هناك وقد انبهر الصبحِ بالضياء ، ووقفت الشمس و كأنها ترتدي شال الكبرياء.
فما كان مني سوى أن انتظر ذلك اللقاء .
و النفوس تحنّ إلى رَوحِ الوصال ، والقلوب تروم نسائم بهبوب الشمال .
نسائم محملة بنفحات من عبير. و الطير جذلى ما لها نظير .
على أعتاب طيفٍ وقف القلب في اشتياق ،بعد أن كابدته الأشواق .
ولا أعلم أنّ ذاك القلب يبقى نابضاً دائمًا ، و على أمل اللقاء ساهرًا؛ و بالشوق هائمًا.
وكم ارتجفتِ الأيدي إلى اللمس، و تاقتِ الألسُن إلى الهمس .
وعلى الشفاه رُسمت بسمةٌ ومعها سؤال وسؤال
واللوعة أضرمها جمر السعير.
و مع ذلك ضاع كل شيء .
فهل الدهر شرٌّ كلّه ؟ مفصّلهُ و مُجمَلهُ ؟
واهًا ! منهُ مركب النوائب ، و ملعب العجائب .
و هذا هو الحال