منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود..متجدد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-15, 21:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأدلة على علو الله تعالى على عرشه ‏‎:‎


لقد تواترت النصوص على علو الله تعالى في الكتاب والسنة وتنوعت ألفاظها ‏وتوافقت على أنه سبحانه فوق عباده وذكرها أئمة السنة على أساس أنها عقيدة ‏أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية الطائفة المنصورة
ورحم الله ابن القيم حين قال في نونيته‎ :
يا قومنا واللــه أن لقــولنا ألــفـا‎ ‎تدل علــيه بـل ألفــان‎
عقلا ونقـلا مع صريح الفـطرة الأ ولـى وذوق حـلاوة‎ ‎القـرآن
ولقد لخصها قائلا:
هَذَا وَخَاتِمُ هذه العِشرينَ وَجهاً * وَهوَ أقرَبُهَا إلَى الأذهَانِ
سَردُ النُّصُوصِ فإنَّهَا قَد نَوَّعَت * طُرقَ الأدِلَّةِ فِي أتَمِّ بَيَانِ
وَالنَّظمُ يَمنَعُنِي مِنَ استِيفَائِهَا * وَسَياقَةُ الألفَاظِ بالميزَانِ
فأشِيرُ بَعضَ إشَارَةٍ لِمَوَاضِعٍ * مِنهَا وَأينَ البَحرُ مِن خِلجَانِ
فاذكُر نُصُوصَ الإِستِوَاءِ فإنَّهَا * فِي سَبعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ
واذكر نُصُوصَ الفوقِ أيضاً فِي ثَلاَ * ثٍ قَد غَدَت مَعلُومَةَ التِّبيَانِ
واذكُر نُصُوصَ عُلُوِّهِ فِي خَمسَةٍ * مَعلُومةٍ بَرِئَت مِنَ النُّقصَانِ
واذكُر نُصُوصاً فِي الكِتَابِ تَضَمَّنت * تَنزِيلَهُ مِن رَبِّنَا الرَّحمنِ
كَونَ الكِتَابِ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ * وَعُلُوَّهُ مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ
وَعِدَادُهَا سَبعُونَ حِينَ تُعَدُّ أو * زادَت عَلَى السَّبعِينَ فِي الحُسبَانِ
واذكُر نُصُوصاً ضُمِّنَت رَفعاً وَمِعـ * ـرَاجاً وَإصعَاداً إلَى الدَّيَّانِ
هِيَ خَمسَةٌ مَعلُومَةٌ بِالعَدِّ وَالـ * ـحُسبَانِ فاطلُبهَا مِنَ القُرآنِ
وَلَقَد أتَى فِي سُورَةِ المُلكِ التِي * تُنجِي لِقَارِئِهَا مِنَ النِّيرَانِ
نَصَّانِ أنَّ الله فَوقَ سَمَائِهِ * عِندَ المُحرِّفِ مَا هُمَا نَصَّانِ
وَلَقَد أتَى التَّخصِيصُ بالعِندِ الذِي * قُلنَا بِسَبعٍ بَل أتَى بِثَمَانِ
مِنهَا صَرٍيحٌ مَوضِعَانِ بِسُورَةِ الـ * أعرَافِ ثُمَّ الانبِياءِ الثَّانِي
فَتَدَبَّرِ النَّصينِ وانظُر مَا الذِي * لِسَواهُ ليسَت تَقتَضِي النَّصَّانِ.

وهاهنا أذكر أهمها : ‏
أحدها: التصريح بالفوقية مقرونة بأداة "من" المعينة لفوقية ‏الذات ‏
قال الله تعالى: {يَخَافُونَ‎ ‎رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِم‎} .‎النحل50‏
قال ابن خزيمة ((فأعلمنا الجليل جل وعلا في هذه الآية أيضا أن ربنا فوق ‏ملائكته ، وفوق ما في السماوات ، وما في الأرض ، من دابة ، أعلمنا أن ‏ملائكته يخافون ربهم الذي فوقهم))التوحيد ص111‏.

