منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سلسلة الفرق الإسلامية ( ما هي الوهابية ) ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-07-04, 22:42   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ولمزيد من الفائدة فهذه ترجمة الشيخ بقلم الدكتور ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- من كتابه الماتع "دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب " من الصفحة[ 25-42] والآن مع المقصود : "

هو الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي ينتهي نسبه إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
العالم النحرير والمجدد الكبير صاحب الهمة القعساء والعزيمة والمضاء، الصادق المخلص في دينه والناصح لله ولكتابه ولرسوله وللإسلام والمسلمين وللصديق والعدو.
دفعه هذا النصح لدراسة أحوال بلده والعالم الإسلامي فوجد أمراضاً تفتك بعقائد الإسلام وشرائعه وسياسته وأخلاقه.
وجد أمة قد غرق معظمها في البدع والضلالات ومزقتها الأهواء فصارت أشلاءً عقائدياً وسياسياً واجتماعياً، يصدق على واقعها وأحوالها قول النبي صلى الله عليه وسلم:" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموه "، وقوله:" الله أكبر إنها السنن لتتبعن سنن من كان قبلكم.."، وقوله:" افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى إلى اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله ؟، قال الجماعة"، وفي رواية:" من كان على ما أنا عليه وأصحابي".
لقد تحقق فعلاً ما أخبر به الصادق المصدوق –صلى الله عليه وسلّم- فما تركت الأمة شيئاً كان عليه من قبلهم من اليهود والنصارى وفارس والروم في العقائد والأعمال والتقاليد والعادات.
تعطيل لصفات الله يتمثل في مدارس هنا وهناك، وشرك في العبادة تمثله الآف من القبور الرافضية والصوفية، وغلو شنيع مخز في الأولياء يلجأ فئام من الناس إليهم في الشدائد يستغيثون بهم ويستنجدون، بل يعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، لأنهم أقطاب وأغواث حركات الكون رهن إشارتهم والناس بما فيهم الملوك يعيشون تحت رحمتهم ونقمتهم.
والفساد السياسي قد استحكم والفوضى في الجزيرة العربية ضاربة أطنابها.
الدماء تسفك والأموال تنهب والأعراض تنتهك والخوف المرعب والجوع والجهل المطبق فحدث عنها ولا حرج.
أدرك هذا الإمام كل هذه الأمراض المردية، فشمر عن ساعد الجد تشمير الطبيب النطاسي لعلاج من أنهكتهم هذه الأمراض الفتاكة لتستعيد هذه المجتمعات صحتها وقوتها ومكانتها من السيادة والعزة والكرامة.
فأدرك - وهو الخبير بالأمراض والدواء أنه - لا علاج لهذه المجتمعات إلا ما جاء به محمد  وهو الكتاب الهادي والسنة النبوية المضيئة، ذلكم الدواء الذي أنقذ الله به الناس من الهلاك الماحق في الدنيا والآخرة،) واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ) وننـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً.
تقدم بهذا العلاج الناجع فتقبله بشغف من أراد الله به خيراً، ورفضه من قتله الهوى والجهل والضلال ولم يكتف بهذا الرفض بل سل سيف اللسان والسنان والقلم والبيان.
فصبر هذا الإمام الطبيب الصادق المخلص صبر الكرام الحريص على نفع الناس وشفائهم من أمراضهم يبلغ حجج الله وبيناته في دروسه ومواعظه ومؤلفاته ومراسلاته وبعث دعاته هنا وهناك، فينفع الله بهذا الجهاد والصبر من يريد الله به خيراً " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"، ويأبى الظالمون المستكبرون إلا رفضاً وعداءً ونفوراً.
انبرى هؤلاء الظالمون من سياسيين جاهلين مستبدين وخرافيين ومن جهلاء متعالمين أو أغبياء مقلدين متعصبين لعقائد ضالة وخرافات سخيفة يسخر منها العقلاء من المسلمين وأهل النحل الأخرى من الضالين.
شيوخ الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله-
تلقى العلم على عدد كبير من جلة العلماء الأعلام منهم:
1- أبوه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان.
2- الشيخ شهاب الدين الموصلي قاضي البصرة.
3- الشيخ حسن الإسلامبولي من علماء البصرة.
4- الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي.
5- الشيخ زين الدين المغربي.
6- الشيخ حسن التميمي.
7- الشيخ محمد حياة السندي، وقد توفي عام 1165هـ.
وقد قال للشيخ محمد بن عبد الوهاب حينما رأى الناس يتمسحون ويستغيثون عند قبور آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ويطوفون: ما ذا تقول في هؤلاء؟ قال: هؤلاء متبَّر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون.
8- الشيخ محمد المجموعي، نسبة إلى قرية من قرى البصرة اسمها المجموعة.
9- الشيخ يوسف آل سيف.
10- الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف آل سيف من أهل المجمعة بنجد، واستفاد الشيخ من مصاحبته فوائد عظيمة.
وأجازه الشيخ عبد الله بالحديث المشهور المسلسل بالأولية: " الراحمون يرحمهم الرحمن " من طريقين أحدهما: من طريق ابن مفلح عن شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وينتهي إلى الإمام أحمد.
والثاني: من طريق عبد الرحمن بن رجب عن العلامة ابن القيم عن شيخه شيخ الإسلام، وينتهي أيضاً إلى الإمام أحمد.
كما أجازه الشيخ بكل ما رواه الشيخ عبد الباقي الحنبلي شيخ علماء عصره قراءة وعلماً وتعليماً، من صحيح البخاري بسنده إلى مؤلفه وصحيح مسلم وشروح الصحيحين وسنن الترمذي والنسائي وأبي داود وابن ماجه ومؤلفات الدارمي، كل بسنده المتصل إلى المؤلف، ومسند الإمام الشافعي وموطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد إلى غير ذلك مما رواه الشيخ عبد الباقي(1).
تلاميذ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله –
وقد نهل العلم على يدي الشيخ وتخرج به عدد كبير من العلماء الأجلاء منهم:
1- الشيخ أحمد بن راشد العريني قاضي سدير.
2- الشيخ حمد بن حسين والشيخ عبد العزيز بن حسين.
3-الشيخ حمد بن إبراهيم قاضي مرات، وصهره.
4- الشيخ على ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
5- الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
6- الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
7- الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
8- الشيخ أحمد بن ناصر بن عثمان بن معمر.
9- الشيخ أحمد بن سويلم.
10- الشيخ حسين بن عبد الله قاضي حريملاء.
11- الأمير سعود ابن الإمام عبد العزيز.
12- الشيخ سعيد بن حجي قاضي حوطة بني تميم.
13- الشيخ عبد الرحمن بن خميس إمام الدرعية.
14- الشيخ عبد العزيز بن سويلم قاضي القصيم.
15- الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود.
16- الشيخ حسن بن عبدان قاضي حريملاء.
17- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين قاضي الوشم.
18- الشيخ عبد الرحمن بن نامي قاضي العيينة ثم الأحساء(1).
جهاده في ميدان العلم

