اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله و كفى و صلى الله و سلم على المصطفى و لمن لاثاره اقتفى و بعد:
إن موضوعك هذا متفرع ذو شعب كثيرة و إنّي مجمل الكلام في بعض الأمور التالية:
أحدها: وجب علينا و نحن مسلمون و لله الحمد و المنّة أن ننزل الناس منازلهم و نعرف قدرهم فنحمد ما يحمد فيهم و نذم ما يذم فيهم فما لهم فهو لهم و ما عليهم فهو عليهم. و إن الله قد ابتلى هذه الأمة من الخليج إلى المحيط و في بقاء كثيرة من آسيا بولاة أمور خذلوا هذه لأمة جميعهم و تخلفوا عن نصرتها و إنهم على نصرتها لقادرون و لكنهم آثروا الدنيا على الآخرة و أخلدوا إلى الأرض و تبعوا هواهم فكانوا جميعهم في ذلك على قلب رجل واحد و لكن هم متوافتون في شرهم و مكرهم بالأمة و إن اشتركوا جميعا في خذلانها.
ثانيا: مما وجب عدم انكاره و التنكر له أن ولاة الأمر في الخليج أفضل من ولاة الأمر في المغرب العربي و الشرق الأوسط جهة عدم محاربة الدين عند العامة من الناس فهم جميعهم قد اشتركوا في خذلان الأمة كما قلت من قبل و لكن زاد ولاة امور المغرب العربي عن ولاة أمور الخليج بمحاربة الدين و محاربة الالتزام جهارا عند العامة و نضرب على ذلك بمثال بسيط بساطة عقولنا فإن قانون الجيش الجزائري يمنع و يحرم اللحية و ما راينا ذلك في بلاد الحرمين..
ثالثا: وجب عدم الخلط بين الخوارج و الكفار الأصليين فقد كذب من زعم أن الخوارج تخطيط من محض صرف من الكفار الاصليين فاين أمريكا و كل كافر اصلي زمن الصحابة رضي الله عنهم بل زمن النبي عليه الصلاة و السلام و قد خرج عليه من خرج ثم خرجوا بعد وفاته على الصحابة رضي الله عنهم فسفكوا الدماء و نحن لا ننكر أن لأمريكا و كل كافر اصلي المصالح الجمة بأفعال الخوارج و قد تكون لها يد عند بعضهم و لكن أن نربط الخوارج بهم ربط العقد بالحبل فذلك الخلط اللعين البيّن..فالخوارج لهم عقيدة و لن تسلم من شرهم الأمة و هم باقون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجّال...
رابعا: لقد عاش المنافقون و ظهروا و الوحي يتنزّل ليلا و نهارا و نفثوا سمهم زمن النبوة فما بعده و إن كان لهم من الشر ما قد علم زمن الصدر الأول فإن شرهم أكثر و أعظم كلما ابتعدنا عن زمن النبوّة و إن المنافقين - أعاذنا الله من النفاق ظاهرا و باطنا - كثيرون، و لقد روي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم و قد قالوا زمنهم لو قبض الله ارواح المنافقين لستوحش المؤمنون في الطرقات. فماذا نقول نحن عن زماننا. و شرهم لن يسلم منه بقعة يذكر فيها اسم الله بدءا من مكة و المدينة فكل شبر من ديار المسلمين.
خامسا: ما حدث لتلك الطفلة و هذه اولى كلمات أكتبها عن تلك الحادثة قد كان ما هو اكثر منها بكثير زمن الحجاج بن يوسف الثقفي و غيره فقد اريقت دماء من حول الكعبة و انتهكت حرمة الحرم و رمي بيت الله بالمجانيق مرتين زمن يزيد بن معاوية و زمن عبد الملك بن مروان و رماه الحجاج بالحجارة حتى تصدّع و حرقوه بالنار فاين ما حدث لتلك الطفلة مما حدث من قبل.
