منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سلسلة تاريخ البارسا 2000-2009
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-16, 14:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
_Ayoub_
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










B11 سلسلة تاريخ البارسا 2000-2009 [ سنة 2002 كاملة ]

الجزء الثالث من سلسلة عشرة سنوات من تاريخ نادي برشلونة (2000-2009) هو عن سنة 2002 التي شكلت نقطة القطيعة بين الرئيس جوان غاسبار و السوسيو بسبب اختياراته الرياضية كما الاقتصادية المشكوك فيها . و عنوانها هو :
ارحل يا غاسبار !!! fuera Gasapart



نكسات رياضية و فضائح أخلاقية تهز أركان البيت الكتالوني




محتلة الرتبة الثامنة في الليغا و مقصاة من كأس الملك على يد فريق من الدرجة الثانية ، كان على البارسا أن تقوم برد فعل . ضمان مكانها في دوري الأبطال المقبلة كان أمر ضروري جدا و كان ذلك يمر عبر مشوار في الليغا بدون مشاكل . الليغا التي عادت بمباراة العمالقة من أجل المركز الأول بين الديبورتيفو و ريال مدريد . و هي مباراة انتصر فيها من صاروا يلقبون ب: الغلاكتيكوس بفضل زين الدين زيدان الذي تألق فيها (3-1) .


بعيدا عن هذا الغليان الإعلامي ، بدأت البارسا السنة الجديدة بانتصار ضد سرقسطة (2-0) بفضل مهاجميها باتريك كلويفرت و خافيير سافيولا . اللاعب الثالث في الثلاثي المرعب ريفالدو تألق أسبوعا بعد ذلك أمام الصاعد الجديد لدوري الكبار فريق اشبيلية (3-1) . هذان الانتصاران سيسمحان للبارسا بالتواجد في منطقة في الترتيب مؤهلة لدوري الأبطال ، لكن بصفة مؤقتة لأن نقطتين فقط تفصلا محتل الرتبة الثانية عن محتل الرتبة الثامنة .


كان يبدو أن زيارة فريق رايو فالكانو الفريق المدريدي المتواضع و محتل الرتبة الأخيرة في الليغا ،سيكون فرصة جيدة لتأكيد النتائج الجيدة الأخيرة . لكن للأسف ، سقطت البارسا في الفخ أمام ذهول الجميع و انهزمت ب2-1 .



و كأن هذه النكسة لا تكفي ، أذاعت قناة جهوية " تيلي مدريد"و موقع نيت اسمه " ميكانوا كوم " خبرا مفاده أنه خمسة لاعبين من البارسا ( كلويفرت ، داني ، كوكو ، غابري و جيرارد ) قضوا ليلة حمراء صاخبة في الفندق مباشرة بعد الهزيمة . كذب اللاعبون المعنيون بالأمر و أيضا محيطهم ذلك الاتهام لكن هول الجدل القائم أضر بصورتهم . باتريك كلويفرت كان أصلا معروفا بحبه السهر و الاحتفال و أكثر من ذلك سبق أن لطخ اسمه بأحداث خطيرة في سنواته الاحترافية الأولى منها واقعة حادث سير مميتة كان هو المسؤول عنها و أيضا قضية أخلاقية خطيرة تمت تبرئته منها . و لهذا صار كلويفرت في قلب العاصفة بعد الأخبار المتداولة من طرف وسائل الإعلام .




إذا لم يستطيع كلويفرت القيام بشيء لمنع الهزيمة المفاجئة في الكامب نو أمام أوساوسنا (0-1) ،و التي كانت هزيمة عمقت جرح الفريق و نزلت به للمركز التاسع في ترتيب الليغا ، فقد نجح في المقابل في إسكات منتقديه في المباراة أمام تينيرفي حيث سجل أربعة أهداف ساهمت بشكل كبير في إنهاء المباراة على شكل مباراة تنس (0-6) .


و كأن الهولندي ألهم المدريدي فيرناندو موريانتيس الذي سجل جوليتن من بعد خمسة أهداف في مرمى شباكلاس بالماس ، الفريق الآخر لجزر الكناري في مباراة انتهت ب7-0 . في نفس الوقت ، أرغمت البارسا على التعادل من طرف فريق مايوركا الذي كان لا يحتل مركزا جيدا في الترتيب (0-0) .


