السلام عليكم، إن دول شمال إفريقيا كما قلت يا أخي أبو محمد الجبالي لا تزال تابعة لأروبا اقتصاديا، لكن التبعية تعدت هذا الحد لتصبح تابعة لها فكريا ومعنويا، فإذا سلمنا بتبعية دول الخليج لأمريكا اقتصاديا فهي رغم ذلك حافظت على بعض الشيء من ثقافتها وهويتها، وأعطت للإقتصاد الإسلامي فرص عديدة للازدهار والانتشار ومن ذلك ظاهرة المصارف الإسلامية، كما هو الحال في الإمارات، السعودية، الكويت وغيرها، وقد ساهمت مجمعات البحوث والدراسات في تشجيع نشر الفكر الاقتصادي الاسلامي ودعم الحكومات أيضا لهذا الميدان.
وكل ما سبق ذكره من عوامل يفتقد إليها المحيط الإقتصادي في الدول العربية بشمال إفريقيا، ولا تزال هذه الدول قابعة تحت وطأة الاقتصاد الغربي الربوي الذي أثقل جميع المتعاملين الإقتصاديين بثغراته وأثبت فشله في دعم الاستثمار والتنمية في هذه الدول، رغم نجاحه في الدول الغربية التي صدرته لنا، والخلل هنا إنما يكمن في هذه الدول ذاتها، فالجزائر رفضت على لسان وزير المالية اعتماد هذا النوع من المصارف مؤخرا.
إذن يمكننا القول بأن عدم استقطاب ونجاح تجربة البنوك الإسلامية في دول شمال إفريقيا راجع لعدم تهيئة ونضج المحيط السياسي والإقتصادي والقانوني، فكيف وقد نجحت هذه التجربة في دول غربية كألمانيا.
وشكرا على إثارة هذا الموضوع المهم.