معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
تاسعاً: التصريح بأنه تعالى في السماء والمراد بها العلو، قال تعالى:{ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور/أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير} الملك-1716،
والمراد (من في السماء) أي الله -وليس الملائكة كما يدعي المعطلة – لقوله تعالى((أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون))النحل45
قال ابن جرير الطبري _ وهو إمام المفسرين _ في تفسير الآية التي ذكرها (أم أمنتم من في السماء ) وهو الله )
وقال البغوي في تفسيره (8/178) (({ أأمنتم من في السماء } قال ابن عباس: أي: عذاب من في السماء إن عصيتموه. ))
بل قد روى البخاري عن ابن عباس ما يلي: قال: « لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء » [البخاري: خلق أفعال العباد ص40].
معنى كون الله في السماء :
أما معنى(الله في السماء) فهو العلو كما قال ابن الأعرابي : [كل ما علاك فهو سماء ]،
ومما يؤكد أن السماء لفظ اصطلاحي يراد به العلو هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ): الخيمة درّة طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون » (متفق عليه).
يبين ذلك أيضاً قول الإمام النووي رحمه الله: « قوله (طولها في السماء) أي في العلو » [شرح النووي على مسلم ج 17/176].
يقول الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :
وأما قوله تعالى : ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ ) الملك/16 فمعناه مَن على السماء يعني على العرش ، وقد يكون في بمعنى على ، ألا ترى إلى قوله تعالى : ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) التوبة/2 أي : على الأرض . وكذلك قوله : ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) طه/71 " انتهى. " التمهيد " (7/130) .
وقال أبي الحسن الأشعري في كتاب الإبانة((ومنها قول الله عز وجل : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) ثم قال : فالسموات فوقها العرش , فلما كان العرش فوق السموات قال : (أأمنتم من في السماء ) لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات , وكل ما علا فهو سماء . فالعرش أعلى السموات , وليس إذا قال : ( أأمنتم من في السماء) يعني جميع السموات . وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات إلى أن قال : ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات , فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش)) . انتهى
و قال الشيخ ابن عثيمين في " شرح الواسطية " (ص 252 – 253): لكن ها هنا إشكال, وهو أن (في) للظرفية, فإذا كان الله في السماء, و(في) للظرفية, فإن الظرف محيط بالمظروف! أرأيت لو قلت: الماء في الكأس, فالكأس محيط بالماء وأوسع من الماء! فإذا كان الله يقول: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ فهذا ظاهره أن السماء محيطة بالله, وهذا الظاهر باطل, وإذا كان الظاهر باطلا, فإننا نعلم علم اليقين أنه غير مراد لله, لأنه لا يمكن أن يكون ظاهر الكتاب والسنة باطلا. فما الجواب على هذا الإشكال؟ قال العلماء: الجواب أن نسلك أحد طريقين:
1- فإما أن نجعل السماء بمعنى العلو, والسماء بمعنى العلو وارد في اللغة, بل في القرآن, قال تعالى: أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا (الرعد 17) والمراد بالسماء العلو, لأن الماء ينزل من السحاب لا من السماء التي هي السقف المحفوظ, والسحاب في العلو بين السماء والأرض, كما قال تعالى: وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (البقرة 164).فيكون معنى: مَنْ فِي السَّمَاءِ أي: من في العلو. ولا يوجد إشكال بعد هذا, فهو في العلو, ليس يحاذيه شيء, ولا يكون فوقه شيء. 2
- أو نجعل (في) بمعنى (على), ونجعل السماء هي السقف المحفوظ المرفوع, يعني: الأجرام السماوية, وتأتي (في) بمعنى (على) في اللغة العربية, بل في القرآن الكريم, قال فرعون لقومه السحرة الذين آمنوا:وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ (طه 71), أي: على جذوع النخل. فيكون معنى: مَنْ فِي السَّمَاءِ. أي: مَنْ على السماء. ولا إشكال بعد هذا.) انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2 :165): « ومعنى قوله في هذه الأخبار "من في السماء" أي فوق السماء على العرش كما نطق به الكتاب والسنة
».