غير أن البارسا تعدل الوضع في مباراة القمة في الجولة 26 التي واجه فيها ديبورتيفو لا كورونيا الذي لم يكون يسبقه في الترتيب سوى بنقطة واحدة و استطاعت البارسا قلب وجه مباراة كانت منهزمة فيها . حيث كانت متأخرة ب 2-1 بعد هدف سيرجيو في الدقيقة 67 ، يحمل ريفالدو المباراة فوق أكتافه حيث يتلاعب بنور الدين النيبت و يتخلص منه و بتسديدة عالية يخدع الحارس جوزي مولينا التي تمر الكرة فوقه . بعدها كانت الكرة ستمر بسينتميترات قليلة عن المرمى ، فظهر فجأة سافيولا بجانب القائم الثاني و يركن الكرة في الشباك ( الدقيقة 74) . و قبل نهاية الوقت القانوني للمباراة بلحظات ، يؤكد كلويفرت عودة الفريق في المباراة و يسجل هدف الفوز برأسية بديعة .


البارسا تؤجل أحلامها في الليغا و تتفرغ لدوري الأبطال


متحمسة بهذه النقاط الثلاثة ، بدأت البارسا تحلم بلقب بطولة الليغا التي صار التنافس عليها حاميا بعد هزيمة ريال مدريد في بلباو و تعادل فالنسيا متصدر الليغا الجديد أمام جاره فياريال . من جهته وجد الديبور نفسه في المركز السابع لكن على بعد ثلاثة نقط فقط من فالنسيا .


غير أن البارسا كانت مجبرة على تركها أحلامها في غرفة الملابس مادمت ستجري مباراة مهمة جدا ضد روما فابيو كابيلو ، فبم يسبق للبارسا التفوق على الوحش التكتيكي لغوريزيا .


و قد اعتقد البلوغرانا أنهم يعيشون كابوسا من جديد حين دخل مرماهم هدف المدافع كريستيان بانوتشي الذي يعد احد أكبر المخلصين لكابيلو . لكن ، ثمانية دقائق قبل انتهاء المباراة ، يستلم كليوفرت كرة من الخلف و يركنها الشباك بباطن قدمه .


هذه النقطة الوحيدة التي انتزعتها البارسا في عقر دارها كانت ثمينة في مجموعة كانت كل الفرق فيها متساوية الحظوظ . تواصل بعد تلك المباراة الأسبوع الحاسم للبارسا بسفرها إلى فالنسيا حيث استطاع البلوغرانا الفوز هناك و تجاوز متصدر الليغا . لكنهم سيخضعون بعد ذلك لقانون مدرب يتمتع بحس استراتيجي كبير لم يكون مشهورا وقتها هو رافائيل بينيتيز (2-0) . و في الأخير ، تم إذلالهم في النصف ساعة الأولى من المباراة في " ستاديو أولامبيكو ، بتلقي مرماهم ثلاثة أهداف متتالية .




كان أسبوعا أسودا على البارسا و كان سيكون أكثر سوادا لولا هدف كلويفرت في مرمى روما . فالبارسا لم تتحطم أمالها بعد في دوري الأبطال مادام أن تعادلا ختم المباراة بين ليفربول و غالاتسراي . في الليغا ، لم تكون البارسا تبتعد سوى بأربعة نقط عن متصدر الليغا فالنسيا و لازالت لديها أمل الفوز بإحدى المنافستين المهمتين اللتين لازالت في السباق فيهما .


كلويفرت الذي على يبدو كان في أحسن حالاته سجل خمسة أهداف أمام مالقا ، منها هدفين من ضربة جزاء ( 5-1) . هدفه الخامس الذي كان من تسديدة من مشارف مربع العمليات ، هو نتيجة عمل جماعي بين ثلاثي الهجوم المتألق ذكر الكثير بهدف سافيولا الرائع في مرمى بيتيس في الجولة 11 .


بيتيس التي كان يجب على البارسا مواجهتها في ملعب الرئيس الغريب الأطوار مانويل رويز دي لوبيرا . كانت مباراة مهمة جدا. و زادت أهميتها لكون الفريقين يتوفران على نفس العدد من النقاط (46) و يريدان معا إنهاء الموسم في أحد المراكز الأربعة الأولى . غير أن داني اللاعب الاشبيلي أهدى الفوز لفريقه (2-1) بفضل ثنائيته أمام أنظار كرليس ريكساش الذي بدا أنه صار متجاوزا في كل مرة أكثر .