ثانياً: ذكرها مجردةً عن الأداة, قال تعالى:{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } الأنعام ‏‏18.
رَوَىُ الْبَيْهَقِيُّ‏‎ ‎مِنْ حَدِيث سَعْد بْن إِبْرَاهِيم عَنْ عَامِر بْن سَعْد عَنْ أَبِيهِ , وَفِيهِ‎ ‎فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَقَدْ حَكَمَ فِيهِمْ‎ ‎الْيَوْم بِحُكْمِ اللَّه الَّذِي حَكَمَ بِهِ‎ ‎مِنْ ‏فَوْق سَبْع‎ ‎سَمَاوَات‎ " . ‎وَقَالَ اِبْن إِسْحَاق فِي حَدِيثه " لَقَدْ حَكَمْت فِيهِمْ‎ ‎بِحُكْمِ اللَّه ‏الَّذِي حَكَمَ بِهِ‎ ‎مِنْ فَوْق سَبْعَة‎ ‎أَرْقِعَة‎ " ‎وَالرَّقِيع مِنْ أَسْمَاء السَّمَاء‎ . ‎

ثالثاً: التصريح بالعروج، قال تعالى:{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } المعارج ‏‏4. ‏
وقال الله تعالى((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) السجدة5‏
قال مجاهد رحمه الله((يقال ذي المعارج ‏‎:‎‏ الملائكة تعرج إلى الله))رواه النسائي ‏في السنن الكبرى وصححه الألباني.‏
وقال الطبري رحمه الله((يقول تعالى ذكره ‏‎:‎‏ تصعد الملائكة والروح وهو ‏جبريل عليه السلام-إليه يعني ‏‎:‎‏ إلى الله جلا وعز ,والهاء في قوله(إليه) عائدة ‏على إسم الله))جامع البيان(م14/ج39/ص78).‏
ومن ذلك الحديث الصحيح المتفق عليه أنه صلى الله عليه وسلم قال: {يتعاقبون ‏فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله ‏تعالى: كيف تركتم عبادي؟ قالوا: جئناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون ‏‏ }‏
قال ابن خزيمة رحمه الله ‏‎:‎‏ ( وفي الخير ما بان وثبت وصح أن الله عز وجل ‏في السماء,وأن الملائكة تصعد إليه من الدنيا ,لا كما زعمت الجهمية ‏المعطلة)التوحيد381‏

رابعاً: التصريح بالصعود إليه، قال تعالى ‏ ((إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ‏وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ‏ ‏[فاطر:10]‏
قال الطبري رحمه الله ‏‎:‎‏(( يقول تعالى ذكره ‏‎:‎‏ إلى الله يصعد ذكر العبد إياه وثناؤه ‏عليه))تفسير الطبري.‏
وقال صديق خان رحمه الله ‏‎)):‎وفيه دليل على علو تعالى فوق الخلق وكونه بائنا ‏عنه بذاته الكريمة,كما تدل له الآيات الأخرى الصريحة والأحاديث المستفيضة ‏الصحيحة)فتح البيان(11/227)‏
وقال ابن القيم(وإليه يصعد كل قول طيب***وإليه يرفع سعي ذي ‏الشكران)الكافية الشافية54‏
وتأمل الأحاديث التالية ‏‎:‎
‎1-‎‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه‎ ‎أن النبي صلى الله عليه وسلم قال((من ‏تصدق ‏ ‏بعدل ‏ ‏تمرة من كسب طيب ولا‎ ‎يصعد‎ ‎إلى الله‎ ‎إلا الطيب فإن الله يتقبلها ‏بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي‎ ‎أحدكم ‏ ‏فلوه ‏ ‏حتى تكون مثل الجبل)) رواه ‏البخاري ‏
‏2--عن عبدالله بن السئب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر, فقال : (إنها ساعة تفتح فيها ‏أبوا السماء وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح)كما في الترمذي والحديث ‏صحيح
‏3-وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم ‏شهر من الشهور كما تصوم شعبان؟ قال ( ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ‏ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي ‏وأنا صائم) الحديث رواه النسائي
‏4-وعن رفاعة بن رافع قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏فعطست, فقلت: الحمد‎ ‎لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, مباركا عليه, كما يحب ‏ربنا ويرضى. فلما صلى رسول‎ ‎الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: (من ‏المتكلم في الصلاة؟) فلم يتكلم أحد, ثم‎ ‎قالها الثانية, فلم يتكلم أحد, ثم قالها ‏الثالثة, فقال رفاعة: أنا يا رسول الله‎. ‎فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي ‏نفسي بيده! لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا‎ ‎أيهم يصعد بها). رواه الترمذي وأبو ‏داود والنسائي.‏
‏5-وعن أبي موسى قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات, ‏فقال: (إن‎ ‎الله عز وجل لا ينام, ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه, ‏يرفع إليه عمل‎ ‎الليل قبل عمل النهار, وعمل النهار قبل عمل الليل, حجابه ‏النور). رواه مسلم‎.‎
قال ابن القيم رحمه الله ((وحجابه نور فلو كشف الحجاب***لأحرق السبحات ‏للأكوان))الكافية الشافية249‏
فإذا كانت سبحات وجهه الأعلى لا يقوم لها شيء من خلقه ولو كشف حجاب ‏النور تلك السبحات ,لاحترق العالم العلوي والسفلي ,فما الظن بجلال ذلك الوجه ‏الكريم وعظمته وكبريائه وكماله وجلاله؟ ‏‎!‎
‏6-عن أبي هريرة‎ ‎‏رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله‎ ‎ملائكة سيارة فضلا, يبتغون مجالس الذكر, فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا ‏معهم, وحف‎ ‎بعضهم بعضا بأجنحتهم, حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء الدنيا, ‏فإذا تفرقوا عرجوا‎, ‎وصعدوا إلى السماء, قال: فيسألهم الله وهو أعلم: من أين ‏جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند‎ ‎عبادك في الأرض, يسبحونك ويكبرونك, ‏ويهللونك ويمجدونك, ويحمدونك ويسألونك. قال‎: ‎وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك ‏جنتك. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا, أي ربِّ! قال‎: ‎وكيف لو رأوا جنتي؟ ‏قالوا: ويستجيرونك. قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك. قال‎: ‎وهل رأوا ‏ناري؟ قالوا: لا. قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: يستغفرونك. قال: فيقول‎: ‎قد ‏غفرت لهم, فأعطيتهم ما سألوا, وأجرتهم مما استجاروا. قال: يقولون: ربِّ! ‏فيهم‎ ‎فلان عبد خطاء, وإنما مرَّ فجلس معهم! قال: فيقول: وله غفرت, هم القوم ‏لا يشقى بهم‎ ‎جليسهم) متفق عليه وهذه رواية مسلم‎.
جاء في السراج الوهاج ( 10/ 567) قوله " هذا‎ ‎الحديث صحيح جليل القدر ‏زكثير الفائدة وهو حسن الافاظ لطيف المعاني ، وفيه إثبات‎ ‎جهة العلو و الفوق ‏لله تعالى).

خامساً: التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه, قال تعالى: { بل ‏رفعه الله إليه} النساء158, { إني متوفيك ورافعك إليّ } آل عمران 55. ‏

سادساً: التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب ‏العلو ذاتاً وقدراً وقهراً ، قال الله‎ ‎تعالى { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }(البقرة: من ‏الآية255) { وهو العلي الكبير‎ } (‎سبأ 23 ) { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ ‏الْمُتَعَالِ‎ } (‎الرعد:9){ سبح اسم ربك الأعلى }[ الأعلى 1 ] { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ‏عَمَّا‎ ‎يُشْرِكُونَ }(يونس: من الآية18‏‎)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى الذي هو دالٌ‎ ‎على كمال العلو ونهايته " ( بدائع ‏الفوائد ( 2 / 411‏‎ )
وفسر الطبري " العلي‎ " ‎بالعلو والارتفاع " جامع البيان م / 3 / ج2 /ص 19‏‎ ‎‎"‎‏
سابعاً: التصريح بتنزيل الكتاب منه سبحانه وتعالى‎ :
قال الله عز وجل { تَنْزِيلُ‎ ‎الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }(الزمر:1‏‎)
‎{ ‎تَنْزِيلٌ مِنَ‎ ‎الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } (فصلت:2){ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }(فصلت: من‎ ‎الآية42) {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ‎ } (‎السجدة:2‏‎)
‎{‎وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ‎ ‎مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ‏‏}(الأنعام: من‎ ‎الآية114){ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (غافر:2‏‎){ ‎تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الواقعة:80){ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ‎ ‎الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ }النحل: ‏من الآية102‏‎)
تفيد هذه الآيات الآتي‎ :
أ‎- ‎أنه المتكلم ، وأنه منه منزل ، ومنه بدأ وهو الذي تكلم به‎ .
ب- علو الله سبحانه‏‎ ‎فوق خلقه ، فإن النزول والتنزيل الذي تعقله العقول ، ‏وتعرفه الفِطَر : وهو وصول‎ ‎الشيء من أعلى إلى أسفل . والرب تعالى إنما ‏يخاطب عباده بما تعفه فطرهم ، وتشهد به‎ ‎عقولهم‎ .‎
قال ابن القيم رحمه الله ‏‎:‎‏ ‏
والله أخبرنا بأن كتابه ***تنزيله بالحق والبرهان ‏
أيكون تنزيلا وليس كلام من ***فوق العباد أذاك ذو إمكان
أيكون تنزيلا من الرحمان والر***حمن ليس مباين للأكوان)) الكافية الشافية ‏ص109-110‏

ثامناً: التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده ، ‏وأن بعضها أقرب إليه من بعض .قال الله‎ ‎تعالى { فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ ‏بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‎ ‎وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ }(فصلت: من الآية38) وقال تعالى { وَلَهُ مَنْ فِي‎ ‎السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ‎ ‎وَلا يَسْتَحْسِرُونَ } ‏‏(الانبياء:19‏‎)
وقال تعالى { رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ‎ ‎بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ }(التحريم: من الآية11) { إِنَّ ‏الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ‎ ‎وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}(القمر: 54 – 55‏‎ )
‎{ ‎وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ }(يونس‎: ‎من الآية2){ إِنَّ الَّذِينَ ‏عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ‎ ‎وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ }(لأعراف:206‏‎)
فدلت هذه الآيات على أن‎ ‎الذين عنده هم قريبون إليه " ولو كان موجب العندية ‏معناً عاماً ، كدخولهم تحت قدرته‎ ‎ومشيئته وأمثال ذلك لكان كل مخلوق عنده ؛ ‏ولم يكن أحد مستكبراً عن عبادته ، بل‎ ‎مسبحاً له ساجداً ، وقد قال تعالى {إِنَّ ‏الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ‎ ‎عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر: من الآية60) وهو ‏سبحانه وصف‎ ‎الملائكة بذلك رداً على الكفار المستكبرين عن عبادته‎ .
‎" ‎مجموع الفتاوى ( 5‏‎ / 165 – 166 )‎
قال ابن القيم رحمه الله ‏‎:‎‏ لو لم يكن سبحانه فوق الورى ***كانوا جميعا عند ‏ذي السلطان ‏
ويكون عند الله إبليس وجبريل***هما في العند مستويان )) الكافية الشافية ‏ص112‏
عن مسروق قال سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية ( ولا تحسبن الذين ‏قتلوا في سبيل‎ ‎الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) الآية قال إنا قد سألنا عن ‏ذلك فقال‎ ‎أرواحهم في أجواف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من ‏الجنة حيث شاءت ثم تأوي‎ ‎إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل ‏تشتهون شيئا ؟ قالوا أي شيء‎ ‎نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ‏ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن‎ ‎يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد ‏أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك‎ ‎مرة أخرى فلما رأى أن ليس ‏لهم حاجة تركوا . رواه مسلم‎ .
وقال ابن خزيمة رحمه‎ ‎الله : فكل من له فهم بلغة العرب ، يعلم أن اطِّلاعه إلى ‏الشيء لا يكون إلا من أعلى‎ ‎إلى أسفل . ولو كان كما زعمت الجهمية أن الله ‏مع الإنسان وأسفل منه ،وفي الأرض‎ ‎السابعة السفلى كما هو في السماء السابعة ‏، لم يكن لقوله " فاطلع إليهم ربهم اطلاعة‎ " ‎معنى - من كتاب التوحيد " ص ‏‏381‏‎ "‎
وتدبر الأحاديث التالية ‏‎:‎
‏1-عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ‏قال ‏‎ ‎قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏(( ‏ألا تصفون‎ ‎كما تصف‎ ‎الملائكة عند ربهم‎ ‎جل وعز قلنا وكيف تصف‎ ‎الملائكة ‏عند ربهم قال ‏ ‏يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف))رواه مسلم.‏
‏2-عن ‏أبي هريرة ‏ ‏وأبي سعيد الخدري ‏‎
أنهما شهدا على رسول‎ ‎الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه قال ‏ ‏((ما من قوم يذكرون ‏الله إلا ‏ ‏حفت ‏ ‏بهم‎ ‎الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله‎ ‎فيمن‎ ‎عنده)) رواه الترمذي .‏
‏3-‏عن ‏ ‏ابن مسعود ‏‎ ‎عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‎)) ‎‏ ‏لا‎ ‎تزول قدم ابن‎ ‎‏ ‏‎ ‎آدم‎ ‎‏ ‏يوم‎ ‎القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم ‏ ‏أفناه ‏ ‏وعن ‏شبابه فيم ‏‎ ‎‏أبلاه ‏ ‏وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم)) رواه ‏الترمذي وصححه الألباني .‏
‏4-‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏‎أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‎ ))‎لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو‎ ‎عنده ‏فوق العرش‎ ‎‏ ‏إن‎ ‎رحمتي تغلب غضبي))رواه مسلم.‏
قال ابن خزيمة ‏‎:‎((فالخبر دال على ربنا جلا وعلا فوق عرشه الذي كتابه-أن ‏رحمته غلبت غضبه-عنده) كتاب التوحيد ص105‏
وقال صديق حسن خان رحمه الله ‏‎:‎‏ وهذا يدل على العندية والعلو ‏والفوقية.ونحن نؤمن به,بلا كيف ولا تمثيل,ولا ننكره,ولا نؤوله كأهل ‏الكلام.وهذا هو سبيل السلف في مسائل الصفات.‏
والحديث ‏‎:‎‏ دليل على سبق لرحمة وغلبتها على الغضب والسخط.وهذا هو ‏اللائق بشأن أرحم الراحمين.ولولا ذلك لكنا جميعا خاسرين هالكين.نعوذ بالله من ‏غضب الله ونتوب إليه من سخطه ونرجوا رحمته وكرمه وفضله ولطفه.وما ‏أحقه بذلك)السراج الوهاج(11/22-23).‏
قال ابن القيم رحمه الله ‏‎:‎
واذكر حديثا في الصحيح تضمنت***كلماته تكذيب ذي البهتان ‏
لما قضى الله الخليقة ربنا***كتبت يداه كتاب ذي إحسان
وكتابه هو عنده وضع***على العرش المجيد الثابت الأركان
إني أنا الرحمان تسبق***رحمتي غضبي وذاك لرأفتي وحنان

يتبع.........