هذا وقد تواترت الأدلة على أن الله في السماء :
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه "الأربعين في صفات رب العالمين"—ص53/54((وكونه-عز وجل-في السماء متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواتر حرفيا ))فمن ذلك :
1-عن معاوية بن حكم السلمي رضي الله عنه قال :كانت لي جارية ترعى غنما قبل أحد والجوانية .فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها ,وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون ,لكني صككتها صكة .فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي.قلت :يا رسول الله أفلا أعتقها؟ .قال((ائتني بها) فأتيته بها فقال لها((أين الله))؟,قالت في السماء.قال((من أنا)).قالت : أنت رسول الله.قال((أعتقها فإنها مؤمنة))أخرجه مسلم
قال الشيخ الهراس : (هذا الحديث يتألق نصاعة ووضوحا وهو صاعقة على رؤوس أهل التعطيل ,فهذا رجل أخطا في حق جاريته بضربها فأراد أن يكفر عن خطيئته بعتقها,فاستمهله الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يمتحن إيمانها ,فكان السؤال الذي إختاره لهذا الامتحان هو(أين الله)ولما أجابت بأنه في السماء ,رضي جوابها وشهد لها بالإيمان ,ولو أنك قلت لمعطل :أين الله؟لحكم عليك بالكفران)تعليقات الشيخ الهراس على كتاب التوحيد لابن خزيمة.(ص121-122).
ويستفاد من حديث الجارية ما يلي :
أولا: شرعية قول المسلم: أين الله؟
ثانيا: شرعية قول المسؤول "في السماء"،
ثالثا: فيه دليل على أن من لم يعلم أن الله عز وجل على عرشه فوق السماء فليس بمؤمن.
رابعا: وفيه دليل على أن الله عز وجل على عرشه فوق السماء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والجارية التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "أين الله" قالت: في السماء. قال: "أعتقها فإنها مؤمنة" وإنما أخبرت عن الفطرة التي فطرها الله تعالى عليها وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم وشهد لها بالإيمان. فليتأمل العاقل ذلك يجده هاديا له على معرفة ربه، والإقرار به كما ينبغي.
وقال الحافظ ابن عبد البر في (( الاستذكار ))(23/167):
)) وأمّا قوله في هذا الحديث للجارية (( أين الله؟ )) فعلى ذلك جماعة أهل السنّة، وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه وسائر نقلته، كلّهم يقول ما قال الله في كتابه.. . ومخالفونا ينسبونا في ذلك إلى التشبيه، والله المستعان، ومن قال بما نطق به القرآن، فلا عيب عليه عند ذوي الألباب )).
2- جاء صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال((والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها))
قال ابن القيم رحمه الله : وأذكر حديثا في الصحيح وفيه تحذ***ير لذات البعل من الهجران
من سخط رب في السماء على التي***هجرت لا ذنب ولا عدوان.(1)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (( وفي هذا الحديث دليل صريح لما ذهب إليه أهل السنة والجماعة وسلف الأمة من أن الله عز وجل في السماء هو نفسه جل وعلا فوق عرشه ، فوق سبع سموات ، وليس المراد بقوله : (( في السماء )) أي ملكه في السماء ؛ بل هذا تحريف للكلم عن مواضعه .
وتحريف الكلم عن مواضعه من صنيع اليهود والعياذ بالله الذين حرفوا التوراة عن مواضعها وعما أراد الله بها ، فإن ملك الله سبحانه وتعالى في السماء وفي الأرض ، كما قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْض) [آل عمران: 189] ، وقال أيضاً : (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْه ) [المؤمنون: 88]، وقال أيضاً : (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْض ِ) [الشورى: 12] ))(2).
3-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((أَلَا تَأْمَنُونِي , وَأَنَا أَمِين مَنْ فِي السَّمَاء , يَأْتِينِي خَبَر السَّمَاء صَبَاحًا وَمَسَاء " .رواه البخاري
فتأمل هذا البرهان الباهر بهذا اللفظ الوجيز البين (3)الدال على علو الله سبحانه وتعالى.