البارسا تعاني في دوري الأبطال و في الليغا


لم تمنح المباراة ما قبل النهائية في دور المجموعات لركساش المزيد من الهيبة . فيما كانت البارسا قد لقنت درسا للفيربول في مباراة نوفمبر التي صارت تاريخية ، لم تستطيع أكثر من تحقيق تعادل حين استقبلته في الكامب نو . و يحسب لليفربول أنه كان محروما من خدمات مدربه جيرار هوييي الذي تعرض لأزمة قلبية و عوضه مساعده فيل طومسون . لكن أخبار المباراة الأخرى في المجموعة كانت سارة إذ استطاع غالاتاساراي إرغام روما على التعادل . و بذلك حقق الأتراك انجازا غريبا وهو الحصول على خمسة تعادلات في المباريات الخمسة.


كانت وضعية غريبة و لكنها كانت مفيدة للبارسا التي كان مصيرها بين يديها مادام انتصار في استامبول يمنحها تلقائيا بطاقة المرور لربع النهائي .


الجولة 30 من الليغا كانت مناسبة قدوم ريال مدريد لبرشلونة .ريال مدريد التي كانت تتنافس على صدراة الليغا مع فالنسيا و التي كان يجب على البارسا التفوق عليها لكي تبقى ملتصقة بالمقدمة .



كان مستوى أداء الغلاكتيكوس متفوقا على مستوى أداء البارسا و بلغت بعض فترات المباراة حد الوقاحة بالنسبة لبارسا ليست متعودة على حرمانها من الكرة . وفق المنطق ، افتتح زيدان حصة التسجيل في الدقيقة 39 . في الشوط الثاني ، تحسن أداء الكتلان و عدل النتيجة تشافي الذي كان في مستوى رائع بتسجيله هدفا ذكيا في مرمى سيزار (1-1) .


صار لريال مدريد نفس عدد النقاط التي لدى فالنسيا التي انهزمت أمام رايو فالكانو (2-1) . أما برشلونة ، فقد تجاوزها في الترتيب كل من سيلتا فيغو و بلباو . لكنها لحسن الحظ تمسك بتذكرة ربع نهائي دوري الأبطال بفضل هدف عميدها لويس انريكي . بفضل تصدرها لمجموعتها ، استفادت البارسا من قرعة رحيمة بها و لم يعود في اسبانيا حديث سوى عن إمكانية مواجهة بين البارسا و ريال مدريد في نصف نهائي دوري الأبطال .


سافيولا بطل المواجهة مع أبناء اليونان




كانت البارسا هي المرشحة بقوة للفوز امام بناتينايكوس حسب كل المراقبين . غير أنها ستؤدي ثمن خطأ غير واضح تماما ارتكبه أبيلاردو على كولكا في مربع العمليات على بعد 12 دقيقة من انتهاء المباراة . و لم تستطيع البارسا فعل شيء امام حماس الجمهور اليوناني الملتهب و الحارس ، لكنها مطمئنة إلى ان مباراة الإياب ستكون أفضل . اسبوع بعد ذلك و بعد فوز أمام بلباو (0-2) ، استقبلت البارسا الفريق اليوناني و هي تعرف جيدا أنهها متأخرة بهدف و أنه لا يجب أن يتلقى شباكها أي هدف . و أتيحت لخافيير سافيولا ، مسجل الهدفين في مباراة بلباو ، أن يحفر اسمه في ذاكرة عشاق البارسا في هذه المباراة . فقد بدأت بأسوء سيناريو يمكن تخليه .إذ عند انطلاق المباراة ، كوستانتينو الذي تخلص من فرانك أدي بوير ، رمى قطعة جليد على الكامب نو بتسديدة نحو المرمى على بعد 25 متر منه ( الدقيقة 8) . كان على البارسا حينئذ أن تسجل ثلاثة اهداف و مستقبلها في دوري الأبطال كان على وشك أن يعدم على يد فريق يعد هو الأضعف في مجموعته . لحسن الحظ ، خرج أرنب من قبعة البلوغرانا : في الدقيقة 22 أهدى خافيير سافيولا هدف التعادل للويس انريكي بتمرير ساحرة منه في العمق . بعد نصف ساعة بدا لجمهور الكامب نو أنها لن تنتهي ، سجل لويس انريكي الهدف الثاني اثر تلقيه بكتفه كرة سددها ريفالدو تنفيذا لضربة خطأ غير مباشرة . كان ينقص البارسا هدفا واحدا على بعد 40 دقيقة عن نهاية المباراة . لكنها لم تحتاج سوى عشرة منها لكي تحصل على الهدف الكنز بواسطة الأرجنتيني سافيولا . فبطل تلك الليلة استغل تمريرة متقنة في العمق من تشافي و سدد الكرة بقوة نحو المرمى و مرت الكرة بين اصابع الحارس التركي أنطونيس نيكوبوليديس الذي يشبه جورج كلوني و استقرت في مرماه .




