الحمد لله الذي زيّن المعاني بحُلل المباني ، وشرّفنا بأن جعل لُغتنا لغة القرآنِ وصحّح ألسنتنا على سُنن ألسنة العربانِ ، التي لم تُجعل لأمّة غيرنا عبر الدّهور و الأزمانِ ، والصلاة والسلام على رسول الله سيّد ولد عدنانِ الذي آتاه الله جوامع الكَلم والبيانِ وبعد : فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فهذا تحقيقٌ لما وقفنا عليه ووافقني فيه الإخوة الأفاضل والأخوات ، أحبابُ لغة الضاد في موضوعنا المقترح المُعنوَن لُطفا " بلمحاتٍ نقدية لفلتاتٍ لُغوية "
وهو موضوعٌ مُسلسلٌ -لمن جاوزه الإيضاحُ – يتعقّبُ أخطاء الأعضاء اللغوية في مواضيعهم ومشاركاتهم على صفحات المنتدى ، فنقيّد الخطأ إذا رصدناه فنتعاون في تصحيح بنيانِ حرفه وتلحينِ إعرابهِ وإقامةِ أوزانه ، ونستذكرُ القواعد فيه بيننا والضوابط فنراجعها و نحفظها . وهكذا تصلُح إن شاء الله ألسنتنا وتفصح أقوالنا وتستقيم .
والفكرة أصلا من رأس صديقنا وحيد المسلم جزاه الله خيرا ، ومن اعتماد النُخبة الأخيار من أحباب لغة الضاد في موضوعِ مقترحٍ قبلا وبإشراف الأخ الفاضل رشيد لوز مشرف منتديات الثقافة والأدب .
وانطلاقا من هذه الفكرةِ ، وتقليبا حولها نَضُج عندنا ثمرٌ سيكون باكورةً للفكرة وتجريبًا للسلسلة الموعودة ، وقد أراني فهمي وتجوالي الكثير بصفحات المنتدى أن أهتدي للقبض على أوّل ضحيّة فأنشر لكم من أخطائِها هذه القطفة :
والضّحية هذه المرّة شخصية "إلكترونية" اعتبارية اسمُها منتدى الجلفة ،
ففي واجهة المنتدى شروحات تتعلق بالأوسمة والأشخاص المتحصلين عليها جاء فيها كما يلي :
اقتباس:
الأعضاء الذينَ حصلو على هذا الوسام .
|
والصحيح : حصلوا بإضافة حتمية تحقيقية للألف بعد واو الجماعة ، وتسمى هذه الزيادة بالألف الفارقة لأنّها تفرّق بين واو الجماعة وغيرها من حروف الواو .
فواو الجماعة لا تتصل إلا بالفعل فقط ، وتُضاف الألف إلى واو الجماعة إذا اتصلت بــ :
- الفعل الماضي نحو : كتبوا
- فعل الأمر نحو : اكتبوا
- الفعل المضارع إذا كان منصوبا أو مجزوما بأحد الأدوات نحو : لن يكتبوا ، لم يكتبوا .
وتكون الأخطاء في أحايين كثيرة متعدّية على القاعدة ولكن بحالة عكسية فنقول غُرورا على اللغة : ( مسلموا هذا الزمان ) ونتغاضى على أنّ الواو هنا ليست واو جماعة بل هي علامة رفعِ جمع المذكّر السالم .
فلننتبه لمثل هذه الأخطاء جزاكم الله خيرا ، وأصلح بكم .
هذا وأسأل المولى جلّ شأنه أن يقوّم ألسنتنا بلغة كتابه ، ويعيد للعربية سالف عزّها ، وأن يسدّد ألسنتنا بالقول الفصل الأفصح ، ويجعلنا ماضين على سنّة رسول الله الأوضح الذي تكرّم ببعثة بلاد العرب الأبطح ، والله من وراء القصد وهو يهدي سواءَ السبيل .
ولكم بعد هذه المحاولة فسيحُ القول وفصيحه .