أولا
إنّه لمن دواعي سروري أن تبتدئ تعقيبك بالدعاء لنا بالخير في الجزاء والبركة في الولد وهذا ما نرجوه ،وكم هو جميل أن يشابه عملنا عمل علمائنا الأجلاء وطلبتهم فكان إن استدرك طالب على أستاذه أمرا دعا له المعلم بالخير والبركة فيزيد الطالب ذلك احتراما لمعلمه ويزداد المعلم تواضعا للحق لا للطالب فشكرا لك أيها الأستاذ الكريم ولك بمثل ما دعوت لنا
ثانيا
أعتذر لك على التأخر في الرد عليكم وذلك لأعيد قراءة ما كتبت وما رددت به عليك لأتدبر ردك وإلا فلسان حالي والكثيرين 'ما نفقه كثيرا مما تقول' وتأخرت في الرد أيضا لضيق الوقت و حتى لا أكتب ردي على عجالة من أمري فأتجنى عليك وأتجنى على لغتنا فأكتب "أيقضها" بدل "أيقظها" ولعلك تفطنت لها
على كل عموم أخي الكريم لم يكن ردي على كلامك اتهاما لك أو سوء فهم لموضوعك إنما كان خوفا من أن تكون عاقبته سيئة فيتدابر المسلمون العرب ويتناطحون ويلبس الواحد منهم لبسة المحارب المهاجم المنتقم المتشفي المتغيظ المستوفز لقتال المتحيز لنفسه الأمارة بالسوء -ولنا في فتنة مصر والجزائر عبرة -ويستغل مرضى النفوس والقلوب هذا التناطح ونستعدي الأعداء علينا من حيث لا نعلم كما فعل أشياعنا من قبل
وقد نجح أعداؤنا في الفصل بين المشرق العربي عن المغربي العربي ونشر الفتنة بينهم وصفق لهم من صفق فها هو المشرقي يرى المغربي متفرنجا متفلتا خلقيا منفصلا عن عروبته وديانته والمغربي يرى المشرقي منافقا متخاذلا
ونجح الأعداء في تغريب المغرب والمشرق -ما عدا الخليج - وطمس الهوية العربية الإسلامية فلم يبق منها في جزء كبير منها إلا اللقب ولم يبق إلا قول نحن عرب ونحن مسلمون وهاهم الآن يسعون إلى تغريب الخليج العربي فأطلقوا عليه الخليج الفارسي وهم يدعون إلى حرية المرأة باسم الإنسانية ويعيبون على المملكة العربية السعودية القصاص والحدود ومنع الاختلاط باسم الإنسانية وللأسف يوجد من السعوديين من يصفق لهم وكذلك من كافة العرب بعضهم عن جهل وبعضهم عن خيانة وبعضهم عن نفاق
أخي الكريم أراكم قد عبتم على أخينا "الكويتي" ذكر حرب الخليج ولكني أراه وفّق في ذلك وإنه لهو الوقت المناسب حتى نعيد قراءة تلك الأيام ونستخلص منها العبر وكنت آنذاك صغيرة السن أرى الناس يركضون ويجوبون الشوارع "" اصدم اصدم يا صدام " وصور صدام في المحلات والسيارات فبالله عليك أين كانت عقول المسلمين؟ و على قول الأخ "مصطفى" في إحدى مداخلاته 'الفكرة تسبق الطائرة ' وهو كذلك لقد كان صدام يقف على المنابر ويذم دول الخليج ويعد الناس بنصرة الأقصى وتحريره ودك اليهود وطردهم من تلك الأرض المباركة وأول ما اشتد ساعده ضرب الكويت الشقيق وراح ضحية ذلك آلاف الكويتين وآلاف العراقيين الأبرياء والمسلمون العرب يقولون "" اصدم اصدم يا صدام " يصدم على من ؟ على الشعب العربي المسلم والشقيق ؟
وكان دأب أصحاب الأقلام دأبك في هذا الموضوع – مع أسفي واحترامي في آن واحد – بدل ما يدعون الناس إلى الائتلاف كانوا يعدون زلات الخليج وهفواتهم ويصدقون ما قيل عنهم في الصحف البريطانية و كان شبابنا وحتى رجالنا ونساؤنا يرون أن الخليج برمته منافق وصدام الأسد الشجاع والقائد الذي سيقود الأمة وطبعا هو أخطأ في هذه النقطة وقد كان ضحية للشيعة فيها وإلا فقد مات رحمه الله على أيدي الجبناء من الشيعة الروافض المتعاملين مع أمريكا
ها هو التاريخ يعيد نفسه ولكن هذه المرة أشد إنه الشجاع الرافضي "نجاد" وبدل البعث إنهم "الصفويون الأنجاس" قد نجح الأعداء في استبدال إيران المجوسية بإيران الجمهورية الإسلامية وهاهو شبابنا يرى في نجاد القائد الفذ والمنقذ والمثالي
وهو طامح لضرب المملكة بضربات وخاصة أن آمالهم في كتبهم مدونة وفي تصريحاتهم بسب الصحابة الكرام وتمنيهم لنبش قبري الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وسيصيح المسلمون " اصدم اصدم يا نجاد " يصدم على من ؟ على الشعب العربي المسلم وعلى قبر أبي بكر وعمر .
أخي الكريم إن أمتنا لفي زمن الوهن العلمي والفكري والأخلاقي فنجد أصحاب الأقلام يضيعون مواهبهم في المناوشات والمهاوشات فلماذا لا يعتنون بتعقيم الأخلاق تعليما وتعلما؟ لماذا لا يربون النشء على مقومات الأمة ( الدين اللغة التاريخ ) ويقتصر فكرهم وشغلهم وإبداعهم على ذلك ظاهرا وباطنا .
خير لهم من أن يجاروا الرويبضة و يحققوا للأعداء مرادهم ويفسحوا المجال للسفلة من رجال الصحافة والسياسة والتعليم للتوغل في مجال الثقافة وحشر أنوفهم فيما لا يفقهون ويفسحوا المجال لتجرئة الكفر على الإسلام ، والرفض – التشيع- على السنة، والفرس على العرب، والرذيلة على الأخلاق، والجهل على العلم ، والهدوء على الغضب ويساعدونهم في الزج بهذا الجيل في خندق العصبية القبلية المنتنة فهناك حتما سنجد أنفسنا في ظلمات بعضها فوق بعض ولا نستطيع أن نخرج منها
وإن كان قصدك بموضوعك أصحاب العقول فإنه لا يغيب عنك أن من سيقرؤه من لهم عقول ومن ليس لهم عقول ثم بعد ذلك العقول مختلفة فمنها الكبير ومنها الصغير ومنها الضيق ومنها الواسع ومنها السني ومنها الشيعي الرافضي فكن حذرا من ذلك
مع احترامي وتقديري لشخصك ولقلمك معا
والسلام عليكم