كانت البارسا متأهلة مبدئيا ، لكن نهاية المباراة كانت مؤلمة . أصيب اللاعب بونانو إثر اصطدام باللاعب أوليساديبي ، و في نفس العملية الهجومية التي واصلها كوستانتينو ، كارليس بويول ينقذ البارسا بإخراجه الكرة و هي في خط المرمى . تم إخراج بونانو و عوضه الحراس الشاب راينا الذي فور دخوله سيعاني مع الأتراك و لو أن أوليسابيدي لم يستغل جيدا خروجا خاطئا للحارس الشاب . بعد ستة دقائق إضافية محتسبة كوقت بدل الضائع ، توقف الزمان في الكامب نو بالنسبة لمحبي البارسا و هم يرون كرة سددها كيرجياكوس تستقر بعيدا بستنتيمترات قليلة من مرمى راينا . بلغت البارسا نصف النهائي و لكن بعد أن عانت حتى اللحظة الأخيرة .سنتان بعد أخر مباراة له في هذا المستوى من دوري الأبطال ، كان الكامب نو مسرحا لربع نهائي جديد أنسى فيه ابداع سافيولا متاهات خط دفاع الفريق .

**

تتغير أولويات البارسا في انتظار السوبر كلاسيكو

واصل سافيولا تألقه و سجل هدفين في المباراة ضد الافيس (3-2) ، و هي المباراة التي لم يشارك فيها لا ريفالدو و لا كلويفرت اللذين يعانيان من المتاعب البدنية المعهودة في نهاية الموسم . حين عودته للملاعب ، سجل ريفالدو و هو يعرج هدفا برأسية أمام سيلتا فيغو . فقد قلص النتيجة في مباراة انهزمت فيها البارسا ب 2-1 . و هي الهزيمة التي قضت على أحلام البارسا في الفوز ببطولة الليغا . حتى أنها رأت سيلتا فيغو تتجاوزها في التريب على بعد ثلاثة جولات عن نهاية الليغا و بطاقة المشاركة في دوري الأبطال سيتصارع عليها كل من البارسا و سيلتا فيغو و بيتيس . لكن هذه البطاقة لم تعد هي أولوية البارسا في ذلك الوقت . فمنذ أسبوعين ، لا حديث إلا عن شيء واحد : السوبر كلاسيكو ، مباراة القرن ، نصف نهائي دوري الأبطال التي ستكون اسبانية مائة في المائة بين برشلونة و ريال مدريد .


السوبر كلاسيكو : المواجهة بين البارسا و ريال مدريد في نصف نهائي دوري الأبطال




أجري الفصل الأول من المعركة في الكامب نو بدون ريفالدو المصاب منذ العملية الهجومية التي سجل منها هدف في مرمى سيلتا فيغو . لكن ليس هو وحده اللاعب المهم الغائب . غاب أيضا تشافي و بويول . و بالتالي ، كان على البارسا المدمرة بفعل الإصابات أن تواجه ألد أعدائها في غياب ثلاثة لاعبين محوريين في الخطوط الثلاثة للفريق : الدفاع ، الوسط و الهجوم .


غير أن البارسا ظهرت بوجه مناقض عن الوجه الذي قدمته في مباراتها ضد نفس ريال مدريد أسابيع من قبل .


