أنا كنتُ أكتبُ زماناً ، بقلمِ يفيض رفقاً وحزماً ..
وكنت أتقاطر أملاً وتفاؤلاً ..
أمضي ومنهجي : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة "
أمضي وغايتي : قل إن نسكي وصلاتي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "
أمضي وقدوتي : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر "
كنتُ أؤمن كثيراً بأنه لا وجود للشرّ ! لا وجود للطلاح والفساد !
الموجود -أصلاً - هو الخير ، والصّلاح ..
ثم إذا غاب الخيرُ ، أطلقنا على الفراغ الذي خلّفه شراً !
مثلها مثل الضوء والظلام ..
الضوء وجود ، لكن الظلام " حالة عدم " ..
الضوء إذا جاء ، بدّد الظلام شيئاً فشيئاً
ترمي الشمس بأشعتها لتسكن الفراغ المظلم فتنيره ..
وهكذا ينتفي الظلام " مرة واحدة " !
الإيمان أصلٌ و وجود ، والكفر حالة عدم ..
حالة انتفاء الإيمان نصطلح عليها الكفر
والكفر ، أصله في اللغة : كفر ، وكفر الشيء ، أي غطّاه ..
الكُفر غطاءٌ ، لشيء موجود تحته ..ليس أكثر !
وحالة انتفاء الخير في بعض النفوس والجوانب ، نصطلح عليها الشّر ..
ألم تروا كيف قال الله تعالى : قل جاء الحقّ وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً "
زهاق الباطل مقرون بمجيئ الحق !
الباطل لا يمكنه مقاومة الحقّ أبداً ..لأن الحقّ " موجود بذاته " ..
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من قال هلك الناس ، فهو أهلكُهم !
أي أشدّهم هلاكاً !
وفي رواية أخرى : فهو أهلَكَهم ، أي كان السبب وراء هلاكهم ..!
المطلوب منّا " كدعاة " ليس إبطال الباطل مباشرة
وكأننا نملك عصى موسى ، أو خوارق سليمان وداوود ..
نصدرُ أمراً واحداً ، فيأتينا الباطل راغماً
لنأدّبه خير تأديب ، ونلقّنه أفضل الدروس على الإطلاق ..
المطلوب منّا ، الدعوة إلى الحقّ ، فالله أمر نبيّه بإقام التوحيد في نفوس أهل مكة !
لا بهدم الأصنام !
ثم حين قامت بنفوسهم عقيدة التوحيد الحقّة ، كانوا هم من جعلوا أصناهم جذاذاً ..
اتقوا الله ، عباد الله ..
أوقفوا الكلام السّلبيّ قليلاً ، حتى تجدوا متّسعاً للعمل !
فإن الكلام والعمل معاً ، لا يمكن لهما أن يجتمعا إطلاقاً !