لا ليست هي من تتوه في هذا الزمان
ليست هي من ترتدي ثوب الضياع
لا أبدا لم تكن موطنا للجراح
فما هي إلا هزار يتغنى بحب الحياة
هذه الحياة التي لطالما قست
لطالما مزقت
لطالما هشمت
وكانت كالزلزال
كالإعصار
كاللهب
لكنها لم تكن تدري
لم تكن تدري أنها أهدتها ورودا في ثوب أشواك
اقتنتها ارتدتها يوم راودتها عن نفسها
تلك الورود المضيئة
كانت قد قطفتها من ذاك البستان
ذات مساء مليء بالآهات
ينزف يتوجع من غدر الزمان المهشم
الحطام في كل مكان
أحجار متناثرة مرتطمة تنثرها السعلاة في كل المكان
حيث الفضاء و النجوم الداجية
تترقب قلبا يدق برعود قاصفة من الحب
ارجع إلى نهر الحياة
زهرة النرجس تشكو ضيق المكان
أخذها و سافر بعيدا حيث الخيال
وبدأ نور قلبها ينزاح
يسرق من لياليها حلو الكلام
بعدما أسدل الليل رداءه
وأطفأ آخر شعاع شمس ضياءه
حل الضباب كثيفا في قلبها طلاسم
بعثر أحجارها الكريمة من عقدها ذاك الشاعر
تلك الأفعى الجميلة ما تزال تصنع ترياقها
ذاك المهرج المازح ما يزال يلون وجهه القبيح
و يعزف أغنيته الرتيبة
على ضفة النهر زهرة النرجس تئن و تشكو ضيق المكان
مسكها من ذؤابتها
من صميم حيرتها
قال لها رتلي سحر الأنغام
ارقصي أيتها الرياح الضاحكة
على أعذب الألحان – زوروني
وارشفي من فنجان قهوتها آلامها
و حمحمي و جوسي خلف أستار أبوابها