اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *مصطفى*
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
لو رأيت البنيان الحديث أمام البنيان القديم وفي نفس البقعة يتهاوى لسبب ماذا كنت تقول...
إنها الحيل المذمومة حين نجعل أساس البنيان ملح فيجري فيه الماء أو يتعرض لهزة خفيفة
ينهار ويتهدم ..هذا على مستوى العمران وأما أذا تأملت الأنفس
فلك في قانون الغاب منهاج وشرعة
لقد خلد القنفذ والثعلب في الأدب العالمي منذ القرن السابع قبل الميلاد وقيل عنهما
((...للثعلب عدة حيل..وللقنفذ حيلة واحدة..لكنها أحسن الحيل..))
يتكور القنفذ على نفسه ويثبت فتحسبه كرة هذا أن داهمه الخطر
وقيل في الثعلب (( لدى الثعلب حلول أكثر مما لديه من مشاكل ))
يراوغ ويحتال بكل مكر وخديعة
ومن البشر من يشبه الثعلب في السلوك
حين يصبح المجتمع أشبه بزمرة الثعالب فيماثل الأفراد سلوكها
أي لديهم عدد من الاستجابات لكل طارئ أو حدث مع حذر شديد ومكر وريبة
هم الانتهازيون يحسبون الحسابات الدقيقة كي لا تفوتهم فرصة أو غنيمة ديدنهم
الحيل المذمومة .هذا مجتمع كبر عليه أربع
ألم تعد الحيل المذمومة منهاج يتمسك بها البعض بأسماء راقية مهذبة مما نتج عنها انحراف
واعوجاج السلوك ...
|
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أنّك وصفتَ هذا النّوع من الحِيل بالمذمّة فقد اتّضحَ لونُها الذي يصبّ في قالِب المكر والخِداع..
لأنّه علينا أن نُدرِك أنّ لونا آخرَ من الحِيل يخدُمُ أصحابه خيرا ونفعا متى استُعمِلت الحيلة بِهدف إحقاق الحقّ أو إبطال الباطِل،
وعامّة ابتِغاءَ مرضاةِ الله.
وحتّى لا أتّخِذَ هذا المسارَ وُجهةً للنِّقاش فسأعودُ أدراجي للفِكرة الأولى،
حيثُ ذكرتُ أنّ الحيل المذمومة تقترِن بالمكر والخِداع الذي يُتّخذُ كوسيلةٍ لتحقيق الهَدف المنشود،
مع إظهار الوجه المُخالِفِ لهذا الأخير كقِناع يُسهِّلُ على صاحبه رِبحَ الوقتِ وكسب ثقة الضّحايا،
وقد يستمرّ في طيبته المزيّفة وتلاعُبه بمشاعِر النّاس متى تمكّن من النّجاة من نظرةٍ صائِبةٍ تُسقِطُ عنه قِناعَ المراوغة.
وكثيرون من يقتاتونَ على الكذِبِ بأنواعه مع استعمال زينةِ اللّطف والتّواضُع المغشوش فيتمكّنونَ في بعضِ الحالات من نيلِ أشرف المكانات وأرفعِها،
ولكن إلى متى سيستمرّ نِفاقهم؟؟
وقد جاء في قوله سُبحانه وتعالى:
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا..(النساء 142)
أفلا يكفيهِم كلامُ الله المنزّه عنِ الخطأ؟
ولكلِّ فعلٍ وقولٍ جزاءٌ وهؤلاءِ في سُباتِ الغفلة.
،،،،
أخي الفاضِل،
مهما تكلّمتُ فلن أوفي الموضوعَ حقّه لِأهميّته ووجوبِ التعمّقِ فيه..
ولهذا فسأكتفي بالقليلِ الذي حضرني،
ودائِما وأبدا نتطيّب بِالدّعاءِ للخالِق أن يُجنّبنا مكرَ الماكرين،
ويجمعنا مع خَلقِه الطيّبين ويُسدّدَ خُطانا ويجعلنا من عباده المُصلِحين.
بارك الله فيك على الطّرح القيِّم..