ومن التحريف الذي نفَع ونجّى من الهلاك قولُ أبي نُواس وقد استطرد يهجو خالصة حظية الرشيد، فإنه قال: لقد ضاعَ شِعْري على بابِكُمْ... كما ضاعَ حَلْيٌ على خالِصَهْ فيقال إنها لمّا بلغها ذلك غضبتْ وشكته الى الرشيد، فأمر بإحضاره، وقال له: يا ابن ... تعرِّض بحظيتي، فقال: وما هو يا أمير المؤمنين، قال: قولك: لقد ضاع شعري... البيت، فاستدرك أبو نواس وقال: يا أمير المؤمنين لم أقلْ هذا وإنما قلت: لقد ضاءَ شِعري على بابِكُمْ ...كما ضاءَ حَليٌ على خالصَه فسكن غضب الرشيد ووصله، ويقال: إن هذه الواقعة ذكرت بحضرة القاضي الفاضل، رحمه الله تعالى، فقال: بيتٌ قُلِعَتْ عيناه فأبصرَ. تصحيح التصحيف للصفدي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ إنهـا قصيدة من روائع الشعر الجـاهلي..... و قد أرفقتها بشرح مفصل يقول الشاعر تدفّـق في البـطـحـاء بعد تبهطـلِ وقعقـع في البيـداء غيـر مزركـلِ وســار بأركـان العقيـش مقـرنصـاً وهـام بكـل القارطـات بشنكــلِ يقول وما بال البـحاط مـقرطمـاً ويسعـى دوامـاً بيـن هـكٍّ وهنكـلِ إذا أقـبـل البعـراط طـاح بهمّـةٍ وإن أقـرط المحطـوش نـاء بكلكـلِ يكـاد على فـرط الحطـيـف يبقـبـق ويضـرب ما بيـن الهمـاط وكنـدلِ فيـا أيها البغـقـوش لسـت بقاعــدٍ ولا أنـت في كـل البحيـص بطنبـلِ معاني الكلمات تبهطل: أي تكرنف في المشاحط المزركل: هو كل بعبيط أصابته فطاطة العقيش: هو البقس المزركب مقرنطاً: أي كثير التمقمق ليلاً البحطاط: اي المتفرنع مقرطماً: أي مزنفلاً هكّ: الهكّ هو البقيص الصغير البعراط: هو واحد البعاريط وهو العكوش المضيئة أقرط: أي قرطف يده المحطوش: هو المتقارش بغير مهباج يبقبق: أي يهرتج بشدة الهماط: هي عكوط تظهر ليلاً وتختفي نهاراً الكندل: هو العنجف المتمارط البغوش: هو المعطاط المكتنف البحيص: هو وادٍ بكوكب تيفانوس الطنبل: هو البعاق المتفرطش ساعة الغروب وبعد هذا الشرح المفصل للألفاظ والكلمات ، نود أن نذكر أن قائل هذه الأبيات هو الليث بن فار الغضنفري ، وكان شاعراً فطحلاً في زمنه.