يقول عالم الإجرام لمبروزو في نظرية لتحليل أسباب الإجرام أن المجرم يولد وهو حامل ( كروموزوم الإجرا م ) وهذا طبعا غير صحيح
الطفل يولد وهو يحمل براءة الدنيا ومع مرور الوقت كلما كبر كبرت معه الأحلام والآلام ويوم ينتصر وآخر يسقط ، فعلم الإجرام مهمته دراسة أسباب الإجرام في المجتمع لكنها لم تصل أبدا لمعرفة أسبابه ، وفي مجتمعنا أسباب الإجرام تكاتف كل من : الأسرة ، المحيط ، المدرسة ، المسجد ، والأعباء الاقتصادية زادت الطين بلة ، ففي كل أسرة نجد مندبة لفشل الزواج فالأب والأم كل يدور في فلك نفسه ولا أحد يكترث بالبراءة ، وفي المحيط يتعلم الممنوعات وليس هناك من يراقبه ، وفي المدرسة المعلم منهمك بالاصلاحات في البرنامج وماذا سيفعل أمام صعوبتها ومتى سيرتفع المرتب وهل هناك إضرابات ، أما في المسجد فالإمام مهتم بتجارة إضافة إلى الإمامة لأن دخل الإمام لا يكفي لسد رمقه وحده دون عائلة ، ووسائل الإعلام تبحث عن كيفية الترفيه فقط ولو كان ذلك يمس إسلامنا باسم التحضر ومع كل ذلك جاءت الفاجعة الكبرى من الانترنيت والتأثر بالأفلام الغربية في الجوسسة ، السرقة ، القتل ، النصب والاحتيال ..... فتحول هوسهم بها إلى حقيقة ومن الأذكى الذي ينفذها دون أن يقبض عليه .
وفي السنوات الأخيرة ارتفعت بشكل ملفت للإنتباه نسبة جنوح الأحداث وأصبحنا نجدهم مجرمين رئيسيين في عمليات نصب وقتل وليسوا نادمين عما فعلوا وبدخولهم المؤسسات العقابية واختلاطهم بمجرمين محترفين يتخرجون من جامعة الإجرام مع مرتبة الشرف وهذا لأن مؤسساتنا العقابية ليس مهمتها الإصلاح والتأهيل ولكن تساهم في الإجرام .
حضرت مرة محاكمة 3 أحداث بتهمة قتل صديقهم حرقا بعد ربطه بحبال إلى درجة التفحم وهم يتفرجون عليه . أريت إلى أين وصل الإجرام .
ليس بيدنا شيء لهم ولكن يمكننا محاولة توعية المجتمع من قاعدته إلى قمته بضرورة الانتباه لتلك البراءة .