السلام عليكم جميعا إخواني و أخواتي الاعزاء
قد عادت صفحاتي لكم تمتلئ بالمعاني من جديد
ليس ما كنت قد وضعته في الماضي جفى قلم و لكنه كان أضغاث قلم
و الآن أعود بكم إلى حكاية جديدة من وراء حكايات قلبي
عذرا لقد أصيب قلبي بالنسيان... !
كان لقاءا بعد فراقٍ غير متوقعين كليهما
جمعني به القدر في لحظات معدودات في زمن لم يعد كالزمن المضني الذي تقاسمته معه....
ظل يعتقد أني مازلت على تلك الصورة و الهيئة و الشخصية ...
حين راني أخذ يوزع الابتسامات على كل شبر من جسدي
و كأنه يقول له أنا... أنا حبيبها هل تذكروني ؟
و جعل نظراته تجوب طولي و عرضي و أخذ يدقق في ملامحي
وجهي و يسألني بتبجح عن حالي... !
فصفعته بابتسامة عريضة يملئها سرور طبق على أنفاسه المغرورة بحيرة
و دهشة ارتسمت على محياه لهذا البرود الذي طاله مني
فأراد أن يكبح جمح هذا البرود و صار يستفز ملكاتي و يعزف عليها برقّش الكلام عن أجمل لحظاتنا معا ... و سرد على مسامعي و مخيلتي قصصا و مواقفا كنا قد خلدناها في وقت مضى ....لكن للأسف عزفه لم يكن هناك من يصغي إليه
بل أن لغة الجسد إرتأت أن تغرد بعيدا عن جسده
و لغة العيون إختارت أن تتغزل في صفاء السماء الجميل ....
و لساني أراد أن يكون عصيا على الكلام
أما ذاكرتي فقد أخذت إجازة طويلة و ربما أبدية عازفةً على إسترجاع شريط الحياة الماضية
و كأنها عقدت صفقة مع احد عملاء النسيان ...
لكم أن تتخيلوا مدى حرج تلك اللحظات على نفسه اليائسة البائسة ...
و التي لم تنزعْ عنها الدهشة ردائها ...
ربما اخذ يسأل نفسه ما هذا العته الذي إعتراها؟
كان مشهدا أشبه بمسرحية هزلية مع أني لم أكن امثل دور الغير مبالية و لا الآبهة لما يقوله ...بل كانت حالة تسكنني وقتها و لأني لا أريد خوض نزال مع الماضي من جديد و فتح آثار الجروح في نفسي أو حتى البحث عنها ....
حتى انه لم يعد في حياتي صراع بين العقل و العاطفة بل كلا منهما أخذا على عاتقه حمايةِ من الغادرين و إبعادي عن الأحزان و الآلام ... تحالفٌ لم تشعر به البشرية قط !
و أما زمن المعاناة قد استوفى عمره في حياتي و ما عاد له مبررا لوجوده فيها
و ما كنت لألعب دورا لا طاقة لروحي على إستساغته لو كان غير الذي في حقيقتها ... حينها لن تجبرني المواجهة الحتمية أمام الماضي من أن أردع ضعفي و أسفك دماء عاطفتي التي ذلتني بعد أن أكرمتها بعلوم الحبِ...
فقلبي اليوم جاثم جامد أمامك لا حراك له سوى إلتقاط الأنفاس فلن تستبيح جوانبه بعد أن هجرته بإذلالي ...
و قد أحس منك زيف المشاعر فإذ به ينتصب كالجندي المجهول يصد هرجك و يدفع عن نفسه مهانة حبك ...فأعلم انه ما عاد حبك يهزه أو كلمات الحب منك تطربه و لا لنبضات قلبك قدرة
على الولوج فيه ...فقد ألقى بحبك في زمن الغابرين
فستدر و ولي في طريقك و لا ترهق نفسك في تذكيري قلبي الذي أصيب بنيسانك
تقبلوا خربشات قلمي
قول لي .. هل مازلت تسرق كتاباتي ؟
- ..... : نعم .. للأسف
هل تفهم ما كتبته فيها ؟
- ....: لا .. أنقول و فقط
إذا أنت كالحمار يحمل الأسفاراً
روح القلم12/07/2010