التاسعة أن جبريل أتى بها النبي {صلى الله عليه وسلم}في سرقة من حريرفقال هذه زوجتك فقلت إن يكن من عند الله يمضه و قد أدخله البخاري في باب النظر إلى المرأة إذا أراد تزويجها قال بعضهم وهو استدلال صحيح لأن فعل النبي {صلى الله عليه وسلم}في النوم و اليقظة سواء و قد كشف عن وجهها و في رواية الترمذي في خرقة حرير خضراء و قال حسن غريب و جاء في رواية غريبة أن طول تلك الخرقة ذراعان و عرضها شبر ذكره الخطيب في تاريخ بغداد من رواية أبي هريرة و أما قوله {صلى الله عليه وسلم}إن يكن من عند الله يمضه فقال السهيلي ليس بشك لأن رؤيا الأنبياء وحي و لكن لما كانت الرؤيا تارة تكون على ظاهرها و تارة تزهو نظير المرئي أو شبهه فيطرق الشك من ها هنا و يبقى سؤال لماذا أتى ب ( إن ) المناسب للمقام إذا لأنها للمحقق و ( إن ) للمشكوك فيه و جوابه يعلم مما قبله و ذكر الحاكم في المستدرك عن الواقدي حدثني عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن حبيب مولى عروة قال لما ماتت خديجة حزن عليها النبي {صلى الله عليه وسلم}فأتاه جبريل بعائشة في مهد فقال هذه تذهب ببعض حزنك و إن فيها لخلفا من خديجة الحديث فيحتمل أنها عرضت عليه مرتين لما يدل عليه اختلاف الحال و يشهد له رواية البخاري مرتين
العاشرة أنها كانت أحب أزواج النبي {صلى الله عليه وسلم}إليه قال له عمرو بن العاص يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قال ومن الرجال قال أبوها أخرجه الشيخان و صححه الترمذي.
الحادية عشرة وجوب محبتها على كل أحد ففي الصحيح لما جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى النبي {صلى الله عليه وسلم}قال لها ألست تحبين ما أحب قالت بلى قال فأحبي هذه يعني عائشة و هذا الأمر ظاهر الوجوب و تأمل قوله {صلى الله عليه وسلم}لما حاضت عائشة إن هذا شئ كتبه الله على بنات آدم و قوله لما حاضت صفية عقرى حلقى أحابستنا هي و فرق عظيم بين المقامين و لعل من جملة أسباب المحبة كثرة ما بلغته عن النبي {صلى الله عليه وسلم}دون غيرها من النساء الصحابيات كما قيل بمثل ذلك في قوله و حبب إلي من دنياكم النساء.
الثانية عشرة أن من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها قال الخوارزمي في الكافي من أصحابنا في كتاب الردة لو قذف عائشة الزنى صار كافرا بخلاف غيرها من الزوجات لأن القرآن نزل ببراءتها
و عند مالك أن من سبها قتل قال أبو الخطاب ابن دحية في أجوبة المسائل و يشهد مالك كتاب الله فإن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح لنفسه قال تعالى ( و قالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه ) و الله تعالى ذكر عائشة فقال ( لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذابهتان عظيم ) فسبح نفسه في تنزيه عائشة كما سبح نفسه لنفسه في تنزيهه حكاه القاضي أبو بكر ابن الطيب
...........يتبع......