4-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((الميت تحضره الملائكة ,فإذا كان الرجل صالحا,قالو : اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب.اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان.فلا يزال يقال لها ذلك ,حتى تخرج ,ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها فيقال : من هذا ؟فيقولون : فلان.فيقال :مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب .ادخلي حميدة و أبشري بروح وريحان ورب غير غضبان .فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل))أخرجه أحمد وصححه الألباني.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعليقا على هذا الحديث ((قوله (فيها الله) بمنزلة قوله تعالى(:{ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور/أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير))(الملك16-17) .وبمنزلة ما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجارية معاوية بن الحكم(أين الله) ,قالت : في السماء.
وليس المراد بذلك : أن السماء تحصر الرب وتحتويه ,كما تحتوي الشمس والقمر وغيرهما ,فإن هذا لا يقوله مسلم ,ولا يعتقده عاقل فقد قال سبحانه وتعالى(وسع كرسيه السموات والأرض)البقرة255.والسماوات في الكرسي كحلقة ملقاة في أرض فلاة,والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة,والرب سبحانه فوق سمواته ,على عرشه ,بائن من خلقه,ليس في مخلوقاته شيء من ذاته,ولا في ذاته شيء من مخلوقاته-بل معنى ذلك :أنه فوق السماوات,وعليها,بائن من المخلوقات,كما أخبر في كتابه عن نفسه أنه((خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش)السجدة4. وقال(يعيسى إني متوفيك ورافعك إلي)آل عمران55.وقال تعالى(تعرج الملائكة والروح إليه) المعارج4.وقال(بل رفعه الله إليه)النساء 158.وأمثال ذلك في الكتاب والسنة)(4)
5-عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ( قال الترمذي حديث حسن صحيح.
-----
(1)الكافية الشافية ص154
(2)شرح رياض الصالحين(5/165).
(3)الصواعق ص463
(4)مجموع الفتاوى(4/271-272).
عاشراً: التصريح بالاستواء مقروناً بأداة (على) مختصاً بالعرش الذي هو أعلى المخلوقات {ثم استوى على العرش} ونعلم أن ثم تفيد الترتيب.
وقال سبحانه وتعالى في وصف كتابه العزير((تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى/الرحمان على العرش استوى)طه(4-5).
وقد فسر الطبري رحمه الله الاستواء : بالعلو و الارتفاع(1)
وقال مجاهد رحمه الله((استوى :علا على العرش)(2)
وقال سفيان الثوري : كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن فسأله رجل فقال(الرحمان على العرش استوى)طه5 ,كيف استوى؟قال((الكيف غير معقول ,الاستواء منه غير مجهول , ومن الله الرسالة,وعلى الرسول البلاغ ,وعلينا التصديق)(3)
وقال رجل للإمام مالك :يا أبا عبد الله(الرحمن على العرش استوى),كيف استوى؟قال
:(الكيف غير معقول,الاستواء منه غير مجهول,والإيمان به واجب,والسؤال عنه بدعة,وإني أخاف أن تكون ضالا,وأمر به فأخرج)(4)
قال الإمام الذهبي معقبا : )) هذا ثابت عن مالك، وتقدّم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة : أنَّ كيفية الاستواء لا نعقلها، بل نجهلها، وأنَّ استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنَّه كما يليق به، ولا نتعمّق ولا نتحذلق، ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنَّه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أنَّ الله -جلَّ جلاله- لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علواً كبيراً )) - مختصر العلو ص:141،142
وقال بشر بن عمر رحمه الله(207ه) :سمعت غير واحد من المفسرين يقولون(الرحمات على العرس استوى)طه5,على العرش ارتفع)(5).
