منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - (( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ )) ... ذكّرونا بآيات استوقفتكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-17, 01:03   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الله تعالى :
( وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ : إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا ،
فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ ،
قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ،
سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ )


- أما مخاصمة الضعفاء للسادة من الملوك والأمراء وشيوخ العشائر الذين كانوا يتسلطون على العباد ،
ويشدُّ الضعفاء أزرهم ، ويعينوهم على باطلهم بالنفس والمال فقد ذكرها الله تعالى في قوله :

( وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ
مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ )
[ إبراهيم : 21 ] .

.... ( وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا .. ) [ إبراهيم : 21 ] الطغاة المكذبون ، وأتباعهم من الضعفاء المستذلين ..
ومعهم الشيطان .. ثم الذين آمنوا بالرسل وعملوا الصالحات .. برزوا (جميعاً) مكشوفين ..
وهم مكشوفون لله دائماً ، ولكنهم الساعة يعلمون ويحسون أنهم مكشوفون لا يحجبهم حجاب ،
ولا يسترهم ساتر، ولا يقيهم واق .. برزوا وامتلأت الساحة ورفع الستار ، وبدأ الحوار :
( فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ )
والضعفاء هم الضعفاء . هم الذين تنازلوا عن أخص خصائص الإنسان الكريم على الله حين تنازلوا
عن حريتهم الشخصية في التفكير والاعتقاد والاتجاه وجعلوا أنفسهم تبعاً للمستكبرين والطغاة .
ودانوا لغير الله من عبيده واختاروها على الدينونة لله .

والضعف ليس عذراً ، بل هو الجريمة فما يريد الله لأحد أن يكون ضعيفاً ، وهو يدعو الناس كلهم
إلى حماه يعتزون به والعزة لله . وما يريد الله لأحد أن ينزل طائعاً عن نصيبه في الحرية –
التي هي ميزته ومناط تكريمه – أو أن ينزل كارهاً . والقوة المادية – كائنة ما كانت –
لا تملك أن تستبعد إنساناً يريد الحرية ، ويستمسك بكرامته الآدمية . فقصارى ما تملكه تلك
القوة أن تملك الجسد ، تؤذيه وتعذبه وتكبله وتحبسه . أما الضمير. أما الروح . أما العقل .
فلا يملك أحد حبسها ولا استذلالها ، إلا أن يسلمها صاحبها للحبس والإذلال !

من ذا الذي يملك أن يجعل أولئك الضعفاء تبعاً للمستكبرين في العقيدة ، وفي التفكير،
وفي السلوك ؟ من ذا الذي يملك أن يجعل أولئك الضعفاء يدينون لغير الله ، والله
هو خالقهم ورازقهم وكافلهم دون سواه ؟ لا أحد . لا أحد إلا أنفسهم الضعيفة . فهم ضعفاء
لا لأنهم أقل قوة مادية من الطغاة ، ولا لأنهم أقل جاهاً أو مالاً أو منصباً أو مقاماً .. كلا ،
إن هذه كلها أعراض خارجية لا تعد بذاتها ضعفاً يلحق صفة الضعف بالضعفاء. إنما هم ضعفاء
لأن الضعف في أرواحهم وفي قلوبهم وفي نخوتهم وفي اعتزازهم بأخص خصائص الإنسان !

إن المستضعفين كثرة ، والطواغيت قلة . فمن ذا الذي يخضع الكثرة للقلة ؟ وماذا الذي يخضعها ؟
إنما يخضعها ضعف الروح ، وسقوط الهمة ، وقلة النخوة ، والتنازل الداخلي عن الكرامة التي
وهبها الله لبني الإنسان !

إن الطغاة لا يملكون أن يستذلوا الجماهير إلا برغبة هذه الجماهير . فهي دائماً قادرة
على الوقوف لهم لو أرادت . فالإرادة هي التي تنقص هذه القطعان !

إن الذل لا ينشأ إلا عن قابلية للذل في نفوس الأذلاء .. ، وهذه القابلية هي وحدها التي
يعتمد عليها الطغاة !! والأذلاء هنا على مسرح الآخرة في ضعفهم وتبعيتهم للذين استكبروا
يسألونهم : ( إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ ) [إبراهيم : 21] .

