منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حكايا المملكة البيضاء - الفصل الثاني-
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-26, 16:52   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
jang-mi
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jang-mi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كان ياسين و أسماء لا يزالان في المرج الواسع و الدهشة تعقد لسانيهما حينما تفطنا إلى المكان الذي يتواجدان فيه:

- أين نحن الآن...و كيف وصلنا إلى هنا....أنا لا أفهم شيئا..قالت أسماء ذلك و الدموع تخنقها..لقد كانت خائفة جدا...

- حتى انا لا أعرف ما يجري....لقد خيل إلي أني سأصاب بالجنون....أظن أن هذا هو الجنون بعينه....يا الله...

فجأة ينظر كلاهما باتجاه تلة على بعد منهما.....فتقول أسماء و هي ترتعش خوفا:

- أحدهم قادم...لا خيول...أصوات خيول...

- معك حق....

و هناك...مجموعة من الخيالة تعلو التلة و تعدو باتجاههما.... لم يستطع الفتيان أن يحركا ساكنا فتقول أسماء:

- ماذا سنفعل الآن ؟؟......أين نذهب ربما يريدون بنا شرا...

- علينا أن نبقى في أماكننا فهم قد أبصرونا....و كأنهم يعرفون أنهم سيجدوننا هنا....لا تقلقي...سنرى ما يحدث أو ربما ...نعود لعالمنا...

أبصر ياسين على العلم الذي كانوا يحملونه. سيفان متقاطعان يتوسطهما هلال كتب بخط عربي جميل المملكة البيضاء..أخذ ياسين يتمتم و كأنه يريد أن يتذكر شيئا:" المملكة البيضاء....المملكة البيضاء..."

- ماذا تقول...المملكة البيضاء.....أليست تلك الجملة التي رددتها تلك السيدة على النافورة....

- بلى...الآن تذكرت........أنت أيضا كنت هناك....لم يكن حلما البتة...

- أجل...لم يكن حلما....ولكن .....ماذا سنفعل الآن..ثم تصمت أسماء فجأة محاولة إخفاء شيء ما، لقد سمعت قائد تلك المجموعة يكلم أحد جنوده " لا تخيفوهما....إنهما أجنبيان عن مملكتنا. و هما ضيفا أميرتنا." فتقول في نفسها.." يا إلهي...ما الذي يريدونه منا...."



يصل الخيالة إلى مكان تواجد الفتيين، فيترجل أحدهم عن حصانه، كان يبدوا شابا في مقتبل العمر و لكن هيئته تنم عن القوة الجسدية العظيمة. فقد كان طويلا و شديدا، كان لباسه مختلفا عن بقية الخيالة..فبينما تشابهت بزاتهم كان لباسه تماما مثل الفرسان العرب القدماء و لكنه أجمل مما اعتاد ياسين و أسماء مشاهدته على شاشة التلفاز...فيقول ياسين في نفسه " يا إلهي...و كأنني وسط مسلسل درامي..." تبتسم أسماء لفكرة ياسين و تجيبه " بل قل أننا في برنامج وثائقي...أو كتاب تاريخ"..نظر ياسين باستغراب إليها،كيف عرفت ما يدور في رأسه؟ و لكن استغرابه انقشع سريعا و ذلك الفارس يقترب منهما و يحييهما:

- السلام عليكم و رحمة الله.....مرحبا بضيوف مملكتنا بيننا..

- و...وعليكم السلام....أشكرك..و.. و لكن أظن أننا أضعنا الطريق....ما كان ينبغي أن نكون هنا....

- لا بأس عليكما...لقد أمرتني مولاتي الأميرة ريحانة بأن أرحب بكما و أن أصحبكما إلى قصرها فهي بانتظاركما....

تبادل ياسين و ريحانة نظرات الدهشة....كيف للأميرة أن تعرف بوجودهما و تبعث من يرحب بهما...فيحاول ياسين الاستفسار مجددا:

- لا أظن أننا المقصودان بالترحيب..فنحن...

فقاطعه الفارس في كثير من اللباقة:

- يا سيد ياسين....أؤكد أنكما المدعوان إلى مملكتنا....و لقد أمرت باصطحابكما...تفضلا..لقد جهزنا حصانيكما.

- ماذا؟؟

ينعقد لسان ياسين من الدهشة بينما تحاول أسماء أن تفهم ما يدور فما تجد لذلك سبيلا...

- هههه....أنا لم أركب حصانا في حياتي.....لا أظن أني أستطيع...فأنا أخاف السقوط...

- لا تقلقي يا آنستي.....دعيني أساعدك..

و بحركة واحدة يرفع الفارس الفتاة النحيلة و يضعها على السرج. كانت أسنانها تصطك من شدة الخوف و لكنه شعور تلاشى تماما...كانت معتدلة في جلستها و تمسك اللجام بيديها و كأنها الفارسة المتمرسة و هي التي لم تر حصانا على مقربة منها قط. تنظر ناحية ياسين الذي ارتسمت على وجهه علائم الاستغراب مخلوطة بالسعادة..هاهو على حصانه يقوده و كأنه لم يفعل شيئا في حياته غير ذاك...كان شعورا رائعا لم يحلم به أبدا. و انطلق الجمع في اتجاه التلة..كان ياسين يسير جنبا إلى جنب مع أسماء تماما مثلما حدث لهما في حلمهما و اعتليا الربوة لتظهر لهم مدينة عظيمة تزينها الحدائق و صوامع الجوامع و قبابها...و قباب القصور و المنازل الجميلة في بريق متلألئ

- يا الله......ما أجمل هذا المنظر و هذه المدينة....و كأنني في حكاية خرافية....

- معك حق....لم احلم البتة بشيء كهذا...سبحان الله.

- تلك عاصمة مملكتنا المحروسة....مدينة البيضاء البهية...أهلا بكم ضيوفا كرام.


to be continued

jang-mi










رد مع اقتباس