من المستحسن أن أترك الحديث هنا لغيري ألا وهو العلامة الشيخ عبد القادر بن بدران علامة الشام، قال - رحمه الله - في ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب:" العالم الأثري والإمام الكبير محمد بن عبد الوهاب رحل إلى البصرة والحجاز لطلب العلم، فأخذ عن الشيخ علي أفندي الداغستاني، وعن الشيخ المحدث إسماعيل العجلوني وغيرهما من العلماء، وأجازه محدثو العصر بكتب الحديث وغيرها على اصطلاح أهل الحديث من المتأخرين.
ولما امتلأ وِطَابُه من الآثار وعلم السنة وبرع في مذهب أحمد أخذ ينصر الحق ويحارب البدع ويقاوم ما أدخله الجاهلون في هذا الدين الحنيف، والشريعة السمحاء وأعانه قوم(1) أخلصوا العبادة لله وحده على طريقته التي هي إقامة التوحيد الخالص والدعوة إليه وإخلاص الوحدانية والعبادة كلها بسائر أنواعها لخالق الخلق وحده، فهب إلى معارضته قوم ألفوا الجمود على ما كان عليه الآباء وتذرعوا بالكسل عن طلب الحق وهم لا يزالون إلى اليوم يضربون على ذلك الوتر وجنود الحق تكافحهم لتردهم إلى صوابهم وما أحقهم بقول القائل:
كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ولم يزل مثابراً على الدعوة إلى دين الله تعالى حتى توفاه الله تعالى"


يتبع -------