و إن الله يجرى ما يجريه في الحرمين بلاء و فتنة للناس و نحن مطالبون برد مثل هذه الحوادث التي قد تفرق بين الشعوب مطالبون بردها لولاة أمورنا من العلماء و لن يخلوا أرض الله من عالم ينطق بالحق و لو كان واحدا وحيدا و أما ان نتبع الجرائد و نعكف أمام التلفاز اللعين فنغذي قلوبنا من كذبهم و الله إنهم هم الفاتانون ثم نرقم المواضيع هنا و هناك لتكون فتنة للناس فذلك و هو هو الشر المستطير
الا فتقوا الله عباد الله و إن سفك دم واحد من غير حق ثم يرمى ذلك الدم عند غير أهله قد يسفكون دماء الشعوب و الأمم
مما هو بين للعميان ان الجرائد اصحاب فتنة انهم لم يتفقوا حتى في سرد الواقعة فمنهم من قال رمت او رميت من شرفة و منهم من قال بل وجدت في المصعد و هكذا و الله ان ما هم عليه من تخبط حتى في نقل الحقائق يبين انهم ليس من الحق في شيء و انهم فاسقون و نحن قد امرنا ان جاءنا فاسق بنبإ ان نتبين و إلا اصبنا قوم بجهالة و نحن ظالمون معتدون
ثم بعد:
و لا اظنك يا كبير القوم محمد عبد الوهاب قد يخفى عليك ان ما سطرته من كلمات ليست بالمجابهة لما رقمته انت من عبارات و إنما هو كلام عام موجه للجميع اخترت موضوعك لذكره
و السلام عليكم
|
السلام عليكم
جزاك الله خير الاخ الفاضل صالح و بارك الله فيك وزادك علماً و فقها في الدين و فكّ عقدة من لسانك .
هو ذاك ما أولت اخي صالح في تعقيبك على موضوع أخوك محمد و هو ذاك الذي كنت أسير على نقاطه لكي يفهم القوم ، فما تعرضت له الكعبة الشريفة و بلاد الحرمين في ما مضى لو حدث الساعة لزهقت أرواح الملايين ليس سفكا و قتلا و إنما دهشة حتى يعودون أدراجهم و ما كانوا عليه من نعمة الإسلام الا القليل منهم و من رحم ربي و هداه إلى اليقين و يعرف و يعلم علم اليقين ما خطه الأولين و ما ذكر في سنة الحبيب صلى الله عليه و سلم .
إنما أردت أن أقول أن ما حدث فعلا قد حدث و لا نقيس هذا على الدين ، فإن الدين و الإسلام أتى للعالمين و ما للعالمين حتى و إن لم تكن الشوائب فإنه ستصنع ولو بعد حين ، سيصنعها المقربين ولولا المقربين قلت لا مكان للبعيد و الغريب فيها ، فهذا يفهمه حتى المجنون ، فكيف لعاقل لا يعرف هذا ، حتى و إن خانه التفكير فليقس هذا على بقعته و مسقط رأسه ، فإنه حين ذلك سيعلم ما جهله الخائضين .
لسنا زارعين للفتنة ولو كنت اعلم أن المآل سيكون على هذه الشاكلة ما خطت يداي حرفا مما قلت ، حتى إنني امتنعت عن قراءة الصحف ، لأنها و الله تدغدغ العقل فيسير على نهجها و يتبع خطاها فينقل ما تكتب و هو على غير بينة مما يكتب و ينقل ، و كانت هذه النتانة من الصحف كالجدار العازل بين الفهم و الجهل فراح ضحيتها بعض مرضى القلوب نسأل الله أن لا نكون منهم .
لكن ما كتبت أعلاه ،هو خلاصة عامة للقارئ ان يعرف بان الذي حدث ، و مهما حدث فإنه قد حدث أو لم يحدث لا يغير في العقيدة شيء و لا يغير في إتباعنا لنهج الحبيب صلى الله عليه و سلم شيء و لا يغير المكان الذي تشد إليه الرحال شيء و لن يتغير شيء إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، فقط شيء واحد يتغير و هو المفهوم في عقل الفاهم ، و طريقة فهمه للشيء الثابت الذي لا يتغير و هذا هو الفرق بين العاقل و المجنون و العالم و الجاهل و الفاهم و الغير فاهم و المتعلم و الغير متعلم و الذكر والأنثى و كل ضدّ علمه الله لأدم .
و الله المستعان
دون ذلك سعيد جدا أخي صالح بمرورك على هذه الصفحة و تعقيبك على ما كتب أخوك جزاك الله خير
السلام عليكم ورحمة الله