وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أختي الكريمة دعي الخوف وراءك وتوكلي على الله (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) وما هذا الخوف إلا من تكتيكات هذا المرض ومن دفاعاته المغرضة ورسائله الزائفة...
أختي الكريمة المقصود من الخطوة الثالثة وهي (إعادة التركيز) محاولة من المريض لكي لا يستجيب للوسواس والإلحاح كبداية دفاع منه وذلك بتغيير انتباهه وتركيزه على شيء آخر ولو لفترة قصيرة وهكذا حتى يتعلم كيف ينتقل من سلوك إلى سلوك آخر ولا يمكث عالقا مغرّزا في وحل سلوك الوسواس القهري.
فمثلا حالتك يا أختي مع الوضوء كما فهمته من كلامك أن الأزمة تحصل لك في العضو الأخير من أعضاء الوضوء ففي هذه الحالة ما عليك إلا أن تطبقي الخطوات المذكورة بأن تعيدي التسمية والنسبة بأن تقولي:
أنا لا أحس بأنني يجب علي أن أكرر غسل الرجل أو أي عضو آخر لأنني غسلتها وإنما أعاني وسواسا وإلحاحا واضطرارا لفعل ذلك ولست أنا السبب إنما هي إشارات زائفة من المخ هي التي تملي علي هذا التكرار وسببها الوسواس القهري.
ثم بعد ذلك أعيدي تركيزك وانتباهك إلى شيء آخر لفترة معينة أو قصيرة لأن في الوضوء يجب الموالاة في غسل الأعضاء عند الفقهاء فلا يكون تركيز انتباهك إلى شيء آخر يأخذ منك وقتا طويلا حتى تجف أعضاءك ولم تتمي بعد غسل العضو الأخير لأن هذا ينافي الموالاة بين الأعضاء، طبعا هذا في الوضوء فقط أما الأشياء الأخرى لا ضير في طول الفترة التي تستهلكينها في إعادة التركيز.
فمثلا إذا وصلت إلى غسل العضو الأخير وهجمت عليك إلحاحات التكرار بعد إعادة التسمية والنسبة فكري في شيء إيجابي ، كشيء مميز ورائع قمت به حاضرا أو ماضيا، فكري في نعم الله التي خصك الله بها دون سائر الناس، فكري في شيء تحبينه في زوجك أو أبيك أو أمك... المقصود غيري انتباهك في تلك اللحظة إلى أشياء تدخل عليك السرور آنيا وسريعا، وهكذا دواليك حتى تتعودي الانتقال إلى سلوك آخر وتحصلي على الشعور بالكمال والراحة التي نحصل عليها جميعا عندما ننتقل من سلوك إلى سلوك آخر.
لأن المريض بالوسواس القهري لا تحصل له هذه الأشياء أتوماتيكيا وآليا لسبب الخلل الكيميائي في مخه وإنما هو الذي يحاول ويبادر للحصول على هذا الشعور وهذا الانتقال بنفسه عن طريق الخطوات الثلاث.
على كل حال ستبدئين بالتدرب على هذه الخطوات شيئا فشيئا ومع مرور الوقت بإذن الله ستجدين التغير والتحسن إلى الأحسن، كل ذلك بالتوكل على الله والاستعانة به والرغبة إليه...وبالله التوفيق.