وقد اتبعناكم فانتهينا إلى هذا المصير الأليم ؟!

أم لعلهم وقد رأوا العذاب يهمون بتأنيب المستكبرين على قيادتهم لهم هذه القيادة ،
وتعريضهم إياهم للعذاب ؟ إن السياق يحكي قولهم وعليه طابع الذلة على كل حال !

ويرد الذين استكبروا على ذلك السؤال :

( قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ) [إبراهيم : 21] .
وهو رد يبدو فيه البرم والضيق :

( لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ) .

فعلام تلوموننا ونحن وإياكم في طريق واحد إلى مصير واحد ؟ إننا لم نهتد ونضلكم .
ولو هدانا الله لقدناكم إلى الهدى معنا ، كما قدناكم حين ضللنا إلى الضلال !
وهم ينسبون هداهم وضلالهم إلى الله . فيعترفون الساعة بقدرته وكانوا من قبل
ينكرونه وينكرونها ، ويستطيلون على الضعفاء استطالة من لا يحسب حساباً لقدرة
القاهر الجبار . وإنما يتهربون من تبعة الضلال والإضلال برجع الأمر لله ..
والله لا يأمر بالضلال كما قال سبحانه ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء ) [ الأعراف : 28 ] ..
ثم هم يؤنبون الضعفاء من طرف خفي ، فيعلنوا لهم بأن لا جدوى من الجزع كما أنه لا فائدة
من الصبر . فقد حق العذاب ، ولا راد له من صبر أو جزع ، وفات الأوان الذي كان الجزع
فيه من العذاب يجدي فيرد الضالين إلى الهدى ، وكان الصبر فيه على الشدة يجدي
فتدركهم رحمة الله . لقد انتهى كل شيء ، ولم يعد هنالك مفر ولا محيص :

( سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ) [ إبراهيم : 21 ] .

لقد قضي الأمر ، وانتهى الجدل ، وسكت الحوار .. وهنا نرى على المسرح عجباً..
نرى الشيطان .. هاتف الغواية ، وحادي الغواة .. نراه الساعة يلبس مسوح الكهان ،
أو مسوح الشيطان ! ويتشيطن على الضعفاء والمستكبرين سواء ، بكلام
ربما كان أقسى عليهم من العذاب :

( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ
وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم
مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ
إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
[ إبراهيم : 22 ] .

الله ! الله ! أما إن الشيطان حقاً لشيطان ! وإن شخصيته لتبدو هنا على أتمها
كما بدت شخصية الضعفاء وشخصية المستكبرين في هذا الحوار ..

إنه الشيطان الذي وسوس في الصدور ، وأغرى بالعصيان ، وزين الكفر ، وصدهم
عن استماع الدعوة .. ، هو هو الذي يقول لهم وهو يطعنهم طعنة أليمة نافذة ،
حيث لا يملكون أن يردوها عليه – وقد قضي الأمر – هو الذي يقول الآن ،
وبعد فوات الأوان :

( إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ) [ إبراهيم : 22 ] .

ثم يخزهم وخزة أخرى بتعييرهم بالاستجابة له ، وليس له عليهم من سلطان ،
سوى أنهم تخلوا عن شخصياتهم ، ونسوا ما بينهم وبين الشيطان من عداء قديم ،
فاستجابوا لدعوته الباطلة ، وتركوا دعوة الحق من الله :

( وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لي ) [ إبراهيم : 22 ] .

ثم يؤنبهم ، ويدعوهم لتأنيب أنفسهم ، يؤنبهم على أن أطاعوه !

( فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ) [ إبراهيم : 22 ] .

ثم يتخلى عنهم ، وينفض يده منهم ، وهو الذي وعدهم من قبل ومناهم ، ووسوس لهم
أن لا غالب لهم ، فأما الساعة فما هو بملبيهم إذا صرخوا ،
كما أنهم لن ينجدوه إذا صرخ :

( مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ) [ إبراهيم : 22 ] .

وما بيننا من صلة ولا ولاء !

