[الفارس الجدَّاوي]

السلام عايكم:
لا أدري ما اقول لك، كلام جميل منطقي و صائب لحد بعيد، فقط ألفت انتباهك إلى أن البعض قد يفسر كلامك دعوة له للدعة و الخلود للراحة و ترك الدنيا و حالها و الابتعاد عن أمور الحياة و تخليتها لغيره، و هو للأسف عين ما يريده الكفار.
لقد خلقنا الله لعبادته في الأرض و استخلفنا فيها فيجب علينا أن نعمرها بلا كلل و لا ملل محتسبين الأجر لله متوكلين عليه، لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين و لو كره الكافرون. فقط يجب ان لا نستسلم، نعمل بجد و نبذل أسباب النجاح و الله الموفق من قبل و من بعد، و لا أقول لك كما يقول البعض( عملت ما علي و الباقي على الله) فليس الباقي على الله بل كل شيء على الله و ليس لنا من الأمر شيء أبدا. إنما علينا العمل بالأسباب و الله هو المسبب الأول و صاحب الأسباب يوجهنا حيث يشاء، و لقد ورد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في معنى الحديث أن على الانسان أن يعمل و يجتهد و سوف ييسره الله لما خلق له دون ان يدري أو يحس. هذا مذهبي في الحياة بإذن الله و هو العليم الخبير.
و يحضرني بيتا شعر أظنهما يفيدان المعنى الذي أردته و لا أدري من صاحبهما:
دع المقادير تمشي في أعنتها = و لا تنامنَّ إلا خالي البال
ما بين غمضة عين و انتباهتها = يغير الله من حال إلى حال.
و السلام عليكم.