في حين كانت فيها البارسا مجرد متفرجة و سلبية ، في مباراتها هاته خنقت فريق ريال مدريد منذ صافرة الحكم المعلنة عن بداية المباراة . إذ ما أن اطلقت المباراة ، بهدل كلويفرت هيلغويرا لكن سيزار تصدى بذكاء و براعة لتسديدة الهولندي . أثر ضربة ركنية ، سدد لويس ارنيكي براعة نحو المرمى لكن العارضة تصدت لتسديدته . لم تمر سوى عشرة دقائق على المباراة ،و نجحت البارسا في الحصول على فرصتين حقيقتين للتسجيل . حينها حاول ريال مدريد أن يهدئ اللعب في وسط الملعب و حتى خلق فرصة حقيقية للتسجيل بواسطة راؤول حول بانونو كرته لركنية . كانت فرصة تسجيل هدف معزولة و لكنها كانت تدل على خطر المساحات الكبيرة الفارغة التي يتركها الفريق في الخلف في مباراة هدف في الخارج يحتسب مزدوجا . كان الشوط الأول كله لصالح الكتلان الذين كان لعبهم أكثر هجومي و لو أن ريال مدريد حافظت على هدوءها و ولو أن نجومها السوبر اتحفوا المباراة بحركات تقنية من المستوى الرفيع .


كانوا سوبر نجوم ينقصهم لويس فيغو الغائب الذي لم يضع أقدامه في الكامب نو منذ أكتوبر 2000 .




في الشوط الثاني ، عم سكوت رهيب الكامب نو حين وجد زين الدين زيدان نفسه رأسا لرأس مع الحارس بانونو بعد تمريرة سحرية من راؤول . لا العودة المتأخرة لكوكو و لا أطراف أصابع بانونو منها أشعر أصلع في العالم من فتح سبورة التسجيل بهدف خرافي يدل على كل موهبته . كان هدفا قاسيا على الكتلان المسيطرين على المباراة و الذي لم يعود أمامهم سوى 35 دقيقة لتغيير مسار المباراة . حاصر البرشلونيون نصف ملعب ريال مدريد و تصدى قائم مرمى سيزار لتسديدة رائعة لجيوفاني بباطن القدم . لكن البلوغرانا كانوا تحت رحمة المرتدات السريعةو الخطيرة لريال مدريد . كان خطرا يتهدد البارسا منذ تسجيل زيدان للهدف ، لكنه صار أكثر حقيقة مع مرور الوقت . أفلت غوتي هدف قتل المباراة مرتين . و في الأخير ، من كرة ضيعها بكل بلادة فرانك دي بوير ، سجل ستيف ماك نامان الهدف الثاني لفريقه و أهل ريال مدريد لنهائي غلاسكو حتى قبل أن تجرى مباراة الإياب .



كانت مباراة القرن على شكل الموسم كله . لأن تألق سافيولا و بزوغ نجم تشافي منحا قوة لقدرة الفريق على الإبداع ، لكن خط الدفاع لم يكون في مستوى يسمح للفريق بأن يكون أحد كبار أوروبا . مع العلم أن خط الدفاع تم تدعيمه في بداية الموسم باستقدام أربعة مدافعين و لاعب ارتكاز .


تأهلت البارسا لدوري الأبطال المقبلة في الجولة الأخيرة من الليغا و وجدت نفسها في الأخير على بعد نقطتين فقط من ريال مدريد فلورونتينو بيريز الذي ركز على دوري الأبطال بعد ان فهم أن الليغا لن تفلت من فالنسيا .




من جهتها لم تتعرض إدارة نادي برشلونة نفس العاصفة الإعلامية التي تعرضت لها في نهاية الموسم الكارثي 1999-2000 . فقد تجاوز بعض العيوب التي ميزت موسم 2000-2001 و حتى نجح الفريق في بلوغ المربع الذهبي لمنافسة الأكثر مجدا بالنسبة للأندية و هي دوري الأبطال ، لكنه للسنة الثالثة على التوالي ، تنهي البارسا موسمها بدون الحصول على أي لقب و هو الأمر الذي لم يقع منذ 1977 . و من جهة أخرى ، الهزمية أمام ريال مدريد تركت جراحا عميقة لدى السوسيو . و صار استمرار جوان غاسبار على رأس النادي مهددا بسبب سوء حصيلة تسييره سواء على المستوى الرياضي أو الاقتصادي . و بالتالي كان على غاسبار أن يشهر أخر ورقة رابحة في فترة توقف الليغا .