ثم يبرأ من إشراكهم به ، ويكفر بهذا الإشراك :

( إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ) [ إبراهيم : 22 ] .

ثم ينهي خطبته الشيطانية بالقاصمة يصبها على أوليائه :

( إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ إبراهيم : 22 ] .

فيا للشيطان ، ويالهم من وليهم الذي هتف بهم إلى الغواية فأطاعوه ،
ودعاهم الرسل إلى الله فكذبوهم وجحدوهم (1) .

وفي موضع آخر يذكر الله تخاصم الضعفاء والسادة المستكبرين فيقول :
( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا
فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ -
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ )
[ المؤمن : 47-48 ] .

وهذه الآيات الكريمة تأتي بعد الإخبار بما كان من استعلاء فرعون من تذبيحه الأطفال ،
ومحاولته قتل موسى ، ومحاورته ذلك المؤمن الذي واجه فرعون ودحض حجته وباطله ،
وكيف وقف الشعب موقف التابع الذي ينفذ رغبات الطاغية ، فيقوم أفراده بالتذبيح والإيذاء
والمطاردة ، هؤلاء الذين كانوا في الدنيا أعواناً للظلمة المجرمين يعلمون في يوم القيامة
فداحة الجريمة التي وقعوا فيها ، ويقولون للسادة أمثال فرعون :
( إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ ) [المؤمن : 47] ،
ولكن السادة لا يملكون لأنفسهم شيئاً ، ولا يستطيعون نصر أنفسهم فيقولون :
( إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ) [ المؤمن : 48 ] .

وهذا الموقف يدلنا على الجواب الذي يمكننا أن نواجه به المقولة الباطلة التي يرددها
بعض الظلمة حيث يقولون لأتباعهم : اتبعوني ، وأنا أتحمل وزركم إن كان عليكم وزر ،
فإن تحملهم مثل أوزار الذين يضلونهم ، لا يمنع العذاب عن الذين اتبعوهم
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ
مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ - وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
[ العنكبوت : 12-13 ] .

وقال في موضع آخر محدثاً عن مخاصمة الضعفاء للمستكبرين :
( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ
يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ -
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم
بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ - وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ
وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

[سبأ : 31-33 ] .

فالأتباع والضعفاء يتهمون سادتهم وزعمائهم قائلين لهم : أنتم الذين حلتم بيننا
وبين الإيمان ، فلولاكم لكنا من الذين اتبعوا ما أنزل إلينا من ربنا ، ولكن المستكبرين
يرفضون هذه التهمة ، ويقولون لهم : أنتم المجرمون ، كل ما في الأمر أننا دعوناكم
فاستجبتم لنا ، ولم يكن لنا عليكم من سلطان ، فتقول الشعوب المستضعفة الضالة :
بل مكركم بنا في الليل والنهار أضلنا وحرفنا عن جادة الصواب ، فالمؤامرات
والمؤتمرات ، ووسائل الإعلان في مختلف العصور التي تصور الحق باطلاً ،
والباطل حقاً ، وما كان يلقيه الزعماء من شبهات ومزاعم باطلة ، كل ذلك أضلنا
وجعلنا نكفر بالله ، ونشرك به والحق أن الجميع خاطئون ،
وهم غير معذورين في ضلالهم وكفرهم .

ويصف الحق هذا التخاصم بين أهل النار عند دخولهم النار فيقول :
( هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ - جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ -
هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ - وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ -
هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ -
قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ -
قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ -
وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ -
أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ -
إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ )

[ص : 55-64] .

فهؤلاء الذين كان بعضهم يرحب ببعض في الحياة الدنيا ، ويوقِّر بعضهم بعضاً ،
يتحول حالهم في ذلك اليوم فيقول بعضهم لبعض :
( لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ -
قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ )

[ ص : 59-60 ]
ويتمنى كل فريق على الله أن يزيد من كانوا أحبابه في الدنيا من العذاب والآلام ،
إن هذا التخاصم بين أهل النار حق كائن لا شك في ذلك ،
كذلك يقول ربنا تبارك وتعالى .

من كتاب القيامة الكبرى لعمر سليمان الأشقر
ص119-126
طبعة دار السلام ..