وقال يزيد بن هارون رحمه الله(206ه) وقيل له :من الجهمية؟قال : من زعم أن(الرحمان على العرش استوى)على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي)(6)
قال الإمام الذهبي معقبا((يقر) مخفف ,و(العامة) مراده بهم جمهور الأمة وأهل العلم ,والذي وقر في قلوبهم من الآية هو ما دل عليه الخطاب مع يقينهم بأن المستوي ليس كمثله شيء .هذا الذي وقر في فطرتهم السليمة ,وأذهانهم الصحيحة ,ولو كان له معنى وراء ذلك,لتفوهوا به وما أهملوه ,ولو تأول أحد منهم الاستواء,لتوفرت الهمم على نقله ,ولو نقل لاشتهر ,ولو تأول أحد منهم الاستواء,فإن كان في بعض الجهلة الأغبياء من يفهم من الاستواء ما يوجب نقصا أو قياسا للشاهد على الغائب ,وللمخلوق على الخالق,فهذا نادر,فمن نطق بذلك زجر وعلم,وما أظن أن أحد من العامة يقر في نفسه ذلك,والله أعلم)(7).
وقال الإمام ابن خزيمة رحمه الله (311ه) :فنحن نؤمن بخبر الله جلا وعلا أن خالقنا مستو على عرشه,لا نبدل كلام الله ولا نقول قولا غير الذي قيل لنا ,كما قالت المعطلة و الجهمية :إنه استولى على عرشه لا استوى,فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم كفعل اليهود لما أمروا أن يقولوا(حطة) فقالو :حنطة,مخالفين أمر الله جلا وعلا,وكذلك الجهمية))(8).
-------
(1)تنظر جامع البيان(1/191)
(2) أخرجه البخاري(13/414) معلقا ,وصحح إسناده ابن حجر في(تغليق التعليق)(5/3455).
(3 ) أخرجه الذهبي في العلو ص 911 وصححه.
(4) أخرجه الذهبي في العلو ص954 وقال(هذا ثابت عن مالك)
(5) أخرجه الذهبي في العلو (ص1011),وقال الألباني في مختصر العلو(ص160) : وهذا إسناد صحيح مسلسل بالثقات الحفاظ.
(6)أخرجه أبو داود في المسائل ص268
(7) العلو(2/1031).
(8)كتاب التوحيد ص101
حادي عشر: التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى
1- فعن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين) ،حديث صحيح.
2- عن المقداد رضي الله عنه-في حديثه الطويل-قال(فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء ....فقال((اللهم اطعم من أطعمني واسقي من سقاني))روام مسلم
3- عن أنس ين مالك رضي الله عنه قال : أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال : يا رسول الله ,هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا,فرفع يديه))رواه البخاري.
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إن الله تعالى طيبٌ لا يقبل إلا طيباَّ ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : { يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذِّيَ بالحرام ، فأنَّى يُستجاب له ) رواه مسلم .
5- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إن صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش,مخافة أن يأمر قبل أن يمتد إليه طرفه,كأن عينيه كوكبان دريان))(1)
6-عن أم سلمة رضي الله عنها قالت مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ))رواه أبو داود وصححه الألباني.
قال ابن عبد البر رحمه الله (463ه) في التمهيد ((ومن الحجة أيضا في انه عز وجل فوق السموات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى ، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى اكثر من حكايته
لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم".
وقال ابن أبي شيبة رحمه الله(297ه)(وأجمع الخلق جميعا أنهم إذا دعو الله جميعا رفعوا أيديهم إلى السماء فلو كان الله عز وجل في الأرض السفلى ما كانوا يرفعون أيديهم إلى السماء وهو معهم في الأرض)(2)
وقال أبي الحسن الأشعري رحمه الله ( ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله عز وجل مستوٍ على العرش الذي هو فوق السماوات؛ فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو السماء كما لا يحطونها إذا دعوا نحو الأرض)(3)
وقال ابن قدامة رحمه الله(620ه) : (الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك رسوله محمد خاتم الأنبياء واجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين وجعله مغروزا في طباع الخلق أجمعين فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم وينتظرون مجيء الفرج من ربهم وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليد و إتباعه على ضلالته))(4)
يتبع...
-----
(1) رواه الحاكم(4/558-559) وحسنه الحافظ في الفتح(11/376)
(2)كتاب العرش ص51
'3) الإبانة ص79-98
(4)إثبات صفة العلو ص63
|