جنون غاسبار : عودة فان غال



كانت ورقة غاسبار هي لويس فان غال . كان قرار يصعب على الجميع حين علم به تصديق أنه حقيقة و ليس ضرب من الخيال . إذ يصعب فهم قرار إعادة المدرب الأكثر إثارا للكراهية في كتالونيا لتعويض كارليس ريكساش الذي كان محبوبا و لكن غير قوي بما فيه الكفاية .



ريفالدو الذي كما يعلم الجميع لا يكن احتراما كبيرا للهولندي ، كان اول ضحية هذه العودة . لم يكون أمام البرازيلي حتى بالوقت الكافي للاستمتاع بتتويجه في يوكوهاما بعد مونديال رائع،و باتفاق مع إدارة النادي و المدرب الجديد ، تم تسريحه و فسخ عقده و رحل ريفالدو للميلان حتى دون أن يدفع النادي الإيطالي فلسا واحدا للبارسا .




كان يبدو أن البارسا وجدت خليفته مادامت تعاقدت مع جوان رومان ريكيلمي أكبر لاعب يلعب خارج أوروبا الذي أتى للبارسا و هو نجم . كانت البارسا تجري وراءه منذ مدة طويلة و هو لم يعود مرتاحا في بلده منذ اختطاف أخيه . غير أن فان غال استقبله بطريقة سيئة جدا منذ أول يوم له في برشلونة . فقد أعلن فان غال أنه لم يطلب أبدا جلبه و أن من المحتمل جدا ألا يعتمد عليه كثيرا هذه السنة.



بالإضافة إلى ذلك قام فان غال بتسريح بدون سبب وبدون لباقة اللاعبين القدماء مثل أبيلاردو فيرنانديز و خصوصا سيرجي بارجوان اخر لاعبي الدريم التيم في الفريق . و ضم للفريق الباسكي غايشكا ميندييتا المعار من لازيو التي قدم فيها مستوى متواضع جدا ،و الحارس الألماني روبير إينكي . بخصوص الباقي ، فضل الاعتماد على لاعبين شباب اسبان تم ضمهم تدريجيا للفريق شاركوا في المرحلة الإعدادية للموسم . شارك فيكتور فالديس و فرناندو نافارو في الفريق منذ أول مباراة رسمية في الموسم و كانت ضد ليجيا فارسوفيا برسم الدور الثالث الأولي لدوري الابطال . في هذه المباراة التي كان الـاهل محسوما فيها منذ مباراة الذهاب ( 3-0) دخل ريكيلمي أثناء المباراة و سجل هدفه الأول منم تسديدة من بعيد رائعة .



الليغا لم تكون سهلة بالنسبة للبارسا .و زاد الوضع تعقيدا أنه مدة قليلة قبل انطلاقها ، غاسبار جعل وسائل الإعلام تتكلم عنه كثيرا و لييس بطريقة إيجابية . فلورونيتينو بيريز الذي يرغب في جلب كل موسم أكبر نجم في العالم لفريقه ، أراد استقدام البرازيلي رونالدو الذي كان خارجا للتو من مونديال خرافي . في المقابل ، كان يرغب المدريدي بيع فيرناندو مورينتيس بطل أوروبا ثلاثو مرات لكي يخفف من العبئ المادي لصفقة رونالدو و الذي قدومه للفريق المدريدي سيترتب عنه بالضرورة جلوس موريانتيس في دكة الاحتياط . توصل فلورونتينو بيريز لاتفاق مع غاسبار حول رحيل موريانتيس للبارسا . لكن على بعد ساعات من نهاية ميركاتو الشتاء ، انقلب موقف غاسبار . في الواقع ، ظن غاسبار أنه سيرفع من مستوى شعبيته لدى السوسيو لو أفشل صفقة ورنالدو . غير أن فلورونتينو بيريز الذي اغتاظ بشدة من سلوك غاسبار، نجح في التوصل لاتفاق مع الأنتر و جلب رونالدو و ضيع غاسبار على البارسا فرصة الحصول على لاعب كبير من طينة موريانتيس أحسن لاعب في التمريرات الحاسمة و في نفس الوقت لم ينجح في إفشال حصول ريال على رأس الحربة القديم للبارسا .


