثلاثة قوله تعالى :{ رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا}.