منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مواضيع يجب التنبه لها والحذر منها - لم يخل منها منتدى.للأخوين المهاجر إلى الله و أبو الشفاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-08-10, 20:47   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
الماسة الزرقاء
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الماسة الزرقاء
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام الحفظ وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم إنا نتوسل إليك بك ونقسم عليك بذاتك // هذا الدعاء متكلف مبتدع ، ولا يجوز نشره .
السؤال:


اللهم إنا نتوسل إليك بك ونقسم عليك بذاتك أن ترحم وتغفروتفرج كرب معدها وقارئها ومرسلها وناشرها وآبائهم وأمهاتهم وأن ترزقنا صحبة النبى فى الجنة ولا تجعل منا طالب حاجه الآ أعطيته أياها فأنك ولى ذلك والقادر عليه وصلى اللهم وسلم على حبيبك ونبيك محمد أمين....
ما حكم هذا الدعاء ؟؟

الجواب:

الحمد لله. أما بعد :
هذا الدعاء متكلف مبتدع ، ولا يجوز نشره .
وليعلم المسلم أن في الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم كفايةً وغنيةً ،ونذكر لك هنا طرفا من المأثورة للفائدة :
ومما ورد في القرآن من الأدعية ما ورد في سورة البقرة في قول الله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[البقرة:201]،
وقال الله تعالى في خواتيم سورة البقرة: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[البقرة:286].
وفي سورة آل عمران: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ[آل عمران:8]،
وقول الله تعالى: وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[آل عمران:147].
ومن السنة في صحيح البخاري وغيره عن أنس قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
أنه كان يقول: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين". رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه بسند صحيح.
وفي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل: اللهم اهدني وسددني".
ومتى ما وجد الصدق ،مع فعل الأسباب ،وانتفاء الموانع ،فلا يكاد يرد الداعي ،قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60].
وقد تجاب الدعوة عاجلاً أو آجلاً أو يدخر لك مقابلها من الثواب ما هو خير منها لتناله في وقت أحوج ما تكون إليه.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر. رواه أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وعليك أن تحذر من العجلة واليأس وترك الدعاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء. رواه مسلم.
وعلى هذا ، فلا تستعجل، وعليك أن توقن أن دعاءك لن يضيع أجره أو أثره ،وقد تتأخر إجابة الدعوة لحكم يعلمها الله ـ سبحانه ـ ،ولو لم يكن منها إلا أن يفتح لك باب الانطراح بين يدي الله ،وسؤاله التذلل له ـ الذي هو العز حقاً ـ .
وتذكر أن دعوتك ربما تكون قد قبلت، وصرف عنك بها من البلاء ما هو أسوأ، أو ادخر لك ثوابها، إلى وقت تكون أحوج ما تكون إليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
فالمشروع لك ،ولكل مؤمن أن تدعو الله تعالى ،وأن تسأله ما تشاء ،وأن تحرص على الأدعية المأثورة ،فإن هذا أحسن ،وإن دعوته بغير المأثور فلا حرج ،بشرط أن لا يكون فيها محاذير شرعية كالتي ذكرتها في سؤالك ،والله تعالى أعلم.
المجيب الشيخ/ عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم


https://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=10118