ريال مدريد صارت هي مركز اهتمام العالم ، لدرجة أن الكثير نسوا أن هناك نادي أخر في مدريد . الأتليتيكو صعدت أخيرا لدور الكبار بعد موسمين جهنميين قضتهما في دوري الدرجة الثانية . اكتسب صعود الأتليتيكو مدريد أهمية أكبر لأنه برسم الجولة الأولى من الليغا كانت ستلعب في الكامب نو ضد البارسا , أي مواجهة بين البلوغرانا و فريق مدريدي تعتبر مباراة قمة . تم استقبال عودة سيرجي في الكامب نو بالتصفيقات ، لكن في الشوط الأول ، كان البرشلونيون تحت قيادة كوكو بدون رحمة . سجل لويس أنريك الهدف الاول منذ الدقيقة 5 . غير أنه ثواني قبل نهاية ذلك الشوط ، فاجأ أوطيرو فالديس الذي كان متقدما جدا بتسديدة تشبه التمريرة . قلة خبرة الحارس الشاب كلفت البارسا نقطتين الذي كان يستحق الفوز في مباراة انتهت ب2-2 .


بعد استئناف الليغا بسبب المنافسات الدولية للمنتخبات ، تعرضت البارسا ، تماما مثل السنة الماضية ، للإذلال في كأس ملك اسبانيا حيث أقصيت منذ الدور الأول على يد نوفيلدا الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة ( 3-2) .



كانت أول صفعة يتلقاها فريق فان غال الذي ابتداء من تلك الفترة سيكون بوجهين : متألق في دوري الأبطال حيث فاز ب10 مباريات متتالية و هو رقم قياسي لم يحقق أي فريق من قبل في هذه المنافسة ) و مقيت في المنافسات المحلية ، باستثناء خلال بعض المباريات ضد ألافيس مثلا التي سجل فيها كلويفرت ثلاثية (6-1) . كان ريكيليمي حبيس دكة الاحتياط في أغلب المباريات و سافيولا من جهته، نفاه فان غال في الجهة اليمنى او في دكة البدلاء في الوقت الذي كان لازال خارجا من موسم تألق فيه . هذان النجمان كانا ضحايا عودة فان غال للبارسا .



في 23 نوفمبر تعمقت أزمة النادي بعد تعادل مخيب ب0-0 ضد ريال مدريد . لويس فيغو الذي عاد للكامب نو هطلت عليه من المدرجات كل ما يمكن تخليه من أشياء منها قنينة خمر و رأس خنزير و كانت صور لفت شاشات العالم بأسره . تم إيقاف المباراة لعدة دقائق قبل أن تستأنف و بدون أن يهتم أو يتذكر أحد ما وقع على أرضية الملعب . لأول مر في التاريخ ، تعرض الكام بنو لعقوبة توقيف . لكن تلك العقوبة لم تنفذ ابدا في حقه . وجهت كل أصابع الاتهام نحو غاسبار بسبب علاقاته مع المجموعة المتعصبة بوكسوس نويز و تحولت الأمة الداخلية في النادي إلى قضية وطنية .


وقعت خيبة أمل أخرى انضافت للسلسلة الطويلة من الانتكاسات التي تعرض لها محبي البارسا . و كانت بمناسبة الهزيمة في الكامب نو أمام اشبيلية . كانت هزيمة في عقر الدار ب0-3 أمام فريق يحتل المركز 18 في ترتيب الليغا . تقهقرت البارسا إلى الرتبة 13 و في حوزتها نصف عدد النقاط التي في حوزة المتصدر غير المنتظر لليغا ريال سوسيداد بقيادة راينلان دونويكس .


كان الجميع يعلم أن أيام الثنائي غاسبار- فان غال صارت معدودة . الفوز الجميل المحقق قبل عطلة أعياد راس السنة أمام مايوركا (0-4) منح الثنائي فرصة لالتقاط أنفاسهما قليلا لكن شعار واحد كان يردد في برشلونة هو : " فويرا غاسابر " أي " ارحل يا غاسبار "



موعدنا يوم غدا بإذن الله مع
الجزء الأول من الحلقة المخصصة لسنة 2003
و التي عنوانها :


إعادة البناء فوق الأنقاض